يا عيوني وش نويتي بي يصير

العنا محتلّني والموت حان

إن نظرتي شرق يجتاحك سعير

وإن نظرتي غرب تجنين الهوان

والشمال يصيح من جور الظهير

والجنوب يعيش برماح وسنان

دوري لك هالزمن صاحب بصير

حدّدي وياه سير الامتحان

حدثيه وعلّميه بما يضير

سمّعيه أصوات ساحات الطعان

قولي إنك في حياتي شي كبير

قولي إنك فيك تحديد الحنان

بحة حروفك بها أمن المصير

وبظهورك يزدهي لون المكان

من سكوتك ضج تأنيب الضمير

وبكلامك ذاب تعبير اللسان

يا غناتك لو درى فيها فقير

صارع المحتاج وأعطاه الضمان

يا عزيز تاه عن درب الحقير

يا شجاع ما عرف معنى الامان

في ظلام الليل لك ثغر ينير

وبنهار الكون لك في الجنان

والجبال بحضنها سيف شطير

والصحارى فيك ما تخسر رهان

الكبير إن جيت يصبح بك صغير

والصغير يصير عنتر ذا الزمان

كان فيك من الأسد وصف مثير

فالأسد خادم تحت رجلك مهان

فضلك ربي على الناس الكثير

بالآدب والعقل مع سحر البيان

من بيانك كل عالم يستنير

وبغيابك تظهر عيوب الكيان

لو تصير الأرض لي مثل الحرير

أو يكون الكون تحت أمري ضمان

ما نسيت ولا غديت أكبر ضرير

كيف أفضل ويل واعاف الحنان؟!

من حروفك في حروفك ما أحير

من وضوحك ما يبي لي ترجمان

ذي عيوني واصدقت بأنك أمير

في كيان الروح لك كرسي وشان