العدد 2794 - الجمعة 30 أبريل 2010م الموافق 15 جمادى الأولى 1431هـ

برامج فترات الصباح العربية... تشابه وتكرار... ونجاحها بتميز مقدميها

ساعات بثٍ طويلة ومتواصلة، ومشاهدٌ متطلب يمتلك خياراتٍ متنوعة، وسوق إعلام تنافسي كبير... جميعها وغيرها عوامل ساهمت في خلق واستقطاب عدد كبير من البرامج والقوالب الإعلامية، لتقدم عبر الفضائيات العربية لهذا المشاهد، أبرز أنواع البرامج، وأهمها على هذه الشاشات برامج الفترة الصباحية التي قد يشتهر من بينها أخيراً “هذا الصباح”، “صباح الخير يا عرب”، “الجزيرة هذا الصباح” وغيرها من الأسماء.

وبرامج فترات الصباح أنموذج ليس بالجديد على الفضائيات العربية، فكثيرة هي القنوات المتنوعة التي وفرتها على شاشاتها للمشاهد، وعلى رغم تشابه الفكرة العامة لهذه النماذج، فإنها تطورت خلال السنوات الأخيرة وبدأت تحاول الخروج من النمطية والرتابة والتشابه.

فحاولت بعض القنوات التي توفر ما يقارب ساعتين إلى ثلاث ساعات من البث المباشر لهذا النوع من البرامج، أن توزع ضمن جدول حلقاتها العديد من المواضيع المتنوعة والمميزة، الاجتماعية، الطبية، الترفيهية، الفنية، الثقافية والإخبارية، حتى إن بعض القنوات أفرغت بشكل دائم محطات للفقرات والمقابلات السياسية التي تتناول أخر المستجدات السياسية في العالم.

وخلال الفترة الأخيرة بدأ المنتجون يلتفتون إلى أهمية ضخ الأموال في هذه الفقرات البرامجية، بعد أن كانت الكثير من المحطات تتعامل معها على أساس أنها فترة راكدة المشاهدة، بسبب التزام جزء كبير من الناس بالأشغال، كما أن غالبيتها كان يعرض في أوقات مبكرة من الصباح، إلا أنه ومع الوقت تبين أنها من أكثر الفترات حيوية، كما أنها تستعرض جانباً من شخصية القناة الفضائية، أياً كان نوعها محطة عامة أو إخبارية متخصصة، أو حتى ترفيهية، فهي تتيح المجال لبروز جزء من شخصية مقدمي الفقرات، وخصوصاً في المقاطع العفوية والتفاعل الحي المباشر للمقدم مع المواضيع والضيوف، كما أنها تستطيع من خلال تنوع مضامينها ومرونة اقترابها من الكثير من الفعاليات المختلفة، استعراض جوانب من الحياة من خلال التقارير والحوارات والأخبار، سواء أكانت هذه الأخبار مجتلبة من قبل مراسلي المحطة أو من خلال الاطلاع على عناوين الصحف العربية الغربية أو حتى من خلال الإنترنت.

ولعل الفقرات الصحية والموضة والمطبخ والأسرة من أكثر الفقرات التي تشد أنظار المشاهدين في هذا الوقت من النهار.

في مقابل كل هذه المميزات والشمولية التي تستطيع أن يقدمها هذا النوع من البرامج في هذه الفترة من البث، فإن انتقادات كثيرة توجه إليها، لعل أبرزها أنها تتشابه في كثير من الأحيان، بل تكاد تتطابق في الفقرات، وحتى الأخبار الترفيهية الخفيفة والمنوعة التي تستقطب أنظار معديها، نراها في كثير من الأحيان مكررة على محطات أخرى منافسة لها.

ولا يكتفي المنتقدون بتوجيه الملاحظات للتشابه، فحتى الفقرات المتنوعة التي تحاول بعض المحطات الاختلاف من خلالها، مازال الكثير منها يحتاج إلى التطوير، فيُعرض العديد منها ومعالم عدم نضج الفكرة لدى مقدميها واضح. ويبدو من خلال القصور أنه تم وضعها لسد الوقت، وبغرض التنويع لا بهدف إيصال ما هو مميز ويشد المشاهد، بالإضافة إلى مشكلة توجه غالبية الفقرات إلى النساء، وهو ما يبره البعض، بحكم أن الرجال عادة ما يوجدون في أعمالهم في هذا الوقت، إلا أن الكثير من الشبان والرجال تتاح لهم متابعة هذه البرامج، وهو ما يتطلب زيادة وتنويع الفقرات للتوجه إلى الجميع وليس إلى السيدات المنازل فقط.

ومن أبرز القضايا التي يلح المنتقدون على ضرورة حلها، ضرورة وجود وتأهيل معدين مناسبين لهذا النوع من البرامج، فهي من أصعب أنواع البرامج، بسبب طول فترة البث المباشر الذي يحتاج إلى الكثير من السيطرة والتحكم من قبل المقدم، بالإضافة إلى ضرورة سرعة بديهته ومقدرته على أن يكون ضيفاً لطيفاً خفيفاً مع بداية اليوم، من دون أن ننسى أهمية غزارة معلوماته العامة بسبب تنوع المواضيع التي قد يضطر إلى طرحها، ولعل الكثير من البرامج الصباحية التي لا تختلف بشكل فعلي عن مثيلاتها على المحطات الأخرى، أنجحها الأداء المتميز لمقدميها، ما جعلها مفضلة لدى لمشاهد على رغم كونها لا تختلف أو تبتعد كثيراً عن نماذج أخرى تعرض في الوقت ذاته حتى.

وأياً كان وضع تجربة التلفزيونات العربية، الرسمية منها والخاصة، مع هذا النوع من البرامج، فإن المحاولات الجادة لتسليط الضوء على أهمية برامج الصباح خلال جدول البث للمحطات من خلال زيادة الموازنات التي ترصد لإنتاجها، تبشر بأنه مع الوقت سنرى المزيد من التقدم والنجاح لبرامج تفتح “صباح العرب”.

العدد 2794 - الجمعة 30 أبريل 2010م الموافق 15 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً