نظمت اللجنة الفنية بمركز السهلة الجنوبية الثقافي والاجتماعي، وضمن برنامجها للدورة الحالية، لقاء مفتوحاً مع الفنانين البحرينيين القديرين إبراهيم بحر وأحمد مبارك، حضره أعضاء فريق التمثيل التابع للجنة، وجمع من أبناء المنطقة. جاء هذا اللقاء ضمن استعدادات اللجنة لتصوير العمل التمثيلي لهذا العام، الذي يعرض في شهر رمضان المبارك المقبل.
بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها نائب رئيس المركز عباس ملا حسن، أشاد فيها باهتمام وحضور الممثلين القديرين، وحرصهما على الأخذ بأيدي الشباب نحو التطور والإبداع في هذا المجال ، كما وأثنى على جهود اللجنة الفنية بالمركز والدور البارز الذي تقوم به في النهوض بالحركة التمثيلية على مدار سنوات . بعد ذلك تم عرض مقتطفات من إنتاجات اللجنة الفنية في مجال التمثيل الذي استمر لسبع سنوات مضت، أبدى فريق التمثيل فيها إمكانات تمثيلية وإبداعية نالت استحسان الجميع .
بعد هذا العرض بدأ الفنان القدير إبراهيم بحر بالتعليق على ما شاهده من مواقف تمثيلية، حيث أثنى على الجهود التي قام بها فريق التمثيل خلال أعماله السابقة، ونوه إلى بعض النقاط الحيوية والمهمة المتعلقة بالأمور الفنية بالدرجة الأولى، والخاصة بالتمثيل وفروعه السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وكيف للممثل أن يتعامل مع كل نوع بما يناسبه. كما وتطرق إلى نقاط تخص الجانب الإخراجي وبعض الحيثيات التي يجب على المخرج مراعاتها من وضوح الصوت ولباس الممثلين وتعاملهم مع الكاميرا والديكور..ز وما إلى ذلك من الأمور الفنية.
وكان للفنان القدير أحمد مبارك تعليق شكر فيه إدارة المركز على هذه الدعوة، متمنياً لفريق العمل كل توفيق. كما وعلق على بعض الجزئيات التي تطرق إليها إبراهيم بحر، مؤكداً ضرورة مراعاة بعض الجزئيات التي يمكن أن تخل بالعمل، ومن أهمها وجود نص وحوار مكتوب يضع الخطوط العريضة للعمل ويوصل الرسالة كاملة التي يهدف إليها العمل التمثيلي.
كما وكانت هناك بعض المداخلات من قبل الحضور، حيث بدأ مخرج الأعمال التمثيلية السابقة مهدي إبراهيم بالتطرق إلى بعض العوائق التي سبب في ظهور بعض السلبيات في الأعمال السابقة، وخصوصاً عامل الوقت الذي لا يسعف الفريق لمراجعة العمل بالصورة الكافية وإعادة بعض المشاهد التي تستدعي ذلك، حيث علق إبراهيم بأن هذا العذر لا يقبله الجمهور، فهو يريد أن يرى عملاً متكاملاً بغض النظر عن جميع الملابسات التي يعيشها العمل أثناء التصوير.
كما وكانت هناك مداخلة من موسى إبراهيم (صاحب أفكار معظم الأعمال السابقة وأحد الممثلين البارزين فيها) حيث شكر فيها الممثلين على حضورهما والمشاركة في هذا اللقاء الذي يدل بالدرجة الأولى على اللحمة الوطنية التي يعيشها شعب البحرين وحبه للعمل والعطاء لرفعة هذا البلد العزيز. وتطرق إلى إمكانية أن يقوم فريق من الممثلين بالقرية بزيارة مواقع التمثيل التي يوجد فيها الممثلون الكبار للاستفادة عملياً من مثل هذه المواقف.
وشارك الكاتب الروائي جعفر عبدالحسن بمداخلة تطرق فيها إلى صعوبة كتابة النص التمثيلي وندرة الكتاب الجيدين المتمكنين من ذلك، وهذا يجعل الكثير من الأعمال تكون في صورة اجتهادات غير منظمة قد تصيب وقد تخطئ . وتطرق إلى تجربته مع المخرج محمد الصفار ومدى الاستفادة التي حصل عليها من خلال مشاركته في أعمال سابقة. فيما علق يوسف إبراهيم (أحد الممثلين في الفريق) بأن هناك جوانب إنسانية يفكر الفريق في التعرض لها، منها قصص النجاح التي يعيشها بعض المعوقين أو تعايش أفراد المجتمع مع بعض الأشخاص المعوقين عقلياً... وغير ذلك من القضايا الإنسانية المهمة التي تعالج الظواهر الاجتماعية السلبية.
وفي ختام اللقاء، أكد الممثلان القديران استعدادهما التام للتعاون مع فريق العمل بالقرية في كل ما يحتاج إليه الفريق للنهوض بمستواه الفني وتطور أدائه نحو الأفضل، كاحتكاكه بالممثلين الكبار وحضوره ورش عمل ولقاءات وأعمال تمثيلية تساعد على تطويره، مشيرين إلى بعض النقاط التي تمخض عنها اللقاء. ومن جهتهم، قام نائب رئيس المركز وأعضاء مجلس الإدارة بتقديم درعين تذكاريين للفنانين القديرين، متمنين أن تستمر مثل هذا اللقاءات خدمة لشباب هذا الوطن الغالي.
العدد 2794 - الجمعة 30 أبريل 2010م الموافق 15 جمادى الأولى 1431هـ