العدد 2870 - الخميس 15 يوليو 2010م الموافق 02 شعبان 1431هـ

فقدان التنوع البيولوجي يشكّل تحدّياً لنمو قطاع الأعمال

في تقرير الأمم المتحدة بشأن «اقتصادات النظم الإيكولوجية»

يشعر كبار أصحاب الأعمال المختصّين بالاقتصادات النامية الغنية بالتنوّع البيولوجي، بالقلق إزاء فقدان «رأس المال الطبيعي»، وفقاً لما أُعلنه تقريرالأمم المتحدة الذي صدر يوم الثلثاء الماضي.

إذ إن هناك أكثر من 50 في المئة من رؤساء الشركات الكبرى في العالم ممن شملهم الاستطلاع، يعتبرون أن فقدان التنوع البيولوجي يشكّل تحدّياً لنمو قطاع الأعمال؛ بينما يشاركهم تلك المخاوف أقل من 20 في المئة من نظرائهم في أوروبا الغربية.

وتشير النتائج التي جمعتها دراسة لاقتصادات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، إلى أن رؤساء الشركات الذين لم يفلحوا في إدماج الإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي كجزء أساسي من خطط أعمالهم، قد يجدون أنفسهم أكثر فأكثر خارج نطاق السوق.

كما تظهر دراسة جديدة أخرى تضمنها أيضاً تقرير اقتصادات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي الخاص بقطاع الأعمال، اهتمام المستهلكين المتزايد بمسألة فقدان التنوع البيولوجي بحيث إن هناك 60 في المئة في أميركا وأوروبا، وأكثر من 90 في المئة في البرازيل يدركون بعض من آثار فقدان التنوع البيولوجي؛ إذ إن أكثر من 80 في المئة من هؤلاء المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع أكّدوا أنهم على استعداد لمقاطعة منتجات الشركات التي لا تراعي قواعد وسلوك الاستخدام المستدام للمصادر الطبيعية في عملية الإنتاج.

ويشير التقرير أيضاً إلى انه من المرجّح أن تكُثّف عملية التدقيق في تأثير الأعمال التجارية الكبرى على رأس مال العالم الطبيعي بهدف الحصول على تقييم أفضل لهذه المسألة.

ووفقاً لدراسة سينشرها قريباً مركز تراست كوست للاستشارات في بريطانيا باسم مبادئ الأمم المتحدة للاستثمار المسئول، تُقدّر قيمة التأثير السلبي والعوامل البيئية الخارجية التي تنتج عن نشاطات أفضل 3000 شركة في العالم بما يعادل 2.2 تريليون دولار اميركي سنوياً.

ويقول القائم على الدراسة الخاصّة باقتصادات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي ورئيس مبادرة الاقتصاد الأخضر لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بافان سوكديف: «بفضل عمل اقتصادات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي وغيرها، برزت الأهمية الاقتصادية للتنوع البيولوجي والنظم الايكولوجية لتصبح أكثر شيوعاً. من الواضح أن بعض الشركات في بعض القطاعات والقارات قد علمت بتلك الأهمية واعتمدت هذا المسار بهدف اعتماد أعمال أكثر استدامة في القرن 21».

ويدعو التقرير الذي يطلق أطلق يوم الثلثاء الماضي تحت عنوان «اقتصادات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي الخاص بقطاع الأعمال»، وهو جزء من مجموعة التقارير التي أطلقت بمناسبة السنة الدولية للتنوع البيولوجي- الشركات إلى تبنّي مفاهيم مثل «لا خسارة صافية»، «الحياد الايكولوجي» وخصوصاً «التأثير الايجابي الصافي» على البيئة.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي يستضيف اقتصادات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، أكيم شتاينر: «إننا ندخل عصراً بدأت فيه خسارة تريليونات الدولارات من المصادر الطبيعية أو التي ترتكز على الطبيعة، تثير قلق الأسواق والمستهلك معاً». إن طرق استجابة الشركات لهذا الواقع والمخاطر المحدقة به والفرص المتاحة من خلاله، تحدّد الأرباح التي من الممكن أن تحققّها الشركات باضطراد؛ وتصنّف مكانتها في السوق وتوضح كذلك نموذج التنمية الشامل للعقود المقبلة على كوكب الستة مليارات نسمة والتي من المتوقّع أن تبلغ التسعة مليارات بحلول 2050». ودعت عضو المجلس الاستشاري لاقتصادات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي والمدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية، جوليا مارتون - لوفيفر، الى دعم سياسات التحوّل الجديدة كتلك التي وردت في التقرير.

وأضافت لوفيفر «معاً، حكومات وقطاع أعمال، في الاقتصادات النامية والمتطورة، يمكننا أن نظهر القيادة من خلال إنشاء شبكات لشركات من مختلف القطاعات، ملتزمة وتكرّس عملها لتحقيق تأثير إيجابي صافي عل التنوع البيولوجي وخدمات النظم الايكولوجية».

ويعرض التقرير لمثال شركة التعدين العملاقة متعدّدة الجنسية ريو تينتو، كإحدى الشركات التي التزمت بتحقيق الأثر الايجابي الصافي على التنوع البيولوجي. وبالتعاون مع أبرز خبراء في الحفظ، طوّرت الشركة أساليب جديدة لتقييم قيمة مخزون التنّوع البيولوجي للأراضي التي تمتلكها، وبدأت في تطبيق منهجيات التعويض في مدغشقر، أستراليا وأميركا الشمالية.

واعتمدت شركات أخرى التزامات متطابقة للحفاظ على التنوع البيولوجي، كشركة وال مارت (أراض لمبادرة أميركا)، كوكا كولا (المياه المتعادلة بحلول 2020) وب.س. هايدرو (لا تأثير إضافياً على البيئة).

إضافة إلى تقليل وتخفيف الآثار السلبية، يمكن لقطاع الأعمال توفير عائدات من خلال حفظ التنوع البيولوجي وتقديم خدمات النظم الايكولوجية (البيئية). فالزراعة، والغابات ومصائد الأسماك تعتمد على نظم بيئية صحيّة لتوفير فوائد سليمة. ويلعب قطاع السياحة أيضاً دوراً مهماً في حفظ التنوع البيولوجي. وإدراكاً منها لمدى اعتمادها على الشُعب المرجانية الغنية بالتنّوع البيولوجي والهشّة في آن معاً، استثمرت شركة حديقة جزيرة تشامب المرجانية المحدودة في تنزانيا أكثر من 1.2 مليون دولار لإنشاء حديقة مائية للحفاظ على المرجان المحيط بالجزيرة. كما تقوم الشركة أيضاً بدعم إدارة ومنشآت المنتجع الخاصّة.

ويدعو التقرير الخاص بقطاع الأعمال - والذي سيشكّل جزءاً من التقرير التحليلي النهائي لاقتصادات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي المقرّر إطلاقه في إحدى اجتماعات اتفاقية التنوع البيولوجي في ناغويا ، اليابان في أكتوبر/ تشرين الأول 2010، الجمعيات المختصّة لتطوير أدوات محاسبة وإبلاغ جديدة خاصّة بقطاع الأعمال.

العدد 2870 - الخميس 15 يوليو 2010م الموافق 02 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً