كشفت دراسة سعودية أن 88 في المئة من الأوراق المالية المتداولة بين الأفراد تحمل معها أنواعاً عديدة من البكتيريا.

وأشارت الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة «اليوم» السعودية الإلكترونية أن «40 في المئة من النقود الورقية اكتشف فيها البكتيريا العنقودية».

من جهته قال رئيس وحدة الأمراض المعدية في قسم مكافحة الأمراض بوزارة الصحة البحرينية عادل الصياد: «إن نتائج هذه الدراسة متوقعة جداً»، وأضاف «توصلنا نتائج هذه الدراسة إلى أهمية وكيفية الوقاية من خلال الاهتمام بغسل الأيدي والذي يقتل من 90 إلى 95 في المئة من الجراثيم مثل البكتيريا والفيروسات بأنواعها والتي من الممكن أن تنتقل عن طريق التنفس والطعام والشراب».

واستطرد «وهذه هي النصيحة التي كُنا نُقدمها للجمهور أيام انتشار جائحة انفلونزا الخنازير ولكنها ليست مقتصرة على ذاك الظرف بل مستمرة في كل وقت ومهمة».

وواصل رئيس وحدة الأمراض المعدية أن «البكتيريا والفيروسات موجودة على مختلف الأسطح والأدوات والأوراق في كل مكان ومن المتوقع أن تكون هناك أماكن أخرى تتواجد عليها هذه الجراثيم، كما نجد أن الوضوء للصلاة خمس مرات في اليوم مفيد جداً في نظافة الأيدي وأعضاء الوضوء».

وأضاف «كلمة مهمة يجب أن نقولها وهي أن البكتيريا حتى تُسبب مرضاً مثل الإسهال على سبيل المثال يجب أن تكون موجودة بعشرات الآلاف إلى مئات الآلاف في الطعام حتى تنجم عن تناوله الإصابة بالإسهال، وبالنسبة للأنواع الأخرى من البكتيريا مثل العنقودية فهي أصلاً موجودة بصورة طبيعية في الإنسان بكمية معينة، وعندما تقل مناعة الإنسان لأسباب مختلفة تتكاثر بصورة غير طبيعية مُسببة التهاب اللوزتين على سبيل المثال».

وبين الصياد «لهذا كله في حربنا على الفيروسات والبكتيريا ننصح دائماً بغسل الأيدي ومن أهمية ذلك نجد أن منظمة الصحة العالمية أطلقت حملة غسل الأيدي ضمن مساعيها لمكافحة الأمراض وبالطبع فإن المضادات الحيوية مرحلة لاحقة في مكافحة الجراثيم، كما أن ما يقي الإنسان من الأمراض التي تسببها الجراثيم هي قوة مناعة الجسم والتي تأتي بدرجة أساسية من أنماط الحياة التي يعيشها والغذاء المتوازن الذي يتناوله وممارسته الرياضة لحماية جسمه من البكتيريا والفيروسات».

وكانت صحيفة «اليوم» السعودية الالكترونية قد نشرت مؤخراً نتائج دراسة أجرتها الباحثة السعودية سلمى بخش من قسم تقنية المختبرات الطبية بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة ضمن بحثها الذي ركز على التلوث البكتيري الموجود في الأوراق المالية المتداولة ومقارنة ذلك مع الأوراق المالية الجديدة حيث أوضحت الباحثة الدور المهم الذي تلعبه النقود في نقل العدوى بين متداوليها.

وأوضحت بخش «عند اختبار الأوراق المالية الصادرة فور صدورها وقبل تداولها اتضح أنها لا تحمل أية بكتيريا ضارة يمكن أن تنقل العدوى إلى متداوليها، بينما 88 في المئة من الأوراق المالية المتداولة والتي تم اختبارها حملت معها العديد من أنواع البكتيريا الضارة».

وأضافت «في أكثر من 40 في المئة من الحالات تم اكتشاف البكتيريا العنقودية على الأوراق المالية بينما تم عزل بكتيريا سودوموناس والتي تسبب العديد من الأمراض الالتهابية من أربعة في المئة من الحالات، كذلك فقد تم عزل البكتيريا المسببة للالتهابات المعوية والإسهال من نحو 18 في المئة من الأوراق المالية».

وأكدت الباحثة ضرورة الاهتمام بوسائل السلامة الصحية والبيئية واتخاذ الإجراءات الاحترازية عند حمل النقود وتداولها، وضرورة الاهتمام بنظافة الأيدي قبل تناول الأكل وبعد تداول الأوراق المالية، كما نصحت الباحثة بضرورة تعقيم الأوراق المالية المودعة لدى البنوك المحلية باستخدام طرق التعقيم المعروفة عالمياً مثل تعريضها للأشعة فوق البنفسجية