العدد 2813 - الأربعاء 19 مايو 2010م الموافق 05 جمادى الآخرة 1431هـ

«غني يا عصفورة» تأخذ المحرّق إلى باريس

خليفة والجميري في المدار المحلّق

اعتبر الشاعر علي عبدالله خليفة، أن تجربته والفنان أحمد الجميري تشكل استثناء على مستوى الأعمال الإبداعية التي قدمها على مدار حياته الأدبية. وقال: «نجحت كل الأعمال الشعرية الموسيقية السينوغرافية المشتركة التي تعاونا على مسرحتها داخل البحرين وخارجها». وأضاف في سياق حديث عن التحضيرات القائمة هذه الأيام لإحياء مجموعة من الأماسي الشعرية في العاصمة الفرنسية (باريس) «لدى هذا الفنان قدرة فطرية فائقة على إتقان الارتجال الفني الناجح على آلة العود حين يرافق إلقائي لقصائدي، إلى جانب شخصية فنية جاذبة ومؤثرة» على حد تعبيره.

بدوره، علق الجميري رداً على سؤال ذي علاقة «اللمسة الخاصة التي وجدتها في شعر علي خليفة ولم أجدها عند أي من الشعراء الذين تعاونت معهم، هي قربه من الموال الشعبي» موضحاً «نصوصه مشبعة بالغنائية التي يصلح غناؤها كمواويل».

وبشأن الأمسية الشعرية الموسيقيى المشتركة المزمع إقامتها لهما في الأسبوع المقبل في معهد العالم العربي بباريس، أوضح الجميري «سنقدم عملاً جديداً إيقاعاً ونصاً، ولن نوفر طبعاً تقديم بعض الأعمال التي اشتركنا فيها معاً في فترات سابقة». وساق أمثلة في هذا الإطار من قبيل «غني يا عصفورة شعر» و«يكبر علينا العشق» و«تستاهلين الخير» إضافة إلى محاولات مشتركة أخرى.

وكانت «مكتبة العالم العربي» التابعة إلى معهد العالم العربي قد وجهت دعوة للفنانين للمشاركة في احتفالات الدولة الفرنسية باليوم الوطني للقراءة الذي يصادف آخر مايو/ أيار والذي اختير له هذا العام شعار «لك أن تقرأ». وجدولت لهما ثلاث أمسيات مشتركة في هذا الإطار: الأولى بتاريخ 28 من الشهر وستكون في فضاء «لارماتا» بمنطقة سان ميشل بباريس. والثانية في اليوم التالي له (29) وستكون في رواق المكتبة إذ ستشهد أيضاً تدشين الطبعة الثانية من كتاب «وشائج». وستستضيف «جمعية أنيار للفنون» بباريس الأمسية الثالثة في 30 من الشهر.

وأرجع خليفة سر تعالق تجربته والجميري إلى نشأتهما معاً في حيين شهيرين بمدينة المحرق. وقال: «كنا قريبين من دور الطرب الشعبي (دار مرزوق، دار علي بن صقر ودار بن حربان) بحيث تشبع كل منا بروح تلك الأجواء وفنونها». وأضاف موضحاً «شيئاً فشيئاً اكتشفت بأن صوت الجميري ذا القرار القوي الرخيم والنفس العذب الطويل لايمكن أن يكون إلا لنهام قادم من زمن بعيد وهو ما تحتاجه مواويلي» مستدركاً «عزف الجميري وأداؤه يعنيني وحدي من بين كل الناس وهو القرار العميق والصدى القوي الجميل لما أريد أن أقول» وفق تعبيره.

وسيرافق الفنانين في أمسياتهما الباريسية كل من عازفي الإيقاع الفنانين سعد الجفال وأنور أحمد من فرقة قلالي للفنون الشعبية.

وتابع الجميري في محاولة لرسم صورة مقابلة عن خليفة «حين أقرأ القصائد التي يكتبها أشعر أن أمي هي من يتحدث مضافاً إلى حديثها الإيقاع وموسيقى الوزن الجميل». وقال: «لقد أعطاني نصاً أستطيع أن أستعمله في غناء الموروث الشعبي». من جهته، عاد خليفة ليلتقط خيط الحديث ثانية «إحساسه المرهف (الجميري) في تلقي النص واستيعابه والتفاعل مع مفرداته لا يحتاج إلى عناء ويبرع بصورة فائقة حين يؤديه ويتمثل معانيه بعمق». وأضاف «أحس بأن لدى هذا الفنان مخزوناً موسيقياً تراثياً لم يجد الطريق بعد إلى عمل درامي ملحمي عظيم».

وسبق لعلي خليفة وأحمد الجميري أن قدما أعمالاً مشتركة؛ إذ يرجع تعاونهما إلى السبعينيات حين غنى الأخير قصيدة خليفة «غني يا عصفورة شعر». وقد تكررت هذه التجربة بعد انقطاع طويل مع غنائه قصيدة «وطني» 2002. وتوجا هذه الرحلة بعمل مشترك ضخم أكثر عمقاً مع صدور ديوان «لا يتشابه الشجر» 2005. وقدما عدداً من الأمسيات الشعرية الموسيقية المشتركة استوحيت نصوصها من الديوان في حين دوزنت آلة العود الإيقاعات الموازية.

العدد 2813 - الأربعاء 19 مايو 2010م الموافق 05 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً