العدد 2796 - الأحد 02 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الأولى 1431هـ

الصحف البريطانية تزيد من عزلة براون في نهاية الحملة الانتخابية

لعبت الصحافة البريطانية دوراً كبيراً في زيادة العزلة التي يواجهها حزب رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، إذ شجعت صحيفتان بريطانيان بارزتان «ذي غارديان» و»ذي تايمز» السبت قراءهما على عدم التصويت لحزب العمال في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 6 مايو/أيار ما يجعل الحملة الانتخابية أكثر صعوبة بالنسبة لحزب العمال الذي يسجل تراجعاً في استطلاعات الرأي.

والتقدم الذي كان يأمل به العماليون إثر آخر مناظرة تلفزيونية الخميس لتبديد آثار زلة اللسان التي اقترفها رئيس الوزراء، غوردن براون حين وصف متقاعدة بأنها «متعصبة» لم يتحقق إذ حافظ المحافظون والديمقراطيون الأحرار على تقدمهم.

وأعلنت صحيفة «الغارديان» (وسط - يسار) في افتتاحية السبت أنها أوقفت دعمها التقليدي للعماليين لكي تؤيد الديمقراطيين الأحرار الذين تقدموا بقوة في استطلاعات الرأي بفضل الأداء الجيد لزعيمهم نك كليغ في المناظرات التلفزيونية.

وكتبت الصحيفة «لو كان للغادريان أن تصوت في الانتخابات التشريعية للعام 2010 لكانت أعطت صوتها بحماسة للديمقراطيين الأحرار»، معربة بذلك عن موافقتها على دعم هذا الحزب لإصلاح النظام الانتخابي.

وأكدت «الغارديان» أنه عبر رفضهم استبدال غوردن براون قبل الانتخابات «خسر العماليون فرصة تجديد صفوفهم».

وفي اليوم نفسه أعلنت صحيفة «التايمز» (وسط - يمين) أنها تدعم المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون في ما يشكل سابقة بالنسبة لهذه الصحيفة منذ 18 عاماً.

وكتبت «أن حجة براون لهذه الانتخابات هي أن الناخبين يجب ألا يجازفوا بتعريض الانتعاش الاقتصادي للخطر عبر التصويت للمحافظين. لكنه لا يدرك أن التهديد الأكبر هو مواصلة القيام بالشيء نفسه». وأضافت «لقد آن الأوان للتصويت مجدداً للمحافظين».

وكانت مجلة «ذي ايكونوميست» التي ساندت العماليين في ظل زعامة طوني بلير، دعت الخميس إلى التصويت للمحافظين. وقد خسر غوردن براون اعتباراً من نهاية سبتمبر/ أيلول دعم صحيفة «ذي صن» الأكثر مبيعاً في البلاد والتي تبيع نحو ثلاثة ملايين نسخة يومياً.

و»الصن» شأنها شأن صحيفة «التايمز» تنتمي إلى مجموعة قطب الإعلام الاسترالي الأصل روبرت مردوخ الذي وضع كل ثقله لدعم طوني بلير في العام 1997 مساهماً بذلك في فوز حزب العمال.

ويأتي إعلان هاتين الصحيفتين فيما أظهر استطلاع أجراه معهد هاريس لصحيفة «ديلي مايل» حصول حزب العمال على 24 في المئة من نوايا التصويت مقابل 32 في المئة للديمقراطيين الأحرار (+3 نقاط) الذين أصبحوا متقاربين جداً مع المحافظين الذين نالوا 33 في المئة.

وفي مقابلة مع صحيفة «الغارديان» قال نك كليغ إن الحملة أصبحت «منافسة بين طرفين، الديمقراطيين الأحرار والمحافظين».

وقال إن «الناس حصروا خيارهم في حزبين وأعتقد أن هذا الخيار الآن بالنسبة لشخص له وجهة نظر تقدمية ينحصر بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار».

لكن استطلاعاً آخر أجراه معهد يوغوف لحساب صحيفة «الصن» أشار إلى تعادل العمال مع الديمقراطيين الأحرار بنسبة 28 في المئة من نوايا الأصوات فيما تقدم عليهما المحافظون بفارق كبير بحصولهم على 34 في المئة.

ومع فارق ضئيل إلى هذا الحد، لن يملك أي حزب الغالبية المطلقة في مجلس العموم وهو وضع سيؤدي إلى محاولة تشكيل ائتلاف يفرض فيه الديمقراطيون الأحرار كلمتهم.

وحذر رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير السبت من أن التصويت للأحرار «ليس جدياً» منبهاً إلى احتمال انبثاق برلمان من دون غالبية واضحة وذلك في مقابلة مع صحيفة «التايمز». وقال «ذلك سيؤدي إلى قيادة غير حاسمة ومساومات بين الأحزاب في فترة يشهد فيها اقتصادنا انتعاشاً لكنه لا يزال هشاً. نحن في غنى عن ذلك». من جهة أخرى، اعتبر غوردن براون أنه «دفع ثمناً باهظاً» مقابل زلة لسانه التي استهدفت المتقاعدة. وعبر عن تصميمه على «المواجهة حتى آخر لحظة في هذه الانتخابات» وذلك في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف».

العدد 2796 - الأحد 02 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً