للعام الثاني عشر يستمر الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان في تقديم مسلسلهما الرمضاني الذي حقق نجاحاً منقطع النظير على مدى الأعوام الاثني عشر التي تمثل عمر «طاش ما طاش». القصبي والسدحان استمرا، من خلال مقاطع تمثيلية و«اسكتشات» كوميدية، في فتح الكثير من ملفات القضايا الاجتماعية والسياسية في مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي، ومنذ البدء تحمل الاثنان ما لا يمكن حصره من الأوصاف واتهما بأبشع الاتهامات من قبل مختلف الجهات التي رأت في كشف أوجه القصور في المجتمع تعرية لواقع ولحقائق تفضل هذه الجهات طمسها وتجاهلها.
القضايا التي يثيرها الاثنان تظل دائماً مثيرة لكثير من الجدل في مجتمعهما المحافظ، حتى وصل الأمر ببعض الكتاب المتشددين إلى وصفهما بـ «الفاسدين والشريرين»، ولعل آخر ما يواجهه الاثنان في هذا العام، ما نشرته الوكالات أخيراً، عن تلقيهما تهديدات بالقتل عبر شبكة الانترنت من قبل جماعات ساءها ان يكشف الاثنان حقيقة جرائم بعض من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين، والدين منهم براء.
مخرج العمل عبدالخالق الغانم يرى انه من الطبيعي ان يتلقى الاثنان تهديدات وانتقادات على مستوى البلاد لان الناس «غير معتادين» على مشاهدة البرامج التي تنتقد المشكلات في المجتمع السعودي. نعم يتلقى الاثنان تهديدات، وكيف لا وقد سخرا من منطق جماعات تحمل اسم الدين والدفاع عن حياضه بيدَ أنها وبشكل لا يخفى على أحد لا تخدم سوى أهدافها، التي تتضح في قيامها بغسل أدمغة بعض شبابنا ممن لا يحملون أية هوية ليقدموا على ارتكاب أبشع جرائم قتل الابرياء متذرعين بالقضاء على الفساد، بينما لا يوجد فساد أكبر مما يرتكبون ويرتكبه غاسلو أدمغتهم.
«طاش ما طاش» على رغم كل ما يحدث يظل الأفضل بين المسلسلات الخليجية، ويظل متميزاً عن كثير من المسلسلات والأعمال الدرامية التي لا تهدف سوى إلى ملء وقت المشاهد واضاعته.
«دنيا القوي»
يتميز هذا المسلسل الكويتي الذي يعرض حالياً على عدد من القنوات من بين الكثير مما تفيض به فضائياتنا. المسلسل الذي يقوم ببطولته نخبة من الفنانين الكويتيين والخليجيين مثل غانم الصالح وابراهيم الحربي وزينب العسكري، وان كان لا يقدم الجديد، الا انه يتميز بجرأته في مناقشة جملة من القضايا الاجتماعية التي تعاني منها كثير من المجتمعات الخليجية والعربية. على رأس هذه القضايا تأتي قضية التفاوت الطبقي البشع الذي تعاني منه مختلف مجتمعاتنا، وهو التفاوت الذي أدى الى اختفاء الطبقة الوسطى وانقسام أفراد المجتمع بين غني مترف وفقير معدم، والأمر الذي يحمل الكثير من الآثار الاجتماعية السلبية.
يتناول المسلسل قصة عائلة صالح العالي (غانم الصالح) الذي يمثل طبقة الأغنياء المترفين الفاسدين، وله من الأبناء ثلاثة، بدور (زينب العسكري) التي تعاني من عقدة سببها المال الذي يملكه والدها اذ تعتقد ان الجميع يتقربون منها لمصالح مادية، ثم هنالك عصام (ابراهيم الزدجالي) الذي يزهد في أموال والده ويعزل نفسه عن واقع اسرته ويختار لنفسه واقعاً مختلفاً تماماً، واخيراً زياد (يعقوب عبدالله) الطائش المستهتر الذي اعتاد حياة الرفاهية ولم يعد قادراً على تحمل اي نوع من المسئولية
العدد 786 - السبت 30 أكتوبر 2004م الموافق 16 رمضان 1425هـ