العدد 2885 - الجمعة 30 يوليو 2010م الموافق 17 شعبان 1431هـ

«البنتاغون»: ترحيل جندي يشتبه بأنه مصدر تسريبات الوثائق

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس (الجمعة) إن الجندي الأميركي الذي يشتبه بأنه من سلم موقع «ويكيليكس» شريط فيديو بشأن هفوة ارتكبها الجيش الأميركي في العراق ووثائق سرية عن حرب أفغانستان، قد نقل من الكويت إلى سجن في الولايات المتحدة.

وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية في بيان أن الجندي برادلي مانينغ وصل إلى قاعدة كنتيكو العسكرية في فرجينيا (شرق) مساء أمس الأول (الخميس) بعد نقل ملفه من سجن أميركي في معسكر عريفجان بالكويت.

واتهم الجندي بداية يوليو/ تموز بانتهاك القانون العسكري، ويشتبه بأنه زود «ويكيليكس» بشريط فيديو بث في أبريل/ نيسان يظهر غارة شنتها مروحية أميركية أوقعت قتيلين من موظفي وكالة «رويترز» وعدداً آخر من القتلى في بغداد. كما اتهم بأنه حفظ بشكل غير قانوني 150 ألف برقية دبلوماسية نقلت خمسون منها على حساب الأمن القومي في الولايات المتحدة. وبات يشتبه بأنه أيضاً مصدر تسريب آلاف الوثائق عن حرب أفغانستان نشرت يوم الأحد الماضي على موقع «ويكيليكس».


كسب قلوب وعقول الأفغان في وادي أرغنداب ليس مهمة سهلة

سيدون كالاتشيه - رويترز

قال القائد الأميركي في وادي ارغنداب إن إلحاق الهزيمة بالمتمردين في المنطقة سيستغرق وقتاً لكن عدد القوات الأميركية والأفغانية هو كاف الآن لهزيمة حركة «طالبان».

لم تسر عملية لمد الأمن إلى قرى «صديقة» حول موقع قتالي أميركي في وادي ارغنداب كما كان مأمولاً هذا الأسبوع واستدرج الجنود الأميركيون إلى معركة مع المتمردين ودخلوا في جدال مع السكان المحليين بشأن سبب وجودهم في هذه المنطقة. وقتل جنود أميركيون بالرصاص اثنين يشتبه أنهما من «طالبان» فتحا النار عليهم وإن قال سكان محليون إنهما مزارعان. واتهموا الجنود الأميركيين بالتسرع في فتح النار بعد أن انطلقت فرقعات من ماسورة عادم جرار في إبراز لمدى صعوبة المهمة الأميركية لكسب قلوب وعقول السكان في المنطقة التي شهدت نشأة «طالبان».

وقال الكولونيل آرثر كنداريان الذي يقود اللواء الثاني من الفرقة الأميركية 101 المحمولة جواً إنه واثق من أن الجنود الأفغان الذين ينضمون الآن للقوات الأميركية سيتمكنون في نهاية المطاف من إقناع السكان بأن «طالبان» لم تعد تسيطر على لقمة العيش في أفغانستان.

وقال كنداريان «اعتقد أننا سنكون على ما يرام. في المقاطعات الثلاث التي أتولى قيادتها بدأنا نرى قوات إضافية في بعض هذه المناطق. أمن السكان يستغرق وقتاً». ويعتبر وادي نهر ارغنداب طريق تسلل هام يستخدمه مقاتلو «طالبان» لمهاجمة القوات الأميركية وتهريب الأسلحة والرجال على بعد كيلومترات معدودة إلى الشرق من مدينة قندهار.

ويجري حالياً التخطيط لشن عملية عسكرية تشارك فيها القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في إقليم قندهار لكن المتمردين في ارغنداب يختبرون عزم اللواء الذي يقوده كنداريان بزرع الألغام حول الموقع العسكري وشن هجمات كر وفر تنطلق من مناطق زراعية كثيفة.

ويطبق القادة العسكريون الأميركيون استراتيجية مضادة معقدة يعطون فيها «حماية السكان» أولوية على الجهود العسكرية لإلحاق الهزيمة بالمتمردين على أمل كسب «قلوب وعقول» السكان. لكن كثيرين من الجنود على الجبهة الأمامية وصغار الضباط يعتقدون أن هذه الاستراتيجية لن تنجح في أفغانستان أو على الأقل لن تنجح قبل يوليو/ تموز في العام 2011 وهو الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي، باراك أوباما لبدء سحب القوات الأميركية. ويقولون إنه على عكس العراقيين لم يقف الأفغان قط وراء حكومة مركزية قوية وإن ولاءهم هو لزعماء القبائل المحلية لا زعماء الأقاليم والمقاطعات أصدقاء الولايات المتحدة والرئيس الأفغاني، حامد قرضاي.

وقف ضابط برتبة لفتنانت أمام مسجد مبني من الطوب اللبن في قرية سيدون كالاتشيه وقت الفجر محاولاً إقناع زعيم القرية بالسماح للجنود بالمبيت وقال جندي أميركي معلقاً «لا توجد قرى صديقة ولا توجد قلوب ولا عقول هنا». وبعد التهديد بعملية احتلال بالقوة لتنظيم دوريات أمن وافق السكان المحليون على نقل الفصيلة إلى منزل يصعب الدفاع عنه قائلين إن «طالبان» ستقتلهم إذا رأت أنهم يقدمون أية مساعدة.

وقال القائد الأميركي إن الجنود الأفغان سيتخطون هذه الخلافات الثقافية وانعدام الثقة في واحدة من أكثر المناطق اضطراباً في المنطقة المحيطة بالموقع القتالي بل منطقة الوادي كله وإنهم بدأوا في تنظيم دوريات.


أشار إلى إمكانية تضرر علاقات أميركا بدول في المنطقة

غيتس يحذر من «عواقب وخيمة» لوثائق أفغانستان المسربة

انتقد وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، (حسبما نقل موقع الـ «سي إن إن») بشدة عملية تسريب عشرات الآلاف من الوثائق المتعلقة بعمليات الجيش الأميركي في أفغانستان، معتبراً أن ذلك سيكون له «عواقب وخيمة على حياة الجنود الأميركيين في ساحة المعركة»، كما حذر من إمكانية أن تضر المعلومات المنشورة بعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة.

وبالتزامن مع ذلك، شنت قيادة الجيش الأميركي هجوماً عنيفاً على مدير موقع «ويكيليكس» الذي سرّب الوثائق، قائلة إن يديه قد «تتلطخان بالدماء» جراء الخطر الذي يترتب عن عمله، بينما نقلت القوات الأميركية الجندي المتهم بتسريب الوثائق من قاعدتها بالكويت إلى الولايات المتحدة، وسط انتقادات لقرصان المعلوماتية الذي فضح ضلوعه بالعملية.

وفي مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع (البنتاغون)، قال غيتس إن وزارة الدفاع بدأت تحقيقاً لمعرفة كيفية تسرب الوثائق السرية إلى الموقع، مضيفاً أنه طلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي المساعدة في هذا التحقيق.

وقال غيتس إن الوثائق تهدد بفضح التكتيكات القتالية والأساليب الاستخباراتية التي تتبعها القوات الأميركية في أفغانستان، الأمر الذي قد يعرضها لمزيد من الأخطار، متعهداً بمراجعة سياسة تصنيف الوثائق لمنع وصول المعلومات السرية إلى أشخاص غير مصرح لهم بذلك.

وأقر غيتس بإمكانية وجود آلاف الوثائق الإضافية التي قد يكشفها موقع «ويكيليكس» خلال الأيام المقبلة، وأضاف أن الولايات المتحدة لديها «التزام أخلاقي» بحماية أرواح كل الذين قد يتعرضون للخطر جراء ورود أسمائهم في الملفات المسربة.

من جانبه، قال الأميرال مايكل مولان، قائد أركان الجيش الأميركي، إن جوليان أسانج، مدير موقع «ويكيليكس» يحاول إثبات موقف سياسي عبر ممارسات «تضع حياة الجنود في خطر». وقال مولان، في مؤتمر صحافي خصصه للحديث عن القضية: «يمكن للسيد أسنغ قول ما يشاء عن الفوائد التي يراها لما يقوم به، ولكن الحقيقة هي أن يديه ربما قد تلطختا بالفعل بدماء بعض جنودنا الشبان أو العائلات الأفغانية.

وكان أسنغ قد رفض الكشف عن مصدر معلوماته، قائلاً إن تعريض الأشخاص الذين يقدمون الوثائق السرية له قد يمنع الناس من الوثوق به مستقبلاً، ما يحول حصوله على المزيد من المعلومات السرية.


نقل الجندي المتهم بالتسريب إلى الولايات المتحدة

وعلمت الـ «سي إن إن» من جانب آخر أن الجندي برادلي مانينغ، الذي كان يعمل في قسم تحليل الوثائق السرية، والمتهم الأساسي بتسريب الملفات للموقع قد جرى نقله من سجنه العسكري في قاعدة أميركية بالكويت إلى الولايات المتحدة، وتحديداً في قاعدة بولاية فيرجينيا.

ومن المقرر أن يبقى مانينغ، الذي وجه الادعاء العسكري الأميركي له ثماني تهم جنائية، قيد التوقيف، ريثما يقرر القضاء العسكري كيفية السير بالدعوى ضده، علماً أن قرار اعتقاله كان قد اتخذ في يونيو/حزيران الماضي.

وجاء توقيف مانينغ، وهو متخصص بتحليل المعطيات الاستخبارية، بعدما كشف موقع إلكتروني هويته، مشيراً إلى أنه أكد لأحد قراصنة الإنترنت بأنه هو المسئول عن تسريب الشريط، إلى جانب مجموعة أخرى من الوثائق لموقع «ويكيليكس».

والقرصان المسئول عن فضح مانينغ يدعى أدريان لامو، ويعيش في كاليفورنيا، وقد تحدث إلى «سي إن إن» أمس قائلاً إنه يتعرض لتهديدات تصل إلى حد التلويح يقتله، رداً على كشفه دور مانينغ بعد دردشة إلكترونية معه. وقال لامو إن التهديدات تصله على صفحته في موقعي «فيسبوك» و «تويتر»، وقال إنه توجه إلى السلطات لكشف هوية من يقوم بالتسريبات لشعوره بأن ما يجري قد يكون له أثر سلبي على حياة الناس.

وأضاف لامو: «ظهر لي أنه من المستحيل أن يسرب شخص ما هذا العدد من الوثائق دون تهديد حياة الناس، ولذلك أبلغت السلطات المعنية، ولو أنني لم أقم بذلك لكان الأمن القومي قد تعدد ولكان يمكن اعتباري ضمن أسوأ الجبناء على الإطلاق». وقال لامو إن مانينغ حصل على المعلومات بمفرده، ولكنه حظي بدعم فني من شخص آخر داخل الجيش، ما يرجح وجود المزيد من الأشخاص الذين لديهم دور في التسريبات، مشيراً إلى أن مانينغ قال له بأن الوثائق التي سربها للموقع يفوق عددها 260 ألف وثيقة وبرقية رسمية.

يشار إلى أن لامو هو أحد «نجوم» عالم القرصنة الإلكترونية، وقد سبق له أن اقتحم مواقف صحف مثل «نيويورك تايمز»، وشركات مثل «مايكروسوفت»، كما تسلل إلى الشبكة الداخلية لشركة «ياهو» محرك البحث الشهير

العدد 2885 - الجمعة 30 يوليو 2010م الموافق 17 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً