العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ

أضرار العواصف الترابية ونشأتها

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تداهم المملكة بين فترة وأخرى عواصف ترابية كان أقربها عصر يوم السبت 8 مايو/ أيار 2010، حيث هبت عاصفة ترابية قوية وزوبعة هوائية وبعض زخات المطر متأثرة بالاضطرابات الجوية والمناخية التي حدثت بالمملكة السعودية، وهي تحدث بين فترة وأخرى من جهة الجارة، نتيجة لتراكم الكثبان الرملية، وقد كست وغطت بيئة مملكة البحرين بالغبار والعوالق التي عمت أرجاء بيئة الأرض والجو مما قد يؤثر سلباً على صحة المواطن، ولهذا السبب ننصح المواطنين ما نصح به خبراء الصحة العامة بعدم التعرض لهذه الأتربة التي تسبب نوبات الربو والحساسية الشديدة في مناطق مختلفة من الجسم مثل العين والأنف والحنجرة، والبعض يصاب بضيق التنفس والتوتر الليان يلازمانه لبعض الوقت.

إن العواصف الترابية التي تهب على البحرين لها عدة أسباب وترتبط بالتغيرات البيئية ارتباطاً وثيقاً فعلى سبيل المثال، ترتبط باختلاف درجة الحرارة بين المناطق والضغط الجوي بين مختلف طبقات الجو، الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب وخلل كبير في الكتل الهوائية ما يجعلها تتحرك باتجاهات ومسارات متعددة من مناطق الضغط العالي ذات الدرجات الحرارية المنخفضة حاملة معها جزيئات الغبار الدقيقة التي تؤلف العواصف الترابية فيما ترتفع الرياح نحو الأعلى حاملة معها، أيضا هي الأخرى جزيئات كبيرة من الأتربة وذرات الغبار وصولاً إلى ارتفاعات معينة تبرد عندها تلك الرياح وتكاد تتوقف في الجو العالي، لتعود الأتربة بعدها بالنزول نحو الأسفل بفعل جاذبية الارض مكونة تراكمات ترابية تلوث البيئة. وهناك أسباب أخرى منها انحسار الأشجار والنخيل والمسطحات الخضراء بسبب قلة المتخصصين والخبرات بالنظم البيئية كالاهتمام بالمحميات الطبيعية وتطويرها وحرق الغابات واكتساح الغطاء النباتي وجرفه مما يئول إلى ظاهرة التصحر الذي يُعَرف على أنه جرف الرمال على المناطق الزراعية ودفنها. فالتصحر مسبب رئيس للعواصف الرملية الترابية والعكس صحيح، فكلما كانت البيئة المحيطة بالمدن زراعية وخضراء كانت العواصف الترابية اقل حدوثاً والتربة أكثر تماسكا.

وللتصحر مخاطر على الإنسان والكائنات الحية الأخرى وعموم عناصر البيئة ككل حيث تشير بعض التقارير العالمية التي صدرت عن الأمم المتحدة بأن ما بين «65 - 70 في المئة» من مساحة الأراضي الجافة المستخدمة في الزراعة في العالم تضررت بدرجات متفاوتة من جراء عمليات التصحر واعتبرت المنظمة العالمية للزراعة والغذاء «الفاو» التصحر مرض العصر للأرض، والأشد خطورة على الكائنات الحية، وفي تقريرها أوضحت الأمم المتحدة أن دول غرب آسيا «البقعة الجغرافية التي تضم الخليج» تقع ضمن الحزام الصحراوي الجاف لغرب القارة الذي يتميز بانخفاض معدل هطول الأمطار وارتفاع كل من درجات الحرارة ونسبة التبخر. وفي إحدى الدراسات العلمية عن التصحر في البيئة والتي أجرتها مجموعة من علماء البيئة في جامعة ليج في بلجيكا أفادت بأن الصحراء تلقي بأتربتها في الغلاف الجوي بنحو «مليار طن سنوياً» ويشير التقرير انه منذ العام 1980 وهذه الأتربة تتزايد وتؤدي إلى تصحر البلاد وتهدد المناطق الزراعية حيث تصحرت مئات الملايين من الهكتارات من الأراضي الزراعية ونتيجة لهذه الظاهرة المقلقة والخطيرة يفقد العالم كل عام تقريبا «691 كيلو متراً « من الأراضي الصالحة للزراعة بسبب ظاهرة التصحر بينما ثلث اليابسة في الكرة الأرضية مهدد ومعرضة لهذه الظاهرة ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة كذلك فإن الأرض فقدت نحو «30في المئة» من مواردها الطبيعية ما بين العامين»1970 إلى 1995» في الصحاري والأرض الجافة وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من دول العالم وان هناك نحو «مليار نسمة « يهددهم شبح الجفاف والفقر الناجم عن التصحر الذي يكلف العالم خسارة سنوية تقدر بنحو «42 مليار دولار».

كما أن، هناك أضراراً أخرى من العواصف الترابية تؤثر في المجتمع، فهي تحجب الرؤيا مما قد يسبب مشاكل مرورية في حركة السير والطيران والنقل البحري، كما أن لها أضرار على المباني والنباتات والأراضي التي تسقط عليها بسبب المركبات القاعدية والأملاح وبعض العناصر الثقيلة نتيجة التأثيرات البيئية المختلفة المختلطة مع التراب والغبار.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً