العدد 2805 - الثلثاء 11 مايو 2010م الموافق 26 جمادى الأولى 1431هـ

هل يُضم «البحر» إلى أملاك الدولة؟!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قرأنا في الصحف اليومية عن موقف النوّاب من أملاك الدولة المهدورة، بعد عرضها في الصحف، وبعد انتشار وقائع صريحة ودقيقة عبر البريد الإلكتروني، ورأينا رد الحكومة غير المقنع حول مبرّرات هذا الموضوع، كما تحدّثنا مع بعض النوّاب حول مصير التحقيق في أملاك الدولة، الذين رفضوا وبشدّة موقف الحكومة في هذا الشأن.

وبعد أن تحدّثنا مع النائب الوفاقي عبدالجليل خليل حول مصير أرض الحد الغربية، فإنّه وافانا بعدم نسيانها من قبل لجنة التحقيق، وأكّد وجودها في التقرير الثاني، الذي مازال في يد السجل العقاري ووزارة المالية، إذ إنّ السجل والوزارة لم يُعطيا اللجنة إلى الآن مصير هذه الأرض المهدورة، وبالتالي فلقد ذهبت الأرض لمتنفّذ كما كان متوقّعاً.

خسرنا أرض الحد الغربية، ولكن استطاعت اللجنة سحب البساط من أيدي ممتلكات، لتضمّها مرّة أخرى إلى أهل الحد، بعد أن كانت هناك محاولات بأخذها ومن ثم بيعها على مستثمر - كما قال الأخ عبدالجليل خليل - الذي أردف بأنّ الصحافة هي التي ألقت الضوء على أرض الحد الشرقية والغربية، وقد تمكّنت اللجنة - وهي مشكورة على ذلك - من إرجاع جزء من الحقوق، ألا وهي أرض الحد الشرقية!

ولكن اليوم ننتظر من الدولة اتخاذ اللازم حتى تضم البحر كذلك إلى أملاكها، فلا يستطيع أي متنفّذ أن يحصد البحر، الذي لم يبقَ إلاّ هو في يد المواطنين البحرينيين، وبالتالي تحديده دولياً ضمن الأملاك التي لا يجب السطو عليها.

فمنذ عهود ونحن نرى البحر يجزّأ لمن لا يستحقّه، ويُخرج لنا هوامير غير التي نأكلها، إذ إنّ هذه الهوامير أكلت الأخضر واليابس في البحرين، ولم تجد إلى الآن من يردعها عما تفعله، وما اتخاذ الدولة لهذه التدابير الاحتياطية لحفظ البحر من أيدي «بعض الناس»، إلاّ خطوة لتجسير الهوّة الموجودة حالياً بين الشعب والحكومة.

ليس لدينا مساحات واسعة تكفينا كمواطنين، وخاصة البحرينيين الأصليين، وليس لدينا شواطئ نستريح فيها ونمسح أدمعنا فيها مما آلت إليه الأمور في وطننا، ولكن على الأقل لنحفظ ما تبقّى لنا من أملاك، فالنفط لم نستفد منه، وأمواله لا نعلم أين ذهبت بشهادة النائب عادل المعاودة، وأملاك الدولة لا نعتقد بأنّها سترجع مرّة أخرى في أيدينا، فماذا يظل غير البحر لنحميه هذه الأيام؟!

إذا كان النوّاب لايزالون يعانون من تقرير الأملاك المهدورة، فإنّه وجب عليهم اليوم أن يلتفتوا إلى البحر المتبقّي قبل أن ينفد هو الآخر، فعجلة الزمن تدور، ونحتاج إلى توثيق البحر ضمن أملاك الدولة قبل أن يُنهب ويصبح في عداد التاريخ.

التاريخ الذي لُوِّث هذه الأيام بالمتنفّذين الجوعى على حساب الفقراء والبسطاء من أهل البحرين، وهو نفسه الذي وصمنا بالمليون مجنّس، وأرض الغير لا أرض المواطن البحريني، فماذا بقي للتاريخ حتى يسرده لأجيالنا الجديدة، الممزوجة بجميع الطوائف والعروق، التي سنتكبّد بلع مرارتها في السنوات القادمة!

فهل سيُضمّ البحر إلى أملاك الدولة؟!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2805 - الثلثاء 11 مايو 2010م الموافق 26 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 4:05 م

      الحبيب 15: تقصد مثلك وشرواك

      آجزم إنك مب بحريني أصلي ولا جان ما قلت هالحجي. البحريني الأصلي الشريف اهو اللي إيشيل هموم هالوطن عقب مابتلينه إبكم لابارك الله فيكم وفي الساعة اللي وطيتو فيهه أرض بلادنه العزيزة . بالله قول لي: اي مواطن شريف وغيور يرضى بالغريب إيدش ديرته ويشاركه خيراتهه وخدماتهه اللي اهو وعياله أحق فيهه؟ والله ثم والله إن المواطن الساكت عن هالجريمة والراضي إبهه، أهو خاين وما يستحق إيعيش في البحرين ولا يحمل إسمهه. ثم إذا بتبحث في القبائل العربية اللي وفدت فهناك عايلات كبيرة وعريقة، فهل تقدر تطعن في مواطنتهه؟

    • زائر 16 | 1:49 م

      تعليق 15 .. المجنسون الجدد .. هل انت من حاملي الجنسية المزدوجة؟ .. يعني جنسية اكثر من دولة.؟

      إذا انت من حاملي الجنسية المزدوجة فهي نعمة عليك و نقمة علينا .. فهل لك ان تقنعني وتحدد لي إنتماءك و ولاءك المطلق و ايهما حدود بلدك !؟ إلا إذا تعتبرون الحصول على جنسية البلدان كالزواج! .. هي مثنى و ثلاث و رباع .. و إذا لم تكن من حاملي الجنسية المزدوجة .. فعليك بحمل هموم هذا البلد كما السيدة الكاتبة بنت الشروقي.

    • زائر 15 | 11:35 ص

      الى بنت الشروقي

      من هو المجنس الذي تتحدثين عنه هل هو مجنس البصره ام مجنس الأحساء ام مجنس سواحل فارس ام القبائل العربيه اللتي وفدت على البحرين وعائلتك واحده من هذه القبائل ام البلوش نحن ابناء الديره ادرى بشوراع البحرين اتمنا لك التوفيق بوترا اخر تعزفين عليه

    • زائر 14 | 11:04 ص

      14 نور :: إذا لم يضم البحر يا أختاه للأملاك فلا توجد هناك أملاك نركض خلفها

      إذا لم يضم البحر يا أختاه للأملاك فلا توجد هناك أملاك نركض خلفها فكل ما يحيط بهذه الجزيرة هو البحر ومن أربع الجهات فلا حدود برية لنا مع أي أحد فإن لم يكن البحر من ضمن أملاك الدولة فلا أملاك نسأل عنها بعد الأن فكلها تكون قد تبخرت وصرنا بلد تجوبه البحار من كل جهاته ولا نرى فيه بحراً.

    • زائر 13 | 8:05 ص

      تعليق رقم 10 .. حرق المدارس شر يستحق الأدانة

      ما كتبته الأستاذه مريم, امس بحصوص حرق المدارس .. حرق المدارس او غيرها من اعمال الشر العام و يستحق الأدانة و العقاب بغض النظر عن هوية او مذهب او دين الفاعل.

    • زائر 12 | 5:47 ص

      مدرس ثانوي

      سلمت أناملكِ على ما أبدعت ، نعم هذه هي أختنا مريم الشروقي بصراحتها و وضوحها و صدحها بالحق ولا تخاف في الله لومة لائم ، بارك الله فيكِ أختي الفاضلة . بخصوص البحر خبرك عتيج من زمان تم توزيعة و تقاسمة بين المتنفذين حتى البحار الغير مدفونه موزعة لعدة كيلو مترات ، لم يبقى شيىء يا مريم البلد سرقت و بيعت بأبخس الأثمان ، تاريخنا بدأ يتشوه بفضل المواطنيين الجدد الذين فرضوا علينا عنوة ، كل شيىء سيتغير خلال السنوات القليلة القادمة التاريخ و التراث و السلوكيات .... الخ . الله كريم
      تحياتي .

    • زائر 11 | 5:36 ص

      بومحمد

      إن شاء الله الحال يتغير إلي الاحسن بس المهم النوايا والله يغفر للجميع

    • زائر 10 | 5:26 ص

      والله ماينعرفلكم

      امس حاطين على المقال عن المدرسة واليوم الله يعطيج العافية

    • زائر 9 | 4:30 ص

      مقال قوي .. الله يكثر من امثال الكتاب الواعين.

      يتعاملون مع البلد على إنه كعكة صغيرة في حفل كبير, لا يفكرون إلا كيف يلتهمون اكبر قدر منه قبل ان تناله ايدي الحاضرين.! و ياليت قومي يعلمون.

    • زائر 8 | 3:37 ص

      عيوني تُغرر بالدموع على بلدنا المسلوب

      حيمنا ذهبت الى دولة سلطنة عمان اصابتني الدهشة مما رأيت ومما اسمع من مما يعيشة شعبة بكرامة وعزه من الخيرات والمناطق الجميلة وتذكرة كلام عمي ان اهل عمان عملوا في الزارعة كعمال والان اين نحن واين هم واين اراضي اجدادنا الذين وهبوا كل حياتهم في الزارعة والبحر بسمكة الوفير نحن الان في حزن على مانعيشة من وضع قاسي لا يخدم المواطنين بل يخدم الاجنبي لماذا واصبحت الارض يحلم البحريني ان تصبح له طعة في وطنة المسلوب اين البحر اين الارض اين يعيش البحريني الاصيل فقط الى الهوامير ليس إلا
      ((من فيض ضيم ))

    • فيلسوف | 2:41 ص

      البحار والسواحل اندفنت من زمان

      البحار والسواحل اندفنت . وهذا بهدد حتى على اكل السمك وايضا راح يهدد رزق الصيادين والبحارة
      البحار راحت انردمت والبحار والسواحل املاك عامة كلها تحولت الى املاك خاصة . الله يكون في عون الشعب المظلوم . ونشكر الاستاذة مريم على هذا الموضوع الشيق والممتازة . ودمتي سالمة

    • زائر 7 | 2:22 ص

      قال الله تعالى (لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا)

      إنها سنة الحياة حينما يترك الحبل على الغارب للحاكم يفعل ما يشاء وهناك أمة من الناس وبطانة
      تزين للحاكم كل شيء فهذه هي النتيجة
      كل القوانين الكونية التي تنطبق على الفرد تنطبق على الجماعة وحينما تستغلي الشعوب دماءها ولا ترخصها في قضاياها المصيرية فإن هذه هي النتيجة وأسوأ من ذلك
      كل ما على الأرض والبحر يسرق على عينك يا تاجر ولا يستطيع لا تقرير مجلسكم ولا غيره بأن يخرج بشيء

    • زائر 6 | 2:01 ص

      حصار غزة PART 2

      مايحصل في بلاد البحرين سابقا وحاضرا ومستقبلا هو فعلا ماحصل لشعب غزة الحر .

    • زائر 5 | 1:26 ص

      إنه ذنبكم يا شعب

      إنما هو ذنب اقترفه شعب البحرين عندما سمح للحكومة بهذا التطاول على أملاك الدولة والناس إنه ذنب شعب البحرين الذي أوصل للبرلمان أشخاص لا هم لهم سوى الدفاع عن الحكومة إنه ذنب شعب البحرين حينما سكت البعض عن عمليات التجنيس بحجة مساواة الشعب من حيث العدد إنه ذنب شعب البحرين حين وافق على التقرير المثير إنه ذنب شعب البحرين حين وافق على تكريس الحكومة للطائفية وتهميش المواطنين لا تتباكوا الآن على ما نهب برا وبحرا وما سينهب مستقبلا لأن الحكومة تعرف حق المعرفة بأن شعب البحرين قابل بالفتات وفاقد للعزة وللكرامة.

    • زائر 4 | 12:55 ص

      في الصميم يا بنت الشروقي

      التاريخ الذي لُوِّث هذه الأيام بالمتنفّذين الجوعى على حساب الفقراء والبسطاء من أهل البحرين، وهو نفسه الذي وصمنا بالمليون مجنّس، وأرض الغير لا أرض المواطن البحريني، فماذا بقي للتاريخ حتى يسرده لأجيالنا الجديدة، الممزوجة بجميع الطوائف والعروق، التي سنتكبّد بلع مرارتها في السنوات القادمة!

    • زائر 3 | 12:31 ص

      باختصار

      لا.

    • زائر 2 | 11:57 م

      عن أي أملاك تتحدثون؟

      كيف لكم أن تتحدثون وتناقشون عن هذه الاملاك (والارض والبحر والهواء) جميعهم سواء قد أصبحوا (كأملاك خاصة) .. لقد فات الأوان وقضيى القضاء .. ما لكم إلا أن تحجزوا لكم عدة أراضي في كوكب المريخ فهو يستوعب الجميع.

    • زائر 1 | 10:25 م

      إذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي؟.

      أعتقد الحكومة هي المسئولة أولا وأخيراً عن أي مساس بالأملاك والتي هي حق للشعب وأي متنفذ لا يمكن أن ينهب ويسرق إلا إذا كانت الحكومة غاضة الطرف عنه أو هي في سبات عميق وأعتقد غاضة الطرف هو الصح فحاميها حراميها، نبيل حبيب العابد

اقرأ ايضاً