تنطلق اليوم (الخميس) في مدينة الشارقة الإماراتية بطولة الأندية الخليجية التاسعة والعشرين لأبطال الكؤوس لكرة اليد بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويستضيفها نادي الشارقة الإماراتي، وتستمر البطولة حتى 22 مارس/ آذار الجاري.
ويشارك في البطولة 8 أندية وزعت على مجموعتين ضمت الأولى: الشارقة الإماراتي (المنظم)، مضر السعودي، القادسية الكويتي والريان القطري، فيما ضمت الثانية الأهلي السعودي (حامل اللقب)، الأهلي البحريني، السيب العماني والشباب الإماراتي.
ويشارك فريقان من السعودية ومثلهما من الإمارات باعتبار أن نظام البطولة يسمح بمشاركة فريق آخر من بلد المستضيف وآخر من بلد حامل اللقب، وهو ما سمح بمشاركة مضر السعودي والشباب الإماراتي باعتبار أن الأهلي السعودي هو بطل النسخة الماضية التي أقيمت في ضيافته بجدة.
وستلعب في اليوم الأول مباراتان، إذ ستجمع الأولى المستضيف بنظيره مضر السعودي، فيما ستجمع الثانية القادسية الكويتي والريان القطري.
وكان فريق الريان القطري أول الفرق التي وصلت إلى الشارقة وذلك يوم الأحد، إذ ستقيم الفرق في فندق هوليدي انترناشوينال، تبعه مضر السعودي وأخيرا ممثل البحرين الأهلي.
وقررت اللجنة المنظمة اعتماد الطواقم الخليجية لإدارة البطولة إضافة إلى جلب طاقمين تحكيميين محايدين من بولندا والمجر، إضافة إلى اعتماد 3 مراقبين فنيين للمباريات من الإمارات، قطر والكويت.
وستشهد صالة نادي الشارقة الرياضي افتتاح البطولة الذي سيكون مختصرا ومقتصرا على دخول طابور الأندية المشاركة وكلمة لرئيس اللجنة ورفع علم البطولة إيذانا ببدء انطلاقة منافساتها، وذلك تحت رعاية ولي عهد ولاية الشارقة، لتنطلق بعدها مباريات الجولة الأولى بلقاءات المجموعة الأولى.
ولأحقيته كمنظم للبطولة فقد اختار فريق الشارقة نظيره مضر السعودي لكي يقابله في افتتاح البطولة، في مباراة يتوقع أن يغلفها الغموض، لعدم وضوح طريقة لعب وإمكانات الفريقين اللذين تعد مشاركتهما الحالية الأولى بعد سنوات عجاف، إذا ما عرفنا أنها المشاركة الثانية فقط للفريق المنظم بعد تنظيمه أيضا البطولة الرابعة العام 1984 والتي فاز ببطولتها حينها الوحدة البحريني (النجمة حاليا)، فيما هي المشاركة الأولى لمضر السعودي.
الفريقان يحاولان رسم انطلاقتهما نحو المنافسة على لقب البطولة من خلال مباراتهما الأولى التي ستبعد نوعا ما الفريق الخاسر؛ نظرا لقوة اللقاءين المتبقيين له ضد القادسية الكويتي والريان القطري.
الشارقة أجرى معسكرا تدريبيا في تونس لمدة 10 أيام تحضيرا لهذه البطولة لعب من خلالها الكثير من المباريات مع فرق الترجي الافريقي والنجم الساحلي وذلك تحت قيادة مدربه التونسي، فيما فريق مضر أقام معسكره الخارجي في البحرين ولمدة أسبوع لعب خلاله 4 مباريات ودية أمام فرق باربار والتضامن والدير والاتفاق البحرينية، إذ خسر أمام باربار والاتفاق وفاز على التضامن والدير.
المباراة الثانية في اليوم الأول ستجمع بين أحد أقطاب المنافسة المتوقعة في هذه البطولة وهما القادسية الكويتي والريان القطري لما يضمانه من لاعبين يلعبون في المنتخبات الوطنية للكويت وقطر، وخصوصا أن الترشيحات الأولية ترشحهما للتأهل عن هذه المجموعة، وبالتالي سيكون لقاؤهما مثيرا وقويا إلى أبعد الحدود وستكون قمة مبكرة ستحدد بشكل كبير المتأهل الأول من المجموعة الأولى.
القادسية من ناحيته أقام معسكرا داخليا في الكويت بعد عودته من البطولة الآسيوية الأخيرة التي أقيمت في جدة السعودية وفاز ببطولتها الأهلي السعودي، وحل فيها القادسية في المركز السادس، فيما بقي الريان القطري في قطر أيضا وعمل معسكرا داخليا تحضيرا للبطولة.
من المتوقع جدا أن تنحصر المنافسة على لقب البطولة التاسعة والعشرين بين 3 فرق هي ممثلنا الأهلي البحريني، وحامل اللقب الأهلي السعودي وبطل الكويت القادسية الكويتي، مع احتمال دخول الريان القطري كمنافس رابع على اللقب، وفي النهاية يبقى باب المفاجآت مفتوحا على مصراعيه.
وتؤكد خريطة التتويج في البطولات الثماني والعشرين السابقة هذه الترشيحات، إذ تتزعم البحرين قائمة الدول الأكثر تتويجا بالبطولة والتي وصلت إلى 11 بطولة توزعت بين الأهلي بتحقيقه 6 بطولات آخرها البطولة السابعة والعشرين التي أقيمت في ضيافته العام 2007، والنجمة حاليا (الوحدة والهلال سابقا) بـ 5 مرات آخرها البطولة التي نظمها في العام 2001.
وتأتي السعودية في المرتبة الثانية بتحقيق فرقها البطولة 8 مرات، غالبيتها لفريق أهلي جدة الذي حققها 7 مرات آخرها العام الماضي وهو يحمل الرقم القياسي بأكثر الفرق تحقيقا للبطولة، وبطولة لفريق النور، فيما تأتي الكويت ثالثا بـ 5 بطولات حققتها فرق السالمية (3 مرات)، خيطان والصليبيخات مرة واحدة لكل منهما.
حطت طائرة «النسر الأصفر» في مطار دبي الدولي ظهرا أمس (الأربعاء) وذلك في طريقها للمشاركة في البطولة الخليجية، وضمت البعثة كلا من رئيس الوفد الأمين المالي بالنادي مجدي ميرزا، ونائب رئيس الجهاز فاضل الساري ومدرب الفريق الوطني إبراهيم عباس ومساعده الجزائري بوليمة الهادي واخصائي العلاج الطبيعي ميثم مشيمع وكذلك 15 لاعبا يتقدمهم ماهر عاشور بالإضافة إلى 15 لاعبا هم: خالد عباس، صلاح عبدالجليل، علي حسين، حسين فخر، عباس مال الله، مالك كريم، محمود عبدالقادر، محمد عبدالحسين، محمد ميرزا، أحمد طرادة، صادق علي، محمد عبده، محمود الونة ونادر درويش.
وكان من اللافت للأنظار وجود لاعب الفريق أحمد عبدالنبي منذ الصباح في مطار البحرين لتوديع زملائه والحسرة تبدو على وجهه، في لفتة منه لدعم زملائه اللاعبين وحثهم على الفوز بالبطولة وتخطي الدور التمهيدي والتأهل لنصف النهائي الذي سيكون بوابة عبدالنبي للعودة للفريق على الأرجح.
في مقابل ذلك، تأخر وصول قائد الفريق سعيد جوهر العائد من الإصابة إلى عصر أمس، وذلك نتيجة شكواه من بعض الالآم التي استدعت ذهابه إلى المستشفى في البحرين، ليتأخر حضوره مع الوفد في الرحلة الأولى، كما لم يحضر رئيس جهاز الكرة بالنادي نادر الحاجي؛ لظروفه الخاصة التي منعته من مشاركة الفريق، إذ سيلتحق بالفريق يوم الجمعة المقبل، أي قبل المباراة الأولى للفريق في البطولة والتي سيلاعب فيها نظيره الشباب الإماراتي.
ولم يفوت مدرب الفريق الوطني إبراهيم عباس الفرصة بإجراء تدريب للفريق بالصالة الرئيسية من أجل التعود على أرضية الملعب وأجواء الشارقة، تم التركيز من خلالها على اللياقة البدنية إضافة إلى التذكير ببعض الجمل التكتيكية التي تدرب عليها الفريق في معسكره المصري والأيام الأخيرة في البحرين.
عقدت اللجنة الفنية للبطولة اجتماعها الفني الأول برئاسة رئيس اللجنة التنظيمية السعودي نصر هلال، وبحضور مندوبي فريق الأهلي المكون من رئيس الوفد الأمين المالي مجدي ميرزا ونائب رئيس جهاز كرة اليد بالنادي فاضل الساري.
وقد اعتمدت اللجنة مواعيد مباريات البطولة التي ستنطلق في الساعة الخامسة بتوقيت الإمارات (الرابعة بتوقيت البحرين)، بخلاف مباريات اليوم الافتتاحي الذي ستتأخر فيه المباريات بسبب حفل الافتتاح وستلعب فيه المباراة الأولى الساعة 7.45 ، والمباراة الثانية في الساعة 9.30.
وبدأ الاجتماع باعتماد أسماء لاعبي الفرق وأرقامهم واللاعبين المحترفين، كما اعتمدت اللجنة ألوان قمصان الفرق، إذ سيلعب الأهلي جميع مبارياته الأولى أمام الشباب الإماراتي والثانية ضد الأهلي السعودي والثالثة أمام السيب العماني بألوانه الطبيعية الأصفر والأسود.
وكانت اللجنة المنظمة للبطولة قد اعتمدت أمس الأول (الثلثاء) رعاة البطولة الرئيسيين وهما بنك الشارقة وشركة «SKM» لأجهزة التكييف ومجموعة كبيرة من الرعاة الفرعيين للبطولة والذين بلغوا 10 شركات ومؤسسات ستقدم دعمها لنجاح البطولة الخليجية.
وأوضح المنسق العام للبطولة عوض سامي أن اللجنة المنظمة للبطولة خصصت فندق هوليدي أن للجنة الفنية والحكام والمراقبين وأعضاء اللجنة التنظيمية، بينما سيكون فندق هوليدي إنترناشيونال مقرا لإقامة اللاعبين والفرق المشاركة، وبين أن قناتي «دبي الرياضية» والشارقة (2) ستكونان الناقل الرسمي للبطولة تلفزيونيا، فيما سيكون النقل التلفزيوني لدول مجلس التعاون عبر التواصل مع قناة «دبي الرياضية».
أكد مدرب الأهلي السعودي التونسي إبراهيم بوعبدة في تصريح لـ «الوسط الرياضي» أن فريقه يطمح في المحافظة على لقبه الذي حققه في البطولة الماضية، على رغم الإعداد المتواضع الذي سبق انطلاقة البطولة اليوم (الخميس). وقال: «لم يكن هناك استعدادا خاص للبطولة الخليجية بسبب بعض الظروف التي لم تسمح للفريق بالتدرب بشكل متواصل، ولاسيما أن الخليجية جاءت بعد أيام من تحقيقنا البطولة الآسيوية في جدة». وأضاف «دائما عندما يخرج أي فريق من بطولة معينة فإن حالة من الهبوط تحدث له، وهو ما لم يساعدنا على القيام بالاستعداد الخاص للبطولة الحالية». وعن حظوظ الفريق في المحافظة على لقبه للموسم الثاني على التوالي وتكرار إنجاز الأعوام 88 و87،86، قال بوعبده: «سندافع عن البطولة بحسب الإمكانات التي نمتلكها ونأمل تقديم الوجه الحقيقي للفريق الحامل للقب، وسنعمل على تقديم مباريات قوية كما حدث في البطولة الآسيوية». وأشار إلى أنه لا يفرق بين قوة مجموعتي البطولة، وذلك لأن الفرق المتنافسة ستتأهل لتلعب في الدور نصف النهائي الذي سيلعب بطريقة المقص وبالتالي مقابلة فرق المجموعة الأولى، وقال: «بالتأكيد مجموعتنا الثانية تعد قوية، ولكن من أجل تحقيق البطولة والتأهل أولا إلى الدور المقبل يجب عليك أن تحقق الفوز في كل المباريات وعلى كل الفرق، ولذلك ستكون المهمة صعبة من دون شك». وأوضح بوعبده إلى أن الفريق لم يضم حتى الآن أي لاعب محترف إلى جانب كتيبة اللاعبين السعوديين، مبينا أن الفريق سيلعب حاليا من دون لاعب محترف لحين التوقيع مع أي لاعب.
يذكر أن فريق أهلي جدة قد تعاقد في بطولة الموسم الماضي مع لاعب المنتخب المصري وفريق الزمالك أحمد الأحمر الذي شاركه أيضا في البطولة الآسيوية الأخيرة، إلا أن الزمالك رفض تمديد إعارة اللاعب لفريق أهلي جدة، ليضع الفريق في حيرة في اختيار اللاعب المحترف.
أكد رئيس اللجنة التنظيمية لكرة اليد لدول مجلس التعاون السعودي نصر هلال أن البطولة الحالية التاسعة والعشرين مرت بعدة مطبات في طريق تنظيمها، مبينا أن البطولة كان من المفترض إقامتها في الدوحة بحسب الترتيب، إلا أن اعتذارهم أجبرهم على نقل البطولة إلى الكويت التي رفضت أيضا ومن ثم سلطنة عمان التي لم توافق كذلك على تنظيمها، لتنتقل بعدها إلى دولة الإمارات العربية التي رحبت وعبر نادي الشارقة بتنظيم البطولة والعمل على تذليل كل الصعوبات التي وقفت تجاه تنظيم البطولة، مبينا علمه وتأكيده على مدى حرص أبناء الشارقة على إنجاح البطولة، إذ إن جميع دول مجلس التعاون تتنافس على حسن التنظيم وكرم الضيافة.
وقال: «على رغم المتطلبات المفروضة لتنظيم البطولة فإن الإمارات وعبر نادي الشارقة عبروا وبكل رحابة صدر على رغبتهم في تنظيم البطولة واستضافة الوفود الخليجية وفي الوقت المحدد من دون تغيير، وأنا أرى أن نادي الشارقة قادر على استضافة وإخراج البطولة بشكل رائع وجيد وخصوصا أن الإمارات مشهود لها في هذا المجال».
وأضاف «أشعرنا هذا الاهتمام من قبل الشارقة ودولة الإمارات بأهمية البطولة التي نأمل أن تتواصل في كل سنة من دون توقف وعبر تنظيم جميع دول مجلس التعاون، ولعل ما يزيد من شعورنا بأهمية البطولة هو مشاركة أبرز الفرق الثمانية في بلدانها وجهوزيتها للمنافسة على لقب هذه البطولة».
وأوضح هلال إلى أن اللجنة التنظيمية ورغبة منها في إيجاد نوع من الحياد في المباريات وخصوصا في تحكيم المباريات فإنها قررت جلب طواقم أوروبية لمساعدة وإدارة بعض المباريات المهمة، قائلا:» وفرت اللجنة طاقم من بولندا وهو موجود حاليا في الشارقة، إضافة إلى أن طاقما آخر من المجر سيصل اليوم لإدارة المباريات وهذا دليل رغبتنا في خلق بيئة منافسة صحية سليمة بعيدة عن المناوشات والاحتجاجات».
وتابع «قمنا أيضا بتوفير 3 مراقبين من دول المجلس وهم من الكويت، قطر والإمارات لإيجاد نوع من الحيادية».
وبيّن هلال جهوزية واستعداد اللجنة المنظمة والتنظيمية ونادي الشارقة لبدء البطولة، متمنيا أن تكون الفرق هي الأخرى في جهوزية تامة من أجل المنافسة على لقب البطولة، وقال: «آمل أن تكون الفرق المشاركة جاهزة فنيا وأن تحرص على أن تنطلق المباريات في وقتها المحدد من دون تأخير لأن ذلك سيسبب ربكة في عمل اللجنة، وأن تحترم القرارات الصادرة من اللجنة التي ستسعى لإعطاء كل فريق حقه، وأتمنى بالتالي أن تكتمل البطولة كما ستبدأ»، داعيا جميع الفرق إلى التأكد من قوائمها قبل انطلاقة المباريات والابتعاد بالتالي عن كل الإشكالات التي لا تحبذها اللجنة.
وأعرب هلال عن اشتياقه لوجود زخم جماهيري كبير في صالة نادي الشارقة التي ستحتضن مباريات البطولة من أجل الاستمتاع بنجاح البطولة، قائلا: «آمل أن يسهم جمهور الشارقة في إكمال النجاح التنظيمي والفني في البطولة بوجوده المكثف خلال مباريات البطولة، ولا أجد أي عذر لجماهير الإمارات جميع في دعم ومساندة فريقي الشارقة والشباب ممثلي الإمارات في البطولة».
العدد 2379 - الأربعاء 11 مارس 2009م الموافق 14 ربيع الاول 1430هـ
