العدد 786 - السبت 30 أكتوبر 2004م الموافق 16 رمضان 1425هـ

نادية الجندي تخفق في عرض تجربتها السينمائية

في «مشوار امرأة»

الوسط - محرر الشئون الفنية 

30 أكتوبر 2004

تراهن الفنانة نادية الجندي على مسلسل «مشوار امرأة» للمخرج أحمد صقر للعودة للحياة الفنية بعد توقف دام سنوات بعد ان تراجع اقبال المخرجين والكتاب على الاستعانة بها وبأبناء جيلها من الممثلين الذين تربعوا على شاشات العرض لفترة طويلة تجاوزت ربع قرن.

واستعانت نادية بمؤلف كتب لها سيناريو عدد من الافلام التي تميزت بتقديم توليفة تصعد بامرأة من وضع فقير يتسبب الرجال بايذائها فتلجأ للانتقام منهم، وتحقق انتصارا دائما على ابناء الجنس الآخر. ولم يخالف مصطفى محرم التعويذة التي ترى فيها الفنانة سبب صعودها التي وصلت بها الى لقب «نجمة الجماهير» وهو ما يقف وراء اعتذارها عن القيام بدور البطولة في مسلسل «الحقيقة والسراب» الذي لا يتضمن هذا المسار الذي تصر عليه على رغم الاعجاب الذي أبداه النقاد بالمسلسل الذي اعتذرت عنه وخلال 13 حلقة تم عرضها من المسلسل الرمضاني لم تخرج حوادثه عن الفكرة الرئيسية التي تتفاءل بها الفنانة، وهذا ما دفع غالبية النقاد المصريين الى توجيه نقدهم الشديد للمسلسل الذي رأوا أنه لم يقدم جديدا.

حتى ان الناقد رفيق الصبان المعروف بهدوئه وميله للنقد عن بعد اضطر للاشارة الى ان المسلسل «جاء راكدا ولم يقدم جديدا ولم يضف لنادية الجندي في مشوارها الذي يمتد إلى أكثر من 27 عاما». ويبدو أن المشاهدين متفقون مع هذه الرؤية كما أظهر استطلاع للرأي اجراه موقع «اربيا ام.اس.ان» على الانترنت صوت لصالحه كأفضل مسلسل أقل من 5 في المئة من مجموع المصوتين البالغ عددهم 5454 شخصا.

ورأى الناقد طارق الشناوي أن «الجندي ابتعدت عن الشاشة الصغيرة طوال الفترة التي تألقت في السينما والتي استمرت سنوات طويلة وعندما بدأ ينحسر دورها فيها حاولت ان تعود اليها مجددا عن طريق تحقيق انتصار كبير على الشاشة الصغيرة، ولكن كما هو واضح حتى الآن انها لن تستطيع تحقيق هدفها».

بدايات نادية الجندي

هذه الممثلة التي تألقت بشكل أو بآخر وأطلق عليها الكثيرون لقب نجمة الجماهير، تعود بداياتها الى نهاية الخمسينات حين شاركت - وهي لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها - في مسابقة ملكة جمال الربيع في المدرسة الفرنسية التي التحقت بها «مدرسة الليسيه الفرنسية بالاسكندرية»، لتفوز نادية ولتكون جائزتها هي تمثيل دور في فيلم، وهي الجائزة التي عارضتها أسرتها، لكنها سرعان ما رضخت إلى إصرار ابنتها.

هكذا تقدم الجندي أول أدوارها أمام عماد حمدي وهدى سلطان وكمال الشناوي في فيلم «زوجة من الشارع» الذي أخرجه حسن الإمام في العام 1960، وعلى رغم أدائها الدور على أفضل ما يكون إذ جذبت اليها أنظار الجميع ببراعتها المطلقة في تجسيد الشخصية التي أسندت اليها سواء في فيلمها الأول أو فيما تلاه من أفلام على مر السنوات العشر الأولى من عمرها الفني، فإن الجندي لم تتمكن من الحصول سوى على أدوار هامشية بسيطة في جميع أعمالها الأولى.

بمبة كشر... موعد مع النجومية

هكذا ظل الحال حتى جاءت انطلاقتها مع الفيلم الاستعراضي «بمبة كشر» في العام 1974 وهو الفيلم الذي انتجته الجندي واضعة فيه كل ما تملك مجازفة بالكثير في سبيل تحقيق ذاتها وإثبات وجودها، وعلى رغم تخوف الكثير من شركات التوزيع من المجازفة بقبول فيلم لنجمة غير معروفة، فإن النجاح الساحق الذي حققه «بمبة كشر» بعدها هو ما فتح أمام نادية مشواراً امتد عشرات السنين، حفل بالكثير من النجاحات والقليل من التراجعات!

وعلى رغم تنوع موضوعات الأفلام التي قدمتها الجندي وتناولها لمناقشة قضايا وموضوعات اجتماعية وسياسية مهمة للمجتمع المصري، وعلى رغم كل ما حققته هذه الأفلام من نجاحات، فإن الشخصيات التي قدمتها في أفلامها تلك لم تختلف كثيراً عن بعضها بعضاً، ففي كل فيلم ومهما كانت خلفية الشخصية التي تقدمها نادية أو مستواها الثقافي أو الفكري، الا انها تظل تمثل دور امرأة ذات أنوثة صارخة تأسر كل من يتعامل معها أو يعبر طريقها، بل وتوقعه في شباك حبها ليصبح عليلاً لا يجد لوصلها سبيلاً ولا في الفرار من عشقها أملاً.

إيرادات عالية... وتأثيرات واضحة

على رغم امتلاء أفلام الجندي بالكثير من الاستعراضات فإن هذه الأفلام دائماً ما كانت لها تأثيرات واضحة في المجتمع المصري، ففي العام 1980 وحين تعرضت الجندي لقضايا تجارة المخدرات ومدى تأثيرها على الشعب المصري في فيلم «الباطنية»، نسبة الى حي الباطنية الذي يكثر فيه هذا النوع من التجارة، حقق فيلمها نجاحاً كبيراً وأثار ضجة كبرى في المجتمع المصري، أجبرت السلطات المصرية على القضاء على حي المخدرات المعروف بحي الباطنية.

وتتوالى نجاحاتها في «وكالة البلح» وفي «خمسة باب»، «شبكة الموت»، «الارهاب»، «ملف سامية شعراوي»، «حكمت فهمي»، «امرأة هزت عرش مصر»، «مهمة في تل أبيب»، «24 ساعة في اسرائيل»، «الرغبة» الذي حصلت عنه على خمس جوائز من جمعية الفيلم.

ومهما يكن من أمر فإن أفلام الجندي بالنسبة لكثيرين لا تمثل أعمالا فنية ذات مستوى عال، ولا يرى هؤلاء في ايرادات شباك التذاكر العالية أي مدلول على قيمة هذه الأعمال الفنية، فالجندي تلتزم في أفلامها - كما يبدو - بقاعدة «الجمهور عاوز كده»، فتقدم من الاستعراضات الجسدية ما يشبع غرائز الكثيرين، وهي استعراضات تظهر جلية فيما ترتديه من ملابس وفي الرقصات «البعيدة عما يمكن ان يسميه البعض فناً» بل وفي الشخصيات التي تؤديها أساساً.

محاولات فاشلة لاستعادة الماضي

الجندي جاءت الآن بعد ان وجدت الساحة تغص بصغيرات طغت قدراتهن الاستعراضية والجسدية والجمالية على ما كانت تملك في أيام عزها، لتحاول استعادة شيء مما مضى، ولتقدم مشوار لا يختلف كثيراً عما قدمته سابقاَ، وذلك في «مشوار امرأة»، فهي امرأة فاتنة الجمال في وسط مجموعة من «الذئاب البشرية» لكنها تنتصر عليهم جميعاً وتوقعهم في شر أعمالهم.

الجندي أخطأت في حساباتها هذه المرة، فجمهور السبعينات يختلف كثيراً عن جمهور القرن الحالي، والقدرات الجمالية التي كانت تملكها ما عاد لها بريق على رغم عمليات التعديل الواضحة، ودائما يا نادية، الجمال الطبيعي والشباب الطبيعي اكثر زهوة، وجمهور اليوم يبدو «انه مش عاوز كده»!

أخطأت نادية في منافسة ممثلات يصغرنها بعشرات السنين، بل ربما كن في عمر ابنها هشام، أو أصغر بكثير، وكان عليها ان تكون ذكية في اختيار ما يناسب سنها من ادوار وشخصيات.

كذلك أخفقت نادية حين اعتذرت عن قبول مسلسل «الحقيقة والسراب»، لتترك الدور لفيفي عبده وليكشف هذا الدور عن قدرات تمثيلية لم تكن في الحسبان لدى عبده، ولا تلام نادية في ذلك لانها اعتادت طوال ربع قرن أو ما يزيد بقليل على أداء نمط واحد ومتكرر من الأدوار

العدد 786 - السبت 30 أكتوبر 2004م الموافق 16 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً