بات من المؤكد أن يغيب كلٌ من رئيس مجلس بلدي المحرق محمد حمادة، ونظيره رئيس «بلدي الشمالية» يوسف البوري عن المشهد الانتخابي للمجالس البلدية في 2010، إذ سيضطران إلى ترك العمل البلدي بناءً على إلحاح شديد من الأطباء الذين يشرفون على حالتهما الصحية بالمستشفى العسكري، غير أنهما أصرا على ضرورة متابعة العمل البلدي من منازلهما وبالتنسيق مع أمانة سر المجلس.

وكلف مجلس بلدي المحرق منذ 3 أشهر نائب حمادة، العضو عبدالناصر المحميد ليقوم بأعبائه، وأما بالنسبة إلى مجلس بلدي الشمالية، فقد كلف تلقائياً نائب رئيس المجلس علي الجبل مسئولية تولي مهام رئاسة المجلس بدلاً من البوري خلال فترة راحته المرضية. ومن المقرر أن تجرى اليوم (الإثنين) عملية قسطرة بالقلب (فتح صمامات) للبوري في المستشفى العسكري بعد تعرضه لوعكة صحية وأعراض جانبية بالقلب قبل نحو 10 أيام. حيث كان البوري أدخل المستشفى قبل أسبوع مجدداً بعد تفاقم المرض عليه، الأمر الذي دفع بالطبيب المشرف على علاجه إلى التأكيد على ضرورة خضوعه لفترة نقاهة في المنزل لفترة 5 أيام ثم إجراء عملية القسطرة بالتالي.

فيما ستجرى عملية قسطرة لرئيس «بلدي الشمالية» اليوم بالمستشفى العسكري

«القلب» يغيِّب حمادة والبوري عن رئاستي «المحرق» و«الشمالية»

الوسط - صادق الحلواجي

غيب مرض القلب كلاً من رئيس مجلس بلدي المحرق محمد جاسم حمادة، ونظيره رئيس بلدي الشمالية يوسف البوري عن العمل البلدي عقب مسيرة 4 أعوام في خدمة المواطنين.

واضطر كلا العضوين البلديين إلى ترك العمل البلدي بناءً على إلحاح شديد من الأطباء الذين يشرفون على حالتيهما الصحية بالمستشفى العسكري، غير أنهما أصرا على ضرورة متابعة العمل البلدي من منزليهما وبالتنسيق مع أمانة سر المجلس.

وعين مجلس بلدي المحرق محلاً لحمادة منذ 3 أشهر نائبه العضو عبدالناصر المحميد، الذي أصبح يتولى مهمات إدارة رئاسة المجلس بالإنابة ويحضر ممثلاً في كل الاجتماعات واللقاءات الرسمية والأهلية التي تستدعي حضور الرئيس، ليكون بذلك عضواً بلديّاً عن دائرتين بالمحرق، هي الرابعة عن حمادة والثالثة عن دائرته الأساسية.

أما بالنسبة إلى مجلس بلدي الشمالية، فقد تولى تلقائيّاً نائب رئيس المجلس علي الجبل مسئولية مهمات رئاسة المجلس بدلاً من البوري خلال فترة راحته المرضية، غير أن أمانة السر تواصلت مع البوري خلال الأيام القلية الماضية في منزله للاطلاع على بعض الأمور والإشراف عليها، إلى جانب توقيع بعض القرارات والأوراق الرسمية.

ومن المقرر أن تجرى اليوم (الإثنين) عملية قسطرة بالقلب (فتح صمامات) للبوري في المستشفى العسكري بعد تعرضه لوعكة صحية وأعراض جانبية بالقلب قبل نحو 10 أيام. وكان البوري أدخل المستشفي قبل أسبوع مجدداً بعد تفاقم مرهصات المرض عليه، الأمر الذي دفع بالطبيب المشرف على علاجه إلى تأكيد ضرورة خضوعه لفترة نقاهة في المنزل لمدة 5 أيام ثم إجراء عملية القسطرة.

وتعود إصابة حمادة والبوري بالقلب إلى أكثر من عامين، أو تحديداً أن ظهور أعراض المرض بصورة مؤثرة وبارزة بدأ منذ عامين، إذ أسهم العمل البلدي مع المواطنين والجهات الحكومية والخاصة في بذل الكثير من الجهد البدني والذهني والنفسي تحت ضغط كبير من الانتقادات من أطراف عدة، غير أن إصرارهما على الخدمة البلدية حال دون تقاعسهما وخضوعهما لتوجيهات الأطباء المشرفين على حالتهما العلاجية، والذين أكدوا مراراً ضرورة الراحة لتلافي أية تداعيات مفاجئة وخطيرة للمرض.

وكان حمادة غادر البلاد في رحلة علاج بإحدى الدول الأوروبية استمرت لفترة طويلة قبل نحو 3 أشهر أجرى خلالها عملية في القلب تكللت بالنجاح، وعاد على إثرها بحالة صحية جيدة تتطلب بعض الوقت من الراحة والهدوء للاطمئنان على صحته، إلا أنه لم يستطع العودة بكامل جهده للعمل البلدي مجدداً نظراً إلى تدهور صحته من حين إلى آخر وإصرار الأطباء على الخضوع للراحة. وقد تعرض رئيس بلدي المحرق مراراً خلال اجتماعات اللجان الدائمة والاعتيادية للمجلس قبل رحلة سفره للخارج، إلى نوبات مفاجئة استدعت خروجه مباشرة من المجلس للمستشفى برفقة أحد أعضاء أمانة السر، حتى بلغ الأمر في إحدى المرات إلى تعليق إحدى الجلسات الاعتيادية لفترة من الوقت بعد تعرضه لنوبة قلبية طارئة في الجلسة.

وكرم وزير شئون البلديات والزراعة مؤخراً حمادة في حفل تكريمي لأعضاء المجلس البلدي والجهاز التنفيذي ببلدية المحرق، وذلك على الجهود الكبيرة التي بذلها في خدمة دائرته والمحرق عموماً طوال نحو 4 أعوام.

أما بالنسبة إلى رئيس مجلس بلدي الشمالي، فقد ظهرت أعراض الإصابة بالقلب مراراً عليه في الزيارات والجولات الميدانية مع الأجهزة التنفيذية في الجهات والوزارات الحكومية، وكذلك في الاعتصامات والمؤتمرات الرسمية والأهلية.

كما دخل البوري المستشفى عدة مرات طوال فترة أربعة الأعوام الماضية، غير أنه يعود مجدداً وبصورة سريعة للعمل البلدي على رغم إلحاح الأطباء والأعضاء بالمجلس البلدي على ضرورة حصوله على الراحة.

وفي حديث سريع أجرته «الوسط» مع رئيسي بلديي «الشمالية» و»المحرق» مؤخراً بشأن حالتهما الصحية، أكدا أن «العمل البلدي على رغم مرارته فإنه كان مشرفاً للمواطنين».

وقال حمادة لدى تكريمه من قبل وزير البلديات لـ «الوسط»: «حالتي الصحية جيدة الآن، ولابد أن أخضع لمزيد من الراحة لأن العملية التي أجريتها في القلب كانت حساسة قليلاً، ومن الممكن في أية لحظة أن تعود لي الأعراض فور بذل أي جهد فوق مستوى القدرة المتوافرة لدي». وتابع رئيس بلدي المحرق: «أحمده سبحانه على الصحة والعافية، والبركة في المحميد نائباً عني، وفي الأعضاء الآخرين الذين مازالوا يتابعون احتياجات المواطنين على رغم انتهاء جلسات المجلس»، مؤكداً أن «العمل البلدي كان جميلاً بالنسبة إلي على رغم صعوباته، وآمل ألا أكون قصرت في خدمت أي فرد كان».

من جهته، قال البوري قبل دخوله المستشفى بعدة أيام: إن «المحافظة الشمالية تتطلب الكثير من الوقت والجهد، وتعاني من الكثير من المشكلات الخدمية والفنية التي قد يكون بعضها متعمداً من بعض الأجهزة الحكومية، لكن العمل كان مجدياً واستطعنا أن نحقق الكثير على رغم توافر القليل بالنسبة إلينا».

وأضاف البوري «أنا أتابع حالياً بعض الأمور من المنزل بالتنسيق مع أمانة سر المجلس، وأقدر للجميع من أعضاء ومواطنين موقفهم تجاهي في المجلس وخارجه، وأود أن أؤكد أنني لم أطمح مرة إلى أن أخذل أي فرد كان للحصول على طلبه، لكني وبقية الأعضاء الآخرين قد نواجه صعوبات جمة قد نتحمل مسئوليتها من قبل المواطنين في نهاية المطاف على رغم أنها ليست مسئوليتنا أساساً، وكانت لنقص من جهات أخرى لم تتعاون».

واختتم رئيس بلدي الشمالية حديثه: «أقر بأن مرض القلب تفاقم لدي منذ مزاولتي العمل البلدي، لكنني كنت ممتناً لذلك، وأكدته مراراً لزوجتي وأصدقائي والأعضاء البلديين، فعلى الأقل أرضيت ضميري وأبرأت ذمتي تجاه الوطن والمواطن».