قال الخبير الاقتصادي، أكبر جعفري، في برنامج الوسط الاقتصادي الذي يبث اليوم (الأحد) على موقع الوسط الالكتروني: «إن البحرين في مرحلة نمو اقتصادي أفضل من معدل النمو العالمي، ولا يوجد ركود اقتصادي»، نافياً ما يردده بعض المستثمرين في وسائل الأعلام.

وأضاف «هناك شركات تضررت، نعم هذا صحيح، ومن حق أصحاب الأعمال أن يتحدثوا عن الضرر الذي لحقهم، لكن هذا لا يعني أن نعمم المسألة ونقول إن الاقتصادي البحريني في كساد».

وتوقع أن تخرج 60 في المئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحالية من السوق خلال السنوات المقبلة، لأنها تقليدية وتعتمد على الإنتاج التقليدي، مؤكداً أن الاقتصاد يتجه نحو الإنتاج الذكي.

كما توقع أن تدخل أعداد هائلة من الشركات الصغيرة والمتوسطة السوق، ولكن هذه الشركات من النوع المتطور الذي يعتمد على الإنتاج الذكي والابتكار والتنوع.

كيف يمكن تحفيز الاقتصاد الوطني؟

- من خلال تنويع الأعمال. ما يحدث الآن صحيح، مجلس التنمية الاقتصادية يدشن مشاريع تنموية بمنهجيات علمية، هناك مشاريع في الطريق كثيرة.

ما هي هذه المشاريع؟

- المشاريع أغلبها تصب في الصناعات المعرفية، يعني كل شيء له علاقة بالمعرفة، والتجارة التقليدية ستنتهي، أغلب الشركات الصغيرة والمتوسطة تقريباً 60 في المئة منها ستخرج من السوق خلال 7 سنوات، الآن مضت سنتان وبقي لهم 5 سنوات ليخرجوا، أما أن يتغيروا أو سيخرجون من السوق.

نشهد حالياً الركود الاقتصادي، وهناك أيضاً شركات صغيرة ومتوسطة أفلست وتم تصفية بعضها؟

- أنا لا اتفق مع ذلك، لا يوجد لدينا ركود اقتصادي، لدينا شركات متضررة من الأزمة المالية، فإذا كانت هناك شركات معينة تضررت هذا لا يعني أن هناك ركوداً اقتصادياً، بالعكس نحن في نمو اقتصادي، الحكومة تقوم بإعلان ذلك، ونحن نرى ونشاهد.

بعض الشركات تأثر وقد يتأثر في أوقات الأزمة، أو قد يتأثر في أوقات الازدهار. وهذا لا يعني أن هناك كساداً، نريد من وسائل الأعلام المحافظة على سمعة البلد والاقتصاد. أنا لا أوافق مع من يقول أن لدينا ركواً، لدينا أدلة وأرقام.

هناك شركات متضررة، نعم...الشركات التي كانت في الواجهة كانت تعتمد مباشرة على الذي حدث في خارج البحرين وفي دول منشأ الأزمة، وكانت لها ارتباط بهذه الأزمة مباشرة، فهم الذين تلقوا ضربة، وعليخم ألا ينسوا أنهم في وقت الرخاء هم الذين أخذوا أكثر الأرباح، فأنا لا أعتقد أن البحرين في أزمة اقتصادية أبداً، والأزمة بعيدة كل البعد.

لكن تصريحات بعض أصحاب الأعمال كثيرة عن الكساد؟

- أصحاب الأعمال لهم حق، أن يقدموا تصريحاتهم بناء على حالاتهم الخاصة، الشركة متأثرة، شركة أغلقت، شركة خسرت من حقهم التصريح في ذلك، ولكن لا نستطيع أن نعمم هذه الحالات على الاقتصاد ككل بالعكس، وضعنا أفضل من أكثر دول العالم، كثير من الناس لا يعرفون ما هي الأزمة المالية.

ربما هناك اختلاف في تعريف الركود. ماهو تعريفه بالنسبة لك؟

- الركود هو انكماش في النمو.

انكماش في الناتج المحلي الإجمالي؟

- النمو كان من المتوقع أن يكون 7 في المئة أصبح 5 في المئة، لكن هناك نمو. في بعض الاقتصادات تحت الصفر هذا يعني أن هناك ركوداً في النمو، هناك ركود في الاقتصاد.

أما نحن في البحرين لدينا نمو في نهاية السنة بنحو 5 في المئة، هذا نمو واقعي كان هدفه 7 في المئة، حصلنا 5 في المئة، هذا خير وبركة. أغلب الدول في الحالات الاعتيادية تحصل على 3 في المئة، والبحرين مع الأزمة لديها نمو أعلى من المعدل العالمي في فترة الرخاء الذي هو 3 في المئة.

هذا في ما يتعلق بالاقتصاد ككل، لكن إذا أخذت مثلاً بعض القطاعات على حدة، مثل قطاع الإنشاءات ستجده في تراجع؟

- هناك قطاعات كثيرة تتأثر حتى من دون وجود أزمة مالية، في دورة الاقتصاد يكون هناك في ركود في قطاع فيما يحدث ازدهار في قطاع آخر، وهذا لا يعني أنه إذا تعرض قطاع معين إلى ركود يتعرض الاقتصاد كله إلى ركود.

الحكومة ومجلس التنمية الاقتصادية يعملان بكل جهد لتنويع الاقتصاد، لماذا تنويع الاقتصاد؟ لأن في كل وقت هناك ركود في قطاع ما، بسبب الدورة الاقتصادية، لكن كلما تنوعنا كلما أصبح القطاع الذي يعاني من ركود يكون تأثيره هامشياً على الاقتصاد.

هل تتوقع خلال السنوات المقبلة، خروج أعداد هائلة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟ ما هي الأسباب هل هي أسباب ركود أم أسباب معينة؟

- هذه تنبؤاتي قبل الأزمة. أنا أتوقع أن يخرج نحو 60 في المئة من الشركات، لأنها تقليدية، وغير مستعدة لأن تتغير، ولكن في المقابل عدد الشركات التي ستدخل الاقتصاد أكثر من الشركات التي ستخرج ولكن الشركات التي ستدخل ستكون من نوع آخر، ستكون ذكية. الآن الشركات التي ستخرج هي تقليدية يعني انتهت صلاحيتها، لا تستطيع البقاء في الأجواء المتطورة الجديدة.

ما هي توقعاتك في 2010؟

- في 2010، سيكون هناك نمو أعلى من النمو في 2009، ولكنه نمو طفيف والمعدل جيد، ولكن توقعاتي أكثر في 2011 و2012؛ إذ سيكون هناك نمو غير اعتيادي.

ما الذي يجعلك متفائلاً؟ وما هي مبررات هذا النمو؟

- الخطوات التي تم اتخاذها الآن، نرى الكثير من الجهود. هناك مؤشرات اقتصادية نقوم برصدها في البحرين، وهو ما يجعلنا نتفاءل بشكل كبير، وخاصة في الصناعات الذكية وفي مجالات الخدمات الذكية.

نحن ذاهبون إلى مجال آخر، مجال أعلى ومتطور منهجياً وعلمياً في مجالات معقدة بحاجة إلى فكر(...) فهذه الأمور واضحة لدينا، وفي كثير من القطاعات. أنا متفائل، وأقول إن الجيل الذي سيأتي بعدنا سيكون أمام حياة أفضل من الحياة التي نعيشها نحن، من كل النواحي تقريباً. لدينا أرقام وحقائق