العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ

وهم لن يتحقق

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

ماذا يفهم أي مراقب للوضع السياسي في العراق من دعوة 17 حزباً عراقياً إلى تأجيل الانتخابات والرفض الأميركي لهذا التأجيل؟ بعيداً عن مواقف الأحزاب السياسية العراقية الرافضة لتأجيل الانتخابات، فإن الموقف الأميركي لوحده يحتاج إلى تأمل، لكي لا نقرأ الصورة الظاهرة لهذا الموقف، ولا نحكم بأن القرار الأميركي بعدم تأجيل الانتخابات هو قرار نهائي. الانتخابات لها علاقة باستقرار الوضع الأمني في العراق. والسؤال: بيد من الاستقرار الأمني هناك؟ والجواب: يقيناً، بيد الأميركان. سؤال آخر: لماذا اعتبر الأميركان الأجواء في العراق مساعدة على إجراء الانتخابات في موعدها، ومازالوا لم ينتهوا بعد من معاركهم مع مقاتلي الفلوجة والرمادي وغيرهما؟ الجواب: الأميركان يسعون إلى تأزيم الوضع الأمني لا إلى استقراره، وتفجير مواجهات بهذا الحجم داخل المناطق والمدن العراقية لا يمكن أن يوجد ضابطة أمنية تبشر بقرب حصول الاستحقاق الانتخابي. إذاً... لماذا أصر السفير الأميركي نيغروبوتي ومعه الرئيس جورج بوش على إجراء الانتخابات في موعدها؟ والجواب: لكي يعلنوا عن تأجيلها بعد أن هيأت لذلك الأحزاب (17) بحجة انفلات الوضع الأمني. الواقع أن اللعبة الأمنية عند أميركا لعبة خطرة جداً، فبإمكانها افتعال حدث أمني كبير كاغتيال أحد الرموز السياسية أو الدينية الكبيرة، واللعب على الوتر الطائفي بعدها، بتهييج العراقيين ضد بعضهم بعضاً لكي تلغى الانتخابات. ولديها من الأطراف الغامضة التي تعينها على هذه المهمات ما يؤهلها لأن توزع مسئولية مجازرها واغتيالاتها على أكثر من طرف، فأبو مصعب الزرقاوي كما هو حال تنظيم القاعدة ورموزه، يمثل توقيت خروجهم على الفضائيات نصراً إضافياً لأميركا، وهم القادرون على تضييع مسئولية جرائمها، فقد خدموها أكثر مما خدمتها الأنظمة العربية طوال نصف قرن، وبذلك: فالانتخابات وفق هذه الأدوات الأمنية الوهمية، وهمٌ جميلٌ لن يتحقق

العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً