العدد 2379 - الأربعاء 11 مارس 2009م الموافق 14 ربيع الاول 1430هـ

رعاية الموهوبين الخيار الأمثل للتنمية البشرية

عدنان القاضي في الملتقى الأهلي الثقافي

عدّ المختص برعاية الموهوبين عدنان محمد القاضي أن «المجتمع يستطيع أن يراهن على رعاية الموهوبين فهي الخيار الأمثل في ظل المنافسة العالمية المحتدمة في مجال التنمية البشرية عربيا وعالميا، فالاهتمام بهم ينطلق من حاجة المجتمع إلى علماء ومبدعين يمثلون ثروته وعدّته ومصدر فخره وعزّته».

جاء ذلك في محاضرة أقامها الملتقى الأهلي الثقافي عن رعاية الموهوبين تحدث فيها القاضي عن تعريف الموهوب ومسوّغات الاهتمام بالموهوبين، ومتطلبات رعايتهم «وأهمية اعتماد استراتيجيات وطنية لرعاية الموهبة والإبداع، وإيجاد جهات وطنية لمتابعتها وتنفيذها».

ألّف عدنان القاضي مجموعة من الكتب في رعاية الموهوبين منها برنامج «حل المشكلات المستقبلية: استراتيجية تعليمية للطلبة الموهوبين»، بالإضافة لمقالات في الموهبة، ومهارات التفكير الإبداعي، وكتاب «رعاية الموهوبين خيار المنافسة الأمثل»، و«الموهوبون من ذوي الاحتياجات الخاصة»، وهو رئيس المواهب الأكاديمية بمركز رعاية الطلبة الموهوبين بوزارة التربية والتعليم وعضو المجلس العالمي للأطفال الموهوبين والمتفوقين، والمجلس العربي لرعاية الموهوبين، ومشارك في مركز «ديبونو لتعليم التفكير»، حاصل على ماجستير في مجال تربية الموهوبين.

وأكد القاضي على أن رعاية الموهوبين الخيار الأمثل للمنافسة العلمية وخصوصا في مجال التنمية، ثم عرّف الموهوب فأشار إلى أنه الشخص الذي يعطي دليلا على اقتداره على الأداء الرفيع، ويحتاج إلى خدمات وأنشطة لا تقدِّمها المدرسة عادة؛ وذلك من أجل التطوير الكامل في الاستعدادات أو القابليّات، والتي منها القدرة العقلية العامَّة في الذكاء، والاستعداد الأكاديمي الخاص في التحصيل، والتفكير الإبداعي أو المُنتِج، والقدرة القيادية، والفنون البصرية أو الأدائية.

وأكد على أنه لقبول الفرد كموهوب لابد من توافر اشتراطات، منها أنْ يُحرز مستوى من الذكاء فوق المتوسط العام، وأنْ يُحرز مستوى عالٍ من الإبداع؛ وأنْ يتسم بخصائص سلوكية تدل على موهبته، وأنْ يتصف بالالتزام والمُثابرة.

ثم تحدّث القاضي عن مسوّغات الاهتمام بالموهوبين، فأشار إلى أن المدارس عادة تركّز على الطلبة متوسّطي التحصيل، ما يشعر الموهوبين بالإحباط والملل من الأجواء الصفيّة؛ حيث أنّها لا تخاطبهم بالسرعة والقدر الذي يحتاجونه، ولذلك فإن الطلبة الموهوبين يحتاجون إلى أساليب واستراتيجيّات تدريسية تنسجم مع ما يملكونه من خصائص نمائية وأنماط تفكير وأنماط تعلّم متنوّعة ومتقدّمة.

وأكد أن الموهبة كنزٌ ثمين، وركيزةٌ أساسية للمجتمع، فمنها تخرج القيادات الواعية المنتجة، وعليها تعلّق الأماني والطموحات والأحلام، وفيها الطاقات والخصائص التي تبعث في الحياة اليومية روح الحماسة والعطاء والتجدد والإبداع، ومن خلالها تُنتَج المعرفة الإنسانية الرصينة وتتطوّر وتطوّع للتطبيق.

وأشار إلى حقّ الموهوبين في تلقي التعليم الذي ينسجم مع قدراتهم واستعداداتهم العقلية وأنماط تعلُّمهم، وخلاف ذلك ظلمٌ ووأدٌ للمواهب، أخذا بالمفاهيم الديمقراطية، وبمبدأ تكافؤ الفرص، ما يغرس مفهوم الذات الإيجابية لدى الموهوب، ويشبع نوازعه في حبِّ الإنجاز والعطاء وينمي فيه الطاقة والاستطاعة والرغبة من دون مقابل أو انتظار الجزاء.

وتحدث عن مؤشر المواهب في الشرق الأوسط فأشار إلى الدراسة التي أصدرتها مؤسسة «هايدريك أند سترانجر» بالتعاون مع «وحدة المعلومات الاقتصادية» (EIU) في العام 2007، حيث خلصت إلى أن جيل الشباب في منطقة الشرق الأوسط مازال بحاجة إلى العديد من المهارات والخبرات والكفايات لتحقيق النجاح والتفوُّق في سوق العمل.

واستشهد بما جاء في المُذكّرة التفسيرية للرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030 في الجزء المُتعلِّق بالطموحات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي «سيكون المجتمع البحريني في العام 2030 قائما على الجَدارة؛ حيثُ يُكافأ العمل الجاد والموهبة بالنجاح، وسيتمُّ تأمين الرعاية الأساسية بغض النظر عنِ القدرات، وسيتم تأمين المُساواة، وإعطاء جميع البحرينيين فرصا متكافئة» وقدم أمثلة على المُبادرات الضرورية لتحقيق ذلك منها: دعْمُ المواهب وتنميتها في جميع المراحل التعليمية، والاستراتيجية العربية للموهبة والإبداع في التعليم العام.

وأكد أهمية الوصول إلى منظومةٍ للتربية والتعليم في إطار بيئة اجتماعية ترعى الموهبة والإبداع في الوطن العربي، من الطفولة إلى الرُّشد، وفي مجالات الإبداع كافة، تنتج القيادات والأطر (الكوادر) الشابة الموهوبة والمُبتكرة لتسهم في تحول المجتمع العربي إلى مجتمع المعرفة، وتنمية الاقتصاد المنافس القائم على المعرفة».

وتحدث عن الاستراتيجية العربية للموهبة والإبداع في التعليم العام: فأشار إلى المشروع خط أربعة محاور تستقى منها الأهداف الخاصة الموصولة لتحقيق الرؤية، هي اعتماد استراتيجيات وطنية عربية لرعاية الموهبة والإبداع، وإيجاد جهات وطنية لمتابعة تنفيذها، وتحسين الفرص المتوافرة في مجال تعليم الموهوبين وتوسيعها، وزيادة وعي المُجتمع بدور الموهبة والإبداع والابتكار، والإسهام في زيادة النمو لتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية.

وختم محاضرته ذاكرا أهم ما نحتاجه لتنمية الموهوبين ومنها سن قوانين وتشريعات خاصة تكفل حقوق الموهوبين، إيجاد جوائز وطنية سنوية للمُبرزين من الموهوبين أكاديميا وأدائيا. وإشراكهم في المعسكرات العالمية الصيفية، وإنشاء مراكز أبحاث للموهبة والإبداع؛ تكون رديفة للعمل التربوي في المدارس والمراكز منطلقة من الجامعات. وأهمية تحديد المقاييس التي يتم التعرُّف من خلالها على الموهوبين. وزيادة المؤسسات الأهلية التي تقدم خدمات مباشرة لهم. وزيادة الوعي في المجتمع بحاجات هذه الفئة من الناس. مع رِعاية مستمرة بدءا من لحظة الاكتشاف. واعتماد استراتيجية وطنية للموهبة تلم شتات خدمات الرعاية التي تقدم للموهوبين.

العدد 2379 - الأربعاء 11 مارس 2009م الموافق 14 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً