العدد 2840 - الثلثاء 15 يونيو 2010م الموافق 02 رجب 1431هـ

عودة الهدوء إلى قرغيزستان وسط مخاوف من أزمة إنسانية

بشكك تتهم نجل الرئيس المخلوع بتمويل العنف ومنظمة الأمن والتعاون تبدي قلقها

صبي يغسل وجه مسن أوزبكي يجلس أمام منزله المدمر في أوش (أ.ف.ب)
صبي يغسل وجه مسن أوزبكي يجلس أمام منزله المدمر في أوش (أ.ف.ب)

بدأ الوضع يستقر أمس (الثلثاء) في جنوب قرغيزستان الذي يشهد أعمال عنف عرقية أوقعت 170 قتيلاً، لكن الأزمة الإنسانية في أوزبكستان تثير قلقاً بعد تدفق عشرات آلاف اللاجئين إلى هذه الدولة المجاورة في آسيا الوسطى.

ووصل أكثر من مئة ألف لاجئ من أقلية الأوزبك غالبيتهم من النساء إلى أوزبكستان المجاورة منذ بدء أعمال العنف في جنوب هذه الجمهورية الصغيرة الواقعة في آسيا الوسطى والتي أسفرت عن مقتل 170 شخصاً خلال خمسة أيام وإصابة 1762 شخصاً كما أعلنت وزارة الصحة القرغيزية. غير أن هذه الحصيلة الرسمية المؤقتة مرشحة للارتفاع أكثر بكثير.

وبسبب عدم قدرتها على استيعاب أعداد إضافية، أغلقت أوزبكستان حدودها مع قرغيزستان فيما بدأت المجموعة الدولية تحشد صفوفها في محاولة لإحلال السلام وتقديم المساعدة الإنسانية.

وعلى صعيد أعمال العنف، أعلن المسئول في وزارة الداخلية القرغيزية أموربك سوفانالييف أن «الوضع بدأ يستقر ببطء في جنوب» قرغيزستان حيث اندلعت المواجهات ليل 10 -11 يونيو/ حزيران الجاري.

وأضاف «الليلة قبل الماضية كانت هادئة نسبياً في المنطقة مقارنة مع الليلة التي سبقتها. ويتولى العديد من عناصر الأمن ضمان الأمن ومرور القوافل الإنسانية».

وتابع أن «المشكلة الكبرى تبقى سريان شائعات استفزازية في صفوف السكان تخلق الذعر وتؤجج التوترات».

وسمع دوي بضع طلقات نارية متفرقة ليل الإثنين الثلثاء في أوش مقارنة مع أزيز رصاص لم يتوقف خلال الأيام السابقة.

وجرت أعمال العنف بين القرغيز والأقلية الأوزبكية في مدينتي أوش وجلال أباد في جنوب البلاد بشكل خاص. وأمس قال مراسل وكالة فرانس برس إنه لم يسجل أي تواجد عسكري أو انتشار للشرطة في الأحياء الأوزبكية في أوش.

وقد اتهم العديد من اللاجئين الذين فروا إلى أوزبكستان (الإثنين) الماضي القوات النظامية القرغيزية بمساعدة عصابات مسلحة على ارتكاب مجازر.

وما يدل على تحسن الوضع، التقت مجموعتان تضمان عشرين شخصاً من القرغيز والأوزبكيين (الثلثاء) في المنطقة الفاصلة على الحدود بين البلدين لتبادل سريعاً ما اسماه السكان المحليون «الأسرى» كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وبعد دقائق خرجت مجموعة أخرى تضم نحو عشرة رجال أوزبكيين أحدهم مصاب بذراعه من حي يسكنه قرغيزيون قبل أن تستقل حافلة في اتجاه حي أوزبكي. وقال شهود أوزبكيون إن هؤلاء الرجال كانوا «رهائن» أفرج عنهم قرغيزيون.

وروى العديد من الأوزبك الذين لجأوا إلى أوزبكستان المجاورة أنهم رأوا جثثاً متناثرة على قارعة الطريق المؤدية إلى الحدود بين البلدين وأن هناك جثثاً أخرى على الطرقات في أوش.

وقالت امرأة عجوز تدعى مارهابو فرت من المعارك وتقيم في أحد المخيمات، أنه «على الطريق باتجاه الحدود، كانت جثث النساء المتفحمة تنتشر في كل مكان، ومصفحات لنقل الجند تطلق النار علينا».

وأكد آخرون أن الجرحى الأوزبك يخشون الذهاب إلى المستشفيات في قرغيزستان. وقال لاجئ أوزبكي يدعى عصام الدين قطبدينوف (27 عاماً) «يرفضون إدخالنا المستشفيات ويقولون إنها مخصصة للقرغيز فقط».

من جهة أخرى، أعلن مسئول قرغيزي أن ماكسيم باكييف نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف والملاحق من قبل الإنتربول أوقف فور وصوله إلى بريطانيا.

وتتهم السلطات الجديدة ماكسيم باكييف بالفساد والمشاركة في تنظيم أعمال العنف التي شهدتها قرغيزستان منذ سقوط النظام السابق.

وفي نيويورك دعا مجلس الأمن إلى عودة «دولة القانون» في قرغيزستان فيما وصفت روسيا الوضع بأنه «لا يحتمل». في هذا الوقت بدأت عدة دول آسيوية أمس إجلاء رعاياها من قرغيزستان.

واستأجرت الصين والهند وباكستان وكوريا الجنوبية طائرات لمساعدة رعاياها العالقين في هذه الجمهورية.

كما أعربت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن قلقها من العنف العرقي في قرغيزستان خلال اجتماع طارئ عقدته أمس المنظمة المعنية بالأمن وحقوق الإنسان وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة لإعادة النظام للدولة الواقعة في آسيا الوسطى.

وقالت المنظمة إن الدول بحاجة إلى التحرك فوراً لوقف العنف ودعت الدول إلى إرسال معونات إنسانية.

العدد 2840 - الثلثاء 15 يونيو 2010م الموافق 02 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً