العدد 2850 - الجمعة 25 يونيو 2010م الموافق 12 رجب 1431هـ

الصين تقوم بمبادرة بشأن اليوان عشية اجتماع مجموعة العشرين

حدد المصرف المركزي الصيني أمس (الجمعة) سعرا جديدا لصرف اليوان هو الأعلى منذ خمس سنوات عشية قمة مجموعة العشرين التي تعقد في تورونتو، على أمل تجنب انتقادات شركائها الكبار على ما يبدو.

وكانت بكين حذرت من أنها لا تريد أن توجه انتقادات إلى الرئيس هو جينتاو في الاجتماع الذي يعقد في نهاية الأسبوع في كندا بين الدول المتطورة والبلدان الناشئة الكبرى، بشأن السياسة النقدية للصين.

وحدد البنك المركزي سعر صرف العملة الصينية المحوري ب 6,7896 يوان للدولار الواحد أي بزيادة 0,3 في المئة عن سعر 6,8100 يوان يوم الخميس.

وهذا أعلى مستوى لليوان منذ إصلاح النظام الصيني للصرف في يوليو/ تموز 2005 الذي فصل اليوان عن الدولار لربطه بسلة عملات.

ومنتصف النهار، تراجع سعر اليوان إلى 6,7923 للدولار الواحد في السوق المصرفية.

وقال البنك المركزي في بيان انه أراد الإبقاء على اليوان «مستقرا أساسا»، في عبارة اضطر إلى إدراجها للتعبير عن رغبته في تجنب أي تقلبات مفاجئة في سعر العملة.

ويشكل سعر الصرف المحوري المستوى الذي يتبدل حوله سعر صرف العملة الصينية يوميا في حدود لا تزيد أو تقل عن 0,5 في المئة مقابل الدولار.

ويرتكز هذا السعر المحوري على معدل نسب يحددها متعاملون في السوق غير انه يحدد في النهاية من قبل البنك المركزي. وتأتي هذه البادرة عشية افتتاح قمة مجموعة العشرين نهاية الأسبوع في تورونتو وكانت الصين حذرت من أنها لا ترغب في التعرض لضغوط علنية لرفع قيمة عملتها التي يتهمها شركاؤها منذ أشهر بالإبقاء عليها دون قيمتها الحقيقية بهدف منح أفضلية لصادراتها. وأعربت الصين في نهاية الأسبوع عن نيتها في العودة إلى نظام نسب صرف أكثر مرونة.

وكانت السلطات النقدية حذرت من أنها ستمنع أي تقلبات كبيرة وأرفقت تعهداتها بمبادرة عملية أولى الثلاثاء تمثلت بتحديد سعر صرف أعلى ب0,43 في المئة عن اليوم السابق. لكن سعر اليوان تراجع.

وقال محللون إن البنك المركزي الصيني شجع على ما يبدو مصارف صينية على شراء دولارات وأضعاف اليوان بذلك؛ ليبرهن على ان سعر صرف اكثر ليونة يعني تقلبات في الاتجاهين. وكانت الصين توقعت اندلاع الازمة المالية العالمية فأعادت ربط عملتها بالدولار صيف 2008 وحدد سعر صرفها في حدود 6,8 يوان للدولار، مفضلة بذلك الاستقرار. ومع الانتعاش الاقتصادي تعززت الضغوط التي يمارسها الشركاء التجاريون الرئيسيون وخصوصا الولايات المتحدة من اجل رفع سعر اليوان.

وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما رأى الخميس ان قرار الصين زيادة هامش تقلبات عملتها «ايجابي» لكنه قال انه من المبكر جدا معرفة ما اذا كان هذا الاجراء كافيا.

وتتهم واشنطن الصين بخفض قيمة عملتها عمدا لتشجيع صادراتها وزيادة العجز التجاري الاميركي.

ولم يتردد بعض الاقتصاديين في القول ان سعر اليوان مقابل الدولار اقل من قيمته الحقيقية بنحو أربعين في المئة. ولا توحي التصريحات الصينية الاخيرة بان سعر اليوان سيرفع بالقدر الذي يريده الشركاء التجاريون للصين. وقال المحللون انه اذا سجل تحسين في سعر اليوان في الاشهر الـ 12 المقبلة فسيكون متواضعا.

وقال براين جاكسون المحلل في مصرف «رويال بنك اوف كندا» في هونغ كونغ ان التقلبات الطفيفة التي سمح بها هذا الاسبوع يمكن ان تكون كافية لابعاد انتقادات مجموعة العشرين.

واضاف «انه ليس اجراء واسعا لكنه مهم ويمكن للرئيس هو في تورونتو الاشارة اليه كدليل على ان الصين تنوي جدياً جعل عملتها اكثر مرونة».

العدد 2850 - الجمعة 25 يونيو 2010م الموافق 12 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً