العدد 771 - الجمعة 15 أكتوبر 2004م الموافق 01 رمضان 1425هـ

أصل الخيل العربية

قدم العرب الحصان العربي دليلاً ملموساً على رقي حضارتهم واهتمامهم بالعلم. بينما أكد الكثير من المهتمين بالخيل العربية أن أصلها من قوم يعرب الذين سكنوا الجزيرة العربية نحو العام 4000 ق. م. وبنوا حضارة امتدت إشعاعاتها إلى أطراف العالم آنذاك. ادعى آخرون وهم قلة أن أصل الخيل العربية غير عربي لأن الجزيرة العربية منطقة لا تعيش فيها الخيل لجفافها وأرضها الرملية وانعدام وجود المياه فيها كذلك قال البعض إن العرب أنتجوا الخيل العربية بعد الإسلام فقط وان أصلها من الصحراء الليبية.

وتقول: وينتورت من المهتمين بالخيل العربية ولها خبرة طويلة ومؤلفات في مجال الخيل إنه لا توجد دلائل أو آثار في شمال إفريقيا عن وجود الخيل العربية هناك قبل أن تنتقل مع أنتقال قبيلة بني هلال العربية قبل الميلاد. أما عن جفاف الجزيرة العربية فإن الدلائل تشير إلى أن فيها أراضي خصبة ومناخاً جيداً وتكسوها الغابات وفيها أنهار متشابكه وتغيرت في يومنا هذا نتيجة للتغيرات الجوية والأرضية عبر القرون. وعلى رغم هذا فلاتزال فيها الأراضي الخصبة الخضراء الشاسعة. وتبين الآثار القديمة صور الفرس العربي وتماثيل صغيرة له أن أصل الخيل العربي عربي وتنفي بشكل قاطع ما أدعي بأن الخيل العربية ظهرت بعد الإسلام إذ كان العرب قبل الإسلام يعبدون الأصنام التي من ضمنها أصنام للفرس العربي وهي يعوق ويغوث. كذلك يبين تاريخ الفراعنه أن الفرعون رمسيس اسر الآلاف من الخيل العربية في حربه مع القبائل العربية سنة 1800 - 2000 ق. م.

أما عن خيل العرب وأنسابها وكيف اختار العرب الذكور المناسبة لأفراسهم فقد ذكر الكلبي أن النبي داوود عليه السلام كان محبا للخيل العربية وأمتلك الفا منها وبعد وفاته استورثها ابنه النبي سليمان عليه السلام وهناك قصة أن النبي سليمان (ع) طلب عرض خيله عليه ليتعرف عليها واستمر العرض إلى أن مر موعد صلاة العصر وهو يستعرضها حتى غابت الشمس فتذكر موعد الصلاة فاستغفر ربه وقال: لا خير في مال يشغل عن ذكر الله. ولما كان حتى هذا الوقت قد أستعرض تسعمئة منها بينما لاتزال مئة لم تستعرض بعد ضرب الأفراس التسعمئة بالسيف وقال: إن هذه المئة أحب إلي من التسعمئة التي الهتني عن ذكر ربي.

وفي قصة أخرى إذ جاء قوم من أهل عمان (الأزديين) إلى النبي سليمان (ع) بعد زواجه من بلقيس ملكة سبأ ليباركوا الزواج وعند الأنصراف طلبوا من النبي (ع) بأن يأمر لهم بزاد يبلغهم بلادهم فأعطاهم فرسا من خيله وقال لهم: هذا زادكم فإذا نزلتم فأحملوا عليه رجلا واعطوه مطرداً واوروا ناركم فإنكم أن تجمعوا حطبكم وثوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد. وفعلاً كان ذلك الفرس الذي سموه زاد الراكب وهو من أول الذكور التي أشتهرت بين العرب.

إن الميزات الجيدة في زاد الراكب أجبرت القبائل العربية أن تترجى الأزديين تسفيد أفراسهم منه. وقد سفدنو تغلب فرسهم وحصلوا على الهجيس الذي أشتهر أيضاً وسفدت فرس قبيلة بكر من الهجيس فحصلوا على الديناري وحصلت بني عامر على أعوج من الديناري وقد أنجب أعوج الفرس المعروف ذو العقال وانتجت بعد ذلك خيل كثيرة منسوبة إلى ذي العقال وأعوج والديناري وزاد الراكب.

أما عن أصل الخيل العربية فيوضحه ما حدث بعد السيل العارم في اليمن إذ فرت خيل عربية خمسة (البعض يذكر سبعة) والمتفق عليه خمسة واعتبرت هذه الأفراس أصلاً للخيل العربية وهي: كحيلان العجوز والصقلاوية والحمدانية والشويمة والعبيات.

قال الشاعر همدان الأجدع:

ليس عندي إلا سلاح وورد

قارح من بنات ذي العقال

وقال صعصعة بن معاوية:

بنات أعوج تردي في أعنتها

خير خراجا من القثاء والتين

كما قال لبيب بن ربيعة:

معاقلنا التي نأوي اليها

بنات الأعوجية والسيوف

وقال جرير:

إن الجياد يبتن حول قبابنا

من آل أعوج أو لذي العقال

جراح بيطري عراقي وباحث في الخيل وأنسابها

العدد 771 - الجمعة 15 أكتوبر 2004م الموافق 01 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً