العدد 2872 - السبت 17 يوليو 2010م الموافق 04 شعبان 1431هـ

المقاومة تنزع مزيداً من الأشواك

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في أثناء حرب تموز 2006، أعلن «حزب الله» إلقاء القبض على بعض العناصر المشبوهة، من بينها عمال عرب وآسيويون، كانت تسهّل قصف واستهداف مواقع وقيادات المقاومة.

لم يكن دور تلك العناصر واضحاً حينها، فأشير إلى قيامها بوضع علامات أو مواد فوسفورية، حتى يأتي الطيران الإسرائيلي ليقصف الأهداف. ورغم الخلافات التي عصفت بلبنان بعد اغتيال الحريري، إلا أنه لم يكن يخطر ببال الكثيرين أن يتورّط لبنانيون كثر بالتعامل المباشر مع العدو، عسكريين ومدنيين، وبلديين وحتى أساتذة جامعات.

الحرب التي كان من المفترض أن توحّد اللبنانيين، عمّقت الخلافات أكثر، بل إن بعض من راهنوا على المشروع الأميركي للشرق الأوسط، أخذوا يطالبون أثناء المعركة، بنزع سلاح حزب الله الذي كان يدافع عن الأرض والكرامة والوطن.

في مايو/ أيار 2009، شهد لبنان تطوراً مهماً لصالح المقاومة، بتساقط عدد من شبكات الجواسيس. وكانت الصدمة كبيرةً باكتشاف أن أحدهم (مروان فقيه) يملك محطةً لتزويد الوقود بالنبطية، يرتادها عناصر المقاومة. وكان اكتشافه بالصدفة، عندما تعطّلت إحدى السيارات التي باعها للحزب، وتبين عند الفحص وجود جسم غريب، قاد إلى اكتشاف أجهزة تنصت وتصوير موصّلة بأقمار التجسس.

الحملة أوقعت أكثر من ثلاثين جاسوساً، لحقها سقوط الرأس الكبير (أديب العلم)، وهو عميد متقاعد التحق بخدمة الموساد منذ 1984، ليتوالى سقوط مزيد من العملاء. ومؤخراً حدث أخطر وأهم إنجاز في العمل الجاسوسي في تاريخ لبنان، بالقبض على عنصرين كبيرين، كشف وجود سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع الاتصالات واللاسلكي والإنترنت.

السيد حسن نصرالله الذي وقف في بنت جبيل غداة التحرير العام 2000، ليعلن بمنتهى النبل والمناقبية التزامه بحكم القضاء في العملاء، خاطبهم بقوله: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ورجع بعض الفارين إلى «إسرائيل» ليقضوا أشهراً معدودة في السجن. عاد اليوم ليطالب بتنفيذ عقوبة الإعدام بالمتواطئين مع العدو، من أي طائفة أو مذهب أو دين، بعدما زاد تفريخ العملاء بشكل غير معقول.

نصرالله فسّر تكاثر العملاء إلى إحساسهم بالأمن، وإلى التهاون القضائي الذي يكافئ عميلاً حصد مئتي ألف دولار وفتح شركة وبنى «فيلات» وصيّف في تايلند بالسجن عاماً أو عامين. كما أشار للبيئة الحاضنة التي لا ترى عاراً بتقديم معلومات وإحداثيات للعدو؛ لقصف بيوت ومصانع ومدارس ومستشفيات، أوقع آلاف الشهداء والجرحى. هذه البيئة التي وفّرتها ثقافة الاستعداء الطائفي، هي التي سمحت ببقاء العملاء يمارسون دورهم عشرين عاماً وهم آمنون من الانكشاف. والجديد أن نصر الله أخذ يطالب بالبحث عن الجواسيس الكبار، الذين وضعوا لبنان في فترات سابقة على حافة حرب أهلية.

اليوم تتكشف أبعاد حرب تموز، فهي لم تكن رد فعل على أسر جنديين، بل ذهب الإسرائيلي للحرب بعد أكمل استعداداته، ووضع الاتصالات اللبنانية تحت يديه، ووزّع مجموعاته المتعاونة على الأرض، ولذلك كانت صدمته وصدمة الأميركان كبيرة بالفشل.

كان نابليون يقول: «إن جاسوساً واحداً في المكان المناسب يعادل ألف جندي في ساحة المعركة»، وحين تعيد شريط الحرب، تُكبر إنجازات هذا الرجل وأنصاره الذين قاتلوا في بلدٍ مكشوف مثل عش الدبابير، فنجح في صد العدوان، وأذاق عدوه طعم الهزيمة ومنعه من السيطرة على شبر واحد.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2872 - السبت 17 يوليو 2010م الموافق 04 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:15 ص

      الله يساعدك يا نصر الله

      كان نابليون يقول: «إن جاسوساً واحداً في المكان المناسب يعادل ألف جندي في ساحة المعركة»،الله يساعدك يا سيد حسن نصر الله على كل هالعملاء والجواسيس.

    • زائر 7 | 7:56 ص

      الله يحفظ السيد حسن نصر الله

      الله يحفظ السيد حسن نصر الله

    • زائر 5 | 5:32 ص

      العالم العربي جميعه مكشوف أمام اسرائيل وليس لبنان فقط .......... ام محمود

      الجواسيس القدامى الذين كانوا يعملون في الخفاء منذ 15 و 20 عاما تم الكشف عنهم الآن و ظهر للجميع فظاعة العمل الذي قاموا به بتزويد العدو آلاف الأسرار والمعلومات وجعل شركات الاتصالات من هواتف وخليوي وانترنت في قبضة اسرائيل العدوه الاولى للعرب مع مناصرتها امريكا .. ليس مفاجئا لنا نعلم باختراق الأعداء وتدخلهم في كل كبيرة وصغيرة وسيطرتهم الكاملة لعالمنا العربي هناك آلاف الجواسيس تم توظيفهم لغايات خبيثة والأقمار الصناعية من الأعلى تزود الصهاينة بما لا يخطر على البال فهي تستطيع اقامة الحرب في اي وقت ...

    • زائر 4 | 2:05 ص

      كلام رسول الله "ص"

      قال رسول الله"ص"أعز الله الإسلام بعليآ لا بغيره ونحن نقول اليوم أيضآ أعز الله الإسلام بالخميني ومن خلفه وبكم يا سيد حسن حيث أنكم من أبناء النبي وعلي .

    • زائر 3 | 1:56 ص

      غريب الرياض

      نعم و بكرة ستتساقط الاقنعة و سدرك عدونا من حبيبنا

    • زائر 2 | 1:26 ص

      نعم المقال من من وفي من

      صح الله السانك ياسيد
      الايام الجاية بيطلع الخنين من الخايس
      أعزكم الله

    • زائر 1 | 12:50 ص

      لا نملك إلا الدعاء

      دعواتنا لك ياسيد المقاومة وللابطال الذي يدافعون عن شرف هذه الامة المسكينة التي لم تعرف النصر ولم تشعر بالفخر ولم تحصل على احترام الآخرين إلا على أياديكم البطلة الشجاعة المؤمنة.
      --
      الله معكم، والله ينصركم على أعدائكم وعلى الخونة المتربصين لكم ، وما أكثرهم في هذه الامة الضائعة والتائهة والمتخلفة.
      --
      قلوبنا ودعواتنا كلها معكم .
      --
      ولك مني يا سيد المقاومة عبر هذا المنبر ألف تحية وسلام .. حفظك الله ورعاك .. وأتركك في أمان الله.

اقرأ ايضاً