العدد 2796 - الأحد 02 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الأولى 1431هـ

بلدة إيبسويتش إحدى ساحات حسم معارك الانتخابات البريطانية

تعتبر بلدة إيبسويتش البريطانية المطلة على نهر في شرق إنجلترا إحدى ساحات المعارك التي تتحدد فيها الانتخابات البريطانية... وعلى رغم تبقي أقل من أسبوع على الموعد المنتظر لم يحسم الكثير من ناخبيها موقفهم بعد.

ويسيطر حزب العمال الحاكم على بلدة إيبسويتش لكن البعض يطلق عليها «المقعد الهامشي» الذي ربما يحصل عليه حزب المحافظين المعارض، ما سيساعده على العودة إلى السلطة بعد 13 عاماً.

إيبسويتش بلدة مطلة على تلال وعلى رافد أحد الأنهار وتضم شوارع مورقة ومنازل راقية ومجمعات سكنية أقل مستوى، وهي تقع بجوار مرسى وتحتوي على شقق فاخرة وجامعة جديدة. لا يمكن وصف البلدة بأنها غنية أو فقيرة وفي الماضي غيرت مساندتها من حزب العمال المنتمي إلى يسار الوسط إلى حزب المحافظين المنتمي إلى يمين الوسط.

والسباق الانتخابي في إيبسويتش شأنه شأن السباق في أي مكان آخر أصبح من الصعب التكهن به بسبب زيادة التأييد لحزب ثالث وهو حزب الديمقراطيين الأحرار على حساب الحزبين الآخرين الأكبر اللذين اعتادا تناوب الحكومة.

قال بيتر مارشال، وهو شاب من العاملين في دار للمصابين بالعته «لست راضياً عن حزب العمال في الوقت الراهن. السباق بالنسبة لي بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار».

وهذا ليس بالنبأ الطيب لأي من الحزبين الرئيسيين قبيل الانتخابات المقررة في السادس من الشهر الجاري. فلقد أعطى مارشال صوته لحزب العمال في الماضي وهو من نوع الناخبين المتذبذبين الذين يحتاج إليهم حزب المحافظين للفوز إذا كان له أن يسيطر على إيبسويتش.

وبما أن لمارشال ابناً عمره أيام فقد كان مهتماً بما تقوله الأحزاب عن رعاية الطفل. لكنه يهتم أيضاً بالسياسة الحزبية إزاء قضايا الإنترنت، وشعر بالغضب من حزب العمال بسبب مشروع قانون أعده مؤخراً قال إنه يقيد حريات الإنترنت.

ومن خلال ما يقوم به حزب الديمقراطيين الأحرار من تنفير الناخبين من أمثال مارشال من حزب المحافظين فقد يصبح من الصعب حصول المحافظين على غالبية في البرلمان وأن يحكم وحده دون شركاء.

ولا يمكن إغفال وجود حزب العمال -الذي يحتل المركز الثاني بل وربما الثالث في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني - في مناطق مثل إيبسويتش.

من جانبها، قالت فاي برودهيرست، وهي ربة منزل ولديها ابن وابنة عمرها 11 عاماً مصابة بالتوحد «إنها أسباب ذاتية بالدرجة الأولى... لكني سأصوت لصالح العمال».

وأضافت أن البلاد كلها تمر بحالة اقتصادية صعبة، لكن أسرتها استفادت من سياسات حزب العمال، و خصوصاً من الاستثمارات الكبيرة في الخدمات العامة والإعفاءات الضريبية بسبب إعالة أطفال.

وتابعت «أتلقى قدراً كبيراً من المساعدة الحكومية لأني أعول ابنتي وهذا كما هو واضح مهم جداً بالنسبة لي»، مضيفة أنها ليست متأكدة من أن مثل هذه الخدمات ستستمر في ظل حكم المحافظين.

لكن المصرفي، ستيفن كليف الذي كان يناصر حزب العمال في سنوات زعامة طوني بلير وجه نقداً لاذعاً لخليفته غوردن براون.

وقال «حزب العمال مروع فيما يتعلق بالاقتصاد. أعتقد أن غوردن براون سيكون أسوأ رئيس للوزراء منذ الحرب (العالمية الثانية)».

وأضاف أن أصوات الناخبين الأفراد ستلعب دوراً حاسماً إذا لم يفز -كما هو متوقع- أي حزب بغالبية المقاعد في البرلمان.

وإذا كان ميزان القوى في يد حزب الديمقراطيين الأحرار فإن موقفه سيزيد قوة في مفاوضات مع المحافظين أو العمال بحصوله على نصيب كبير من الأصوات. ولم يكن الديمقراطيون الأحرار يحصلون على عدد كبير من الأصوات في العادة لأن أحد الحزبين الأساسيين الآخرين كان يحصل على غالبية المقاعد.

وقال كليف «هذا يجعل هذه الانتخابات مثيرة حتماً».

لكن داني مارش، وهو موظف صغير في مكتبة لا يشاركه هذا الرأي إذ قال إن انصباب التركيز على ثلاث مناظرات تلفزيونية بين العمال والمحافظين والديمقراطيين الأحرار أضفى انطباعاً سطحياً على السياسة.

وقال إن المناظرات «أبعدت الأنظار عن القضايا الرئيسية. لم تعد متقنة. تحولت الحملة إلى ما يشبه إكس فاكتور» في إشارة إلى برنامج تلفزيوني شهير لمواهب الغناء.

العدد 2796 - الأحد 02 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً