قوى الاستكبار في العالم، وعلى رأسها الصهيونية والإمبريالية العالمية تقف اليوم على رأس الهرم لتشير لممارساتها وأعمالها الإجرامية بحق البشرية والإنسانية جمعاء دون رادع يردعها أو وازع من ضمير يمنعها من مواصلة بطشها وغيها.
وهي اليوم تسيطر على أكبر منظمة دولية في العالم، وهي هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي أقيمت لنصرة الشعوب المظلومة والمغلوبة على أمرها ومناصرته للدول المعتدى عليها والدفاع عنها وعن حقوقها المضيعة والمسلوبة.
ولكننا للآسف، نجد عكس ذلك تماما، فهذه الهيئة الدولية أصبحت رهينة وأسيرة في يد القوى الاستكبارية والإمبريالية والصهيونية العالمية، وأصبحت عاجزة تماما عن الدفاع أو حتى المطالبة بحقوق الشعوب المظلومة، بل أصبحت أداة طيعة في تنفيذ ودعم ومساندة الظالم على المظلوم، وأصبحت قراراتها حبراً على ورق لا يأبه بها المتغطرسون والجبابرة من قوى الاستكبار العالمية المتعجرفة.
وأصبحت الإمبريالية الأميركية والصهيونية العالمية ومن يسير في فلكهما، يمارسون أبشع أنواع الإرهاب والقمع والإبادة، ويشنون الحروب المدمرة بحق الشعوب والدول المغلوبة على أمرها، ودون هوادة أو رحمة أو شفقة، وينتهكون أبسط القواعد والقوانين لحقوق الإنسان، ولا يجدون من يردعهم أو يحد من انتهاكاتهم واعتداءاتهم المستمرة على مدى قرون من الزمن.
فلو تتبعنا ما فعله المستعمر الغاصب في غالبية الدول في العالم من استعماره لهذه الدول ونهب خيراتها وثرواتها، واستخدام شعوبها في السخرة والإذلال والعبودية، وفي قمعهم وإرهابهم والتنكيل بهم على مدى تاريخ احتلاله واستعماره وعبوديته لها.
وها هو المستعمر البريطاني الغاصب لفلسطين المحتلة، يقدم فلسطين هدية متواضعة على مذبح الحرية والكرامة للعصابات الصهيونية المتوحشة المنتشرة في كافة أرجاء العالم ليقيم لهم وطنا قوميا ولقد شردوا أهلها بعد إبادتهم وقمعهم وقتلهم والتنكيل بهم، في أبشع جريمة في التاريخ البشري.
ولايزال هؤلاء القتلة والمجرمون يمارسون قمعهم وإجرامهم بحق أبناء الشعب الفلسطيني المنكوب ويحرمونهم من أبسط حقوقهم المشروعة، وهناك من يدعمهم ويساندهم ويبرر لهم سوء أعمالهم العدوانية وما يرتكبونه من جرائم وحشية بحق الإنسانية، وعلى رأسهم أميركا التي تدعم هذا الكيان الغاصب بالمال والعتاد وبكافة الأسلحة المتنوعة والمتطورة ليقتل ويفني ويدمر ويشن الحروب على الفلسطينيين وعلى لبنان الدولة المجاورة لفلسطين المحتلة والتي لقنت المقاومة الإسلامية فيها إسرائيل دروسا قاسية لن تنساها أبدا وفضحت اسطورة الجيش الذي لا يهزم وكذلك فشلت في حربها على غزة الصامدة وفرضت عليها حصارا قاسيا وظالما بدعم من أميركا ودول موالية لها. وأميركا لاتزال تواصل عدوانها وحروبها على الدول الآمنة، فمنذ اندحارها في حربها العدوانية على فيتنام وخروجها منهزمة تجر وراءها أذيال الخيبة والهزيمة والانكسار، وحتى يومنا هذا لم تتوقف وهي كعادتها لم تتعلم ولم تتعظ من الدروس السابقة.
فبالأمس القريب شنت حروبا على العراق بحجة تحرير الكويت، وعادت وشنت حربا قاسية على أفغانستان بحجة إيوائه عناصر القاعدة، التي تتهمهم بتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول من العام 2001 الإرهابية على نيويورك ومنشآتها الاقتصادية، وما نجم عنها من خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح، وكانت بحق كارثية ومأساوية ووجهت صفعة ولكمة قوية لأميركا وقوى الاستكبار العالمي.
لم تكد أميركا تتخلص من ورطتها في أفغانستان التي كابدت فيها وحلفاؤها أبشع الهزائم، ولايزالون يتكبدون الضربات والخسائر الفادحة من طالبان وحلفائهم من القاعدة، فسرعان ما أجمعت ما لديها من قوات وجيوش ضاربة لشن حرب أخرى على العراق بحجة ما يملكه من أسلحة الدمار الشامل هذه المرة، وأسقطوا النظام البعثي الحاكم فيها وجعلوا من العراق مرتعا خصبا لكافة قوى الشر والظلام والإرهاب في العالم وأصبحت العراق ساحة من سوح القتال، يتساقط فيها أبناء الشعب العراقي في كل يوم، شهداء وجرحى من قبل تلك العصابات الإرهابية، المتضامنة مع أيتام النظام المقبور، وأميركا وحلفاؤها يتفرجون عليهم دون مساعدة لهم لاستمرار الفوضى وعدم الاستقرار لكون هذا الاستمرار في ممارسة الإرهاب، يجعل لهم وسيلة للتدرع والبقاء أطول مدة في العراق، رغم تأكيدهم على الانسحاب من العراق في العام القادم، وهو ما يشكك فيه الكثيرون من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين.
يذكر أن النظام المقبور في العراق قد شن حرباً ظالمة، على الجمهورية الإسلامية الفتية، وهي لاتزال في حالة المخاض العسير، استمرت لمدة ثمانية أعوام، بإيعاز ودعم ومساندة شاملة من قبل أميركا وحلفائها وبمساعدة مالية من دول النفط الخليجية، بهدف القضاء عليها ووأدها في مهدها، والتي سرعان ما كافأها الطاغية المغرور باحتلال الكويت، وهي التي فتحت له خزائنها وأمدته بالمال الوفير، في حين وفرت له دول أخرى صواريخ صينية الصنع بعيدة المدى، مع الرغم من كونها ليس لها علاقات دبلوماسية مع الصين، وكانت تداعيات هذا الاحتلال الغاشم للكويت كثيرة ومتنوعة وخطيرة، وبسببها توالت الحروب الأميركية على المنطقة ولاتزال حتى اليوم هذه الدول تعاني ويلاتها وتداعياتها، وتقاسي من آلامها ومرارتها وجراحاتها.
فكيف سمحت شريعة الغاب الدولية بزعامة أميركا بشرعنة هذه الحروب الوحشية المتكررة مع تصاعد موجة الاغتيالات الإجرامية بحق الكثير من الشخصيات الوطنية والإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق من قبل الكيان الصهيوني والإرهابيين المجرمين؟
إنها تقوم بتبرير وعدم المطالبة بمحاكمة القائمين عليها مع تهديدها لشخصيات أخرى وعلى رأسهم سيد المقاومة السيد حسن نصر الله وتهديداتها المستمرة بشن الحروب على كل من لبنان وإيران من قبل الكيان الصهيوني وأميركا وتحويل كل مظاهر العمران والتقدم والتنمية في هذه الدول إلى دمار وخراب شامل مع قتل وترويع السكان الآمنين فيها وكأن لها مطلق الحرية في ممارسة جرائم الحرب والإبادة والتصفية الجسدية لعباد الله عز وجل لكونها لا تجد من يحاسبها ويطالب بتقديمها إلى العدالة لتنال جزاءها العادل لشيوع وسيطرة شريعة الغاب في هذا العالم، والسعي للتغطية على جرائم انتهاك الحقوق للشعوب والدول المغلوبة على أمرها، والتي ترتكب من قوى الاستكبار والصهيونية العالمية.
محمد خليل الحوري
الدين الإسلامي بأصوله وتشريعاته هو دين الفطرة وهذا أمر معروف ولا يحتاج إلى إثبات، والصداقة والعشرة قد جبل عليهما الإنسان تكوينيا، فهو دين العشرة وليس دين العزلة والرهن لأن خالق الإنسان وطبيعته هو نفسه المشرع الحكيم الذي لا يناقض نفسه. فلابد أن يكون تشريعه لنظام حياة الإنسان منسجما مع تكوينه له.
فالصديق والصديقة هم أخوان في الله وبالذات المؤمنين الذين هم كالجسد الواحد وقد عني الإسلام كثيرا بعلاقات الأصدقاء والأصحاب والإخوان، بل هو يدعو إلى التآخي والتواد والتراحم، قال رسول الله (ص): إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
وقد بين الدين الإسلامي الحنيف أصناف الأصدقاء ومن تجوز صحبتهم وصداقتهم ومن لا تجوز، وبين فوائد ومنافع هؤلاء وأضرار ومفاسد هؤلاء ووضع قواعد وطرقا لاتخاذ الأصدقاء، فمن يعمل بها ينجح بعلاقته وصداقته، ومن عمل بعكسها فسيفشل بعلاقته مع أصدقائه ولو بعد حين.
الوقت والعمر
إن الوقت والعمر نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان، وهو كنز عظيم لا يقدر بثمن والجوهرة الثمينة التي يبحث عنها، والوقت مقرون بعمر الإنسان فهو يلازمه إلى آخر لحظة من الحياة، يقول الإمام علي (ع): إنما أنت عدد أيام فكل يوم يمضي عليك يمضي ببغضك.
فالإنسان في هذه الحياة شاء أم أبى محاسب على كل دقيقة وثانية من عمره سيسأل في يوم الحساب عن كل لحظة، في أي مجال قضاها، أقضاها في الخير أم في الشر أم في الفراغ؟ ولو أعطينا الوقت حقه، وقدرناه حق التقدير، لبلغنا أعلى المراتب من الرقي، ولم نصل إلى ما وصلنا إليه الآن؛ لأن الحياة قصيرة، والفرص تمر مر السحاب فلابد للإنسان أن يجعل أوقاته مثمرة في خيره وخير البشرية بقدر الاستطاعة والإمكان، فقد يقضي الإنسان كثيرا من أوقاته دون أي فائدة وقد يكون قضاؤه هذه الأوقات في المعاصي التي ستكون عاقبتها وبالا عليه يوم الحساب حتما. ولقد عني الإسلام بالوقت وأرشد المسلمين والمسلمات إلى العناية به والحرص على تنظيمه والالتزام به وعمارته بالأعمال الصالحة، فالصلوات الخمس وتوزيعها الدقيق على أوقات محددة ما هو إلا المثل الرائع على الاهتمام بتنظيم وقت المسلم وعمارته على مدار اليوم حتى صارت الصلاة في وقتها أحب الأعمال إلى الله، وكذلك الصيام، الحج ومناسكه والزكاة وغير ذلك من العبادات، فالإسلام دين سماوي يعرف قيمة الوقت ويقدر خطورة الزمن، وقد رتب الحياة الإسلامية وقاسها بالدقائق في نظام محكم دقيق من الصباح إلى المساء.
منى الحايكي
آه... وكم
آه وكم ...كم يبقى الألم
لا احد منها سلم
وينزف منا القلم
آه وكم ...كم نموت أحياء
وتبقى تبكي السماء
يدوم القلب في عناء
آه وكم ...كم لك من شوقي
أفديك كل آمالي
أهديك روحي وحياتي
كم انتظرنا
والى متى ننتظر
عجل الله فرجك يا منتظر
وجعلني لك منتصر
الغزل
بهمسةُ منك يذوب قلبي
ويسل منه دماً احمرَ
يبحث عن عاشق بعيد
صوتك يحيني
وكلماتك تحرك أحاسيسي
وترسم لي شعورا أحبه
لا اعرف ما هو شعوري
شعور لا تصفه الكلمات
شعور لا تكفيه المجلدات
شعور دافئ جميل
بكلماتِك الناعمة
بهمساتِك العاشقة
ينبض قلبي حبا
ويرتوي شوقي أملا...بلقاِئك
وينثني إحساسي جلالاً....لإحساسك
وانتظر الارتماء دفئا....بأحضانك
ضِعتُ وحدي..
ضِعتُ وحدي...
بدون حَنانَ
بدون صدرٍ دافئٍ يضَمُني..
تهتُ في خَيالي
بَعدتُ في أحلامي
رأيتٌ الماء الجاري
يسحبُ زهرةَ الوادي
يضعها في أجمَل بستانِ
ليحمِيها بين الأغصانِ
وتضل تنمُو بين الضلوعِ
وصوتُ الطَيِرِ يُصحِيها
: أُنَادِيكِ يا زهرةً
تعالي نرسمُ الدُنيا
حباَ .. عشقاً.. جنونآ
فقتُ وليتني لم أفَقِ
حِلمي واقعٌ مَعكوسَ
لأصحو منهُ هذا عَذابي
المشاعر
ألم، عذاب، فراق...
لمن كل هذا، لها...لها وحدها..
هي من يستحق ذالك فقط..
غربه...أشواق، تعب
لأجلها، لأجل رفع كرامتها
سهر أسهر كما سهرت لي
تعب أتعب كما تعبت في تربيتي
أمي...
أمي هي من يستحق ذلك...
وعدي لكِ...
وعدي بشهادة تطلبينها...
وعدي بأخلاق تفخرين بها...
وعدي بعودة لحضنك الدافئ ...أستحقها
أمي...دعواكِ أمي
مريم الغنامي
من الأمور الذي تشغل بال العاملين في الصناديق الخيرية والجمعيات الخيرية والدينية هي صدقية المحتاج.فهل هو صادق أم كاذب فيما يدعيه من سوء حاله أو مطالبه المادية أو العينية أو المعنوية .وبالتالي مهما حاول المشتغلون في هذه المؤسسات الخيرية فإن هناك الكثير من الخفايا الذي تخفى عليهم و لا يعرفونها إلا بمحض الصدفة أو من خلال ناقل خير ينقل لهم مثل هذه الأمور . وبالتالي فإن الصدق بين الطرفين المؤسسة ومقدم طلب المساعدة هو بداية العلاقة الأزلية بين الطرفين وهي الانطلاقة التي يمكن أن تصل بمقدم الطلب إلى ما يريده أو تحرف عما يريده. وهنا أتذكر حادثة في غاية الصدق، «في إحدى السنوات تقدمت إحدى الأرامل بطلب مساعدة و بعد تسليم استمارة البحث لها كتبت كل ما لديها من أمور و ذكرت كل أنواع المساعدات التي تحصل عليها ومن ضمن هذه المساعدات أمور بينها وبين إخوانها و بعض أهلها . ما جعلنا نتعجب من مثل هذه الحالة الذي لم نتعودها من قبل مقدمي الطلب حيث إن المعلومات التي لا يوجد عليها سند فإن طريقها هو الخفاء وبالتالي يتعامل المشتغلون بما يرونه أمامهم . وهم معذورن حيث لو أراد العامل في أي مؤسسة أن يعرف كل ما يحيط الأسرة فإنه يتطلب منه القيام بأمور تدخل في باب المراقبة والتجسس وهذا لا يليق به، وأيضا حفظاً لماء وجه مقدم لطلب، فتمنع المؤسسات أن تشهره من حيث إنها تطرق أبواب الجيران و تسأل عنهم للإحاطة.وحسب تصوري فإن وزارة التنمية وسائر المؤسسات الخاصة والعامة التي تقدم كل أنواع المساعدات المادية والعينية للمحتاجين يتم تبادل المعلومات فيما بينهم و بصورة تحفظ كرامة هؤلاء و حقوقهم الإنسانية .وهذا المطلب عبارة عن إنشاء مركز معلومات عن الأسر المحتاجة في وزارة التنمية الاجتماعية ويتم تزويد هذا المركز بكل أنواع المساعدات التي تقدم للمحتاجين .
مجدي النشيط
افرح وانت تنشر الدين، افرح وانت تلقي السلام، افعل كل هذا ونفسك مقتنعة لا مجبورة فلك الحسنات، واحزن ان قل من تنشر اليه، او من تسلم عليه، وانشر الدين ليثبت به الله من كان مسلما ويدخل في الاسلام من لم يكن مسلما،
ونشر الدين بات سهلا نتيجة التطور وتثقف الاجانب، بل هم يحتاجون لنبراس يضيء حياتهم، من نحن لنحرمهم من هذه النعمة، «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». وان كل مجلس يذكر فيه الله سبحانه وتعالى ويذكر رسوله (ص) تحفه الملائكة، فما بالك لو كانت كل رسالة لك كمجلس وناشر للدين، فالقرآن ليس مجرد كتاب تراث والاسلام ليس مجرد حضارة انتهت او تاريخاً، فاجعل هاتفك، بريدك، بيتك وحتى قلبك مكتبة لكل هذا، وحياتك منبثقة من هذا النور لتجعل حياتك خيراً ومماتك جنة وخير جزاء.
سارة محمد علي
يتحدّثون عن قصور في الماء وعن جنان لا نهاية لها وحب لشخص واحد لا غيره، ويزعمون أنّهم لم يذوقوا طعم النّوم، هم يتحدّثون عن الحب وعن ألف ليلة وليلة ومعاناتها حين يتحوّل فراق السّاعة لألف سنة وحين يمضي العاشق اللّيل ساهرًا وفكره تائه في بحث عن ضوء شمس الصّباح للقاء حبيبته، هم يتحدّثون وأنا أستمع ومازلت أستمع.
لم أرَ قط قصرًا في الماء ولم أرَ جنانًا لا نهاية لها، وما رأيته هو روتين يخيّم على مستقبل عصفورين أو كما عهدتهما عصفورين أيّام العشق، وبين ماضيهم وحاضرهم سد يفصل بين كان والآن أغرقت القصور؟ ربّما اليوم كنت جالسًا بغرفة الاستقبال بالمستشفى وسمعت قصّة لمسار حب كان وانتهى في المحكمة بالطّلاق...
هما يدّعيان ما ليس في قلبيهما وهما يخفيان الواقع المادي بوهم الحب بينهما مازلت في صدد البحث عن الكيفية الّتي تتقبّل بها العقلية البشرية وهم الآخر وتفاهاته ووعوده وأعجز عن تبرير ما يدور بين الطّرفين وخصوصًا أنّ الكلمة الّتي كان ينبغي أن يعترف بها كلاهما هي أشبه بما يقال عندنا في البحرين بالعامية - أريدك بالحلال أي أنا أحتاج لزوجة - مع مراعاة الذوق وبعض التّفاصيل كالخلق ونمط التّفكير دون إغفال نقطتي الجانب البصري والسّمعي (الصّورة والنّطق) أمّا الحب فهو ربّما يكون مستقبلاً.
ما أريد من الآخرين أن يفهمونه هو أنّنا عندما نتبنّى موقفًا متضامنًا مع الحب فإنّنا نكون بدلك أمام قضية عظمى وليس فقط أمام أحلام كاذبة فإن تجرأت وقلت أنا أحب فإنّك آنذاك تكون أمام اعتراف سرمدي أي أنّك لا تحب أحدًا غير ذلك الشّخص ولن تحب أحدًا غيره لكن في واقع بدا أنّ الكل يتلفّظ بهده الكلمة أي (الحب) فإنّ أقرب شيء منطقي لوصف هذا الشّعور المنتشر أو العدوى هو - النّزوة وإشباع الذات - لكن هي أقوالهم ونظرتهم مزيج حاولت جمعه في هذا الرأي.
في ظلام الليل، بينما الكل في فراشه، من يفكر في غده و من يفكر في أمسه، كنت إلى جانب الطبيعة... كنت خليل النهر المنكب... بالقرب من أحلى شلال رأته أعين البشر...
جاورته من الورد ما غار من القمر... وحسدته الشمس لجمالها، و كأنها لآلئ صاحبت والتفت حول عنق قارورة النبيذ.
وفجأة هاتفتني أعماقي وهمست لي أن أستمتع بما حولي كيوم ولدتني أمي... وأنا أتأمل وأخشع في المحيط الربيعي الرائع من حولي بفكر لا تحده حدود ولا تسيجه أشواك تجردت من بعض ملابسي وقفت بوجه الهواء... بل كان نسيماً دافئاً ممتزجاً بخضرة الأرض وصفاء الماء. وانطلق جوفي ليعانق الأحلام ويتمتع بسحر الطبيعة وجمالها، فانطلق حب الحياة المندلع من الأعماق والسالك لدروب الدم المسفوح على الطرقات والعابر للشرايين... أشعلته شعلة إغراء من قبل طبيعة سجن الأحرار.
صالح ناصر آل طوق
لرُبما خالَطَ أحدهُم فِي إحدى اللحظاتِ المعدوداتِ القلائل التي يسرحُ فيها إنسانُ اليومِ ويُقلِّبُ الظواهر الاجتماعية متحرياً عن مسبباتها وعلّة اشتعالها... تساؤلٌ يجيء في هدوء ويستفهمُ عما يشكله وجود هذا الفرد ضئيل الحجم في خُضمِ هذا الكون المُتسع الضخم.
ولعلَّ آخر تجُولُ في ذِهنهِ بضعٌ من علاماتِ الاستفهامِ، تأمَلُ أن تستكشف ما يمكن لهذا الإنسان أن يشكله من قوة تأثيرٍ على نظيره الإنسان، أو بمعنى آخر ما يُمكن أن يتركهُ في ذاكرةِ هذا أو ذاك من بني البشر، وكيف له أن يتوّج حياته ويومياته بأفضل تتويج؟
تلاشتْ نكهةُ العلكةِ التي يمضغها، ولا يزالُ هذا المِسكينُ حائراً وأسيراً لهذه التسـاؤلات التي عزَّ جوابها... تُحيطُ بهِ كالصحنِ الذي بدأ الصدأ ينالُ مِن جوانبه... ماهو السر الذي يقُودهُ ويأخذُ بيده نحو النجاحِ في أن يكون مُغيّراً ومتغيراً؟ ماهي الأشياءُ التي بمقدورها أن تلعب دور نقطة التحـوّل في دُنياه؟
هي بعضُ القُصاصات الصغيرة التي تترُكها الزوجةُ مرفوقةً ببصمةِ عِطرها عِند بُزوغِ الفجر ليتفاجأ بقراءتها الرجُل في وضح النهار... هي رائحةُ البَخورِ الذي بات واجباً على الأم أن تحرُقَ أحد أعوادِهِ الفاخرة لتجوب رائحتهُ زوايا غرفةِ ابنها المدلل... ولربما كانت البسمةُ التي تملأ شِفاه المُوظف استبشاراً في استقبال زملائه... أو غمازتين لمُسنٍ يَروي حكايا التُراث ويتغنى بسالفِ جيلهِ وقديم عصره... وقد تكون ماهي إلا وقفة إجلالٍ واحترامٍ لتلميذٍ مطأطئٍ لرأسه في قِبال معلّمِه... أو قبلة الصَباحِ على رأسِ تلكَ العجُوز المُسنة التي يَئست من دُنياها واجتاحها الشيْبُ بجيوشهِ البيضاء، ولا تزال أمنيتُها أن لا يحرِمها اللهُ عز وجل مِن تلك القُبلة الحَانية التي يطبعُها حفيدها اليافع على جبهتها... ولعلها أسرفت في خيالِها ودَعتْ ربها الكريم في أن يُضاعِفَ العَطاء قُبلتيْن!
كُل هذهِ التفاصيل الدقيقة الصغيرة التي يستحقرها جُلُّ المجتمع ويتغاضى عنها الشاب والشيخ، التفاصيلُ المهملةُ إلى حدٍ لا يُمكن نُكرانه، لو أمعنا التفكّر فيها لأيقنا أن تلك الأحداث البسيطة والمبادرات الخجولة والمتواضعـة هي جوهر أيامِنا ومِلحُ حياتِنا، الذي لا يمكن لنا تحت أي ظرفٍ كان أن نتخلى عنه أو نفرّط فيه.
بالفعـل، إنها جهازُ التحكم الذي يُمكن له - وبالضغط على أي زرٍ مِن أزراره - أن يغيّر الكثير والكثير جداً. أدق التفاصيل قد تصيرُ في حالٍ أو آخر إلى الوخزات التي تُفيق الضمائر، وقد تكـون بنظرك حقيرة، ولكنها «نعم... هي من تصنع الفارق».
حسين محمد علي حجيري
العدد 2877 - الخميس 22 يوليو 2010م الموافق 09 شعبان 1431هـ
مقالة رائعة أبو علي
الى الأمام ان شاء الله الأخ حسين حجيري .. مقالة تمس الجراح .. كم نحتاج الى تلك التفاصيل البسيطة .. لنعيش الحياة في حياتنا .. أتمنى لك كل التوفيق D=