العدد 855 - الجمعة 07 يناير 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1425هـ

رسالة عاجلة لسمو ولي العهد

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

إن الانجاز الكبير والفريد الذي تحقق من خلال حلبة البحرين لسباق السيارات "فورمولا 1" وفي فترة زمنية قياسية وعلى أسس علمية حديثة التطور والتي اجتمعت معها الإرادة والروح الحماسية في إنجاز العمل في هذه الفترة الزمنية وبتنظيم رائع فاق كل التوقعات ونال إعجاب الجميع حتى نالت المملكة الجائزة الدولية لأفضل حلبة في العالم 2004 وصارت علامة يشار لها بالبنان ولها رفع كل بحريني رأسه بكل فخر واعتزاز.

وهذا الانجاز الرائع أعطانا الأمل الكبير في النظر بعين الاعتبار في أمر البنية التحتية لرياضتنا المحلية بكل ألعابها المختلفة.

يا سمو ولي العهد، تنحبس الكلمات ويعجز اللسان عن الوصف للحال المتردية والوضع المأسوي الذي تمر به الرياضة المحلية من خلال البنية التحتية المهترئة والتي تحتاج إلى إنعاش وبث روح الحياة فيها من الأساس إلى جانب عقول إدارية متفتحة تدير المشروع بحكمة وروية وتصل به إلى بر الأمان.

وهذا الوضع يحتاج إلى قرار شجاع من لدن سموكم يضع النقاط على الحروف ويعطي الحياة الرياضية نفس الحيوية من جديد لتستطيع مواكبة التطور العصري والحفاظ على المواهب المدفونة والتي هي في أمس الحاجة إلى المنشآت الحديثة والجاهزة بكامل مرافقها القائمة على أساس علمي متميز.

يا سمو ولي العهد، نحن لن نطلب المستحيل وسموكم أعلم بالحال وما تعيشه الأندية من هموم مبانيها التي لا تصلح للمرور عبرها، فما بالك في الجلوس فيها لعدم توافر الأمور الأساسية التي تحتاجها الأندية من عقد اجتماعات حاسمة إلى ذلك الملاعب الرملية غير الصالحة بتاتا ما ينذر بخطر ابتعاد المواهب التي هي مصدر الانجازات والانتصارات وفخر واعتزاز المملكة.

يا سمو ولي العهد، نحن في المملكة نمتلك الطاقة البشرية المتميزة في جميع الألعاب التي تعتبر هي الأفضل فنيا من بين أبناء دول المنطقة بشهادة جميع المدربين والمتابعين والإعلاميين في هذه الدول وحتى المسئولين لدرجة أن المدربين يحملون في داخله الأماني والآمال بالعمل في أحد الأندية المحلية ولكن عدم وجود المنشآت الصالحة تجعل هؤلاء يعدلون قرار القدوم إلى هنا، وأما الموجودون من اخواننا العرب أو الأجانب والمدربين الوطنيين فهم يعانون كثيرا ويبذلون الجهد المضاعف الذي يصل بالإنسان إلى اليأس من تغير هذه الظروف إلى الأفضل، فترجع الأمور عكسية فيكون الابتعاد وسيلة حفظ ماء الوجه لجميع المدربين من دون استثناء.

ان تشخيص هذه الحال لا يحتاج إلى عقول عبقرية يكون تفكيرها فوق الخيال، وإنما الوضع الحالي الموجود واضح للعيان ونحن نعلم جيدا يا سمو ولي العهد أن هذا الأمر لا يرضيكم بتاتا ولا يلبي طموحاتكم في بناء الدولة الحديثة المتكاملة.

يا سمو ولي العهد، لقد أثبت الرياضي البحريني بما لا يدع مجالا للشك أنه مخلص ووفي لمملكته وترابها، فتراه في خضم هذه الظروف الصعبة يصول ويجول من أجل رفعة الوطن وإعلاء العلم البحريني في المحافل المختلفة خارجيا ويكون محل فخر واعتزاز الجميع عبر الاخلاص والتفاني للوطن بمواهبهم التي وهبها الله لهم، ولن ننسى ذلك اليوم الذي أتيت فيه لاستاد مدينة عيسى من دون موعد مسبق لتشارك الأبناء فرحة التأهل إلى التصفيات النهائية لكأس العالم 2002 بعد الفوز الثمين على الكويت، وما أحلى وأغلى الانتصار إذا تحقق في وسط هذه الظروف الصعبة. وليس كرة القدم هي الوحيدة التي أثارت الشوق إلى تغيير المعادلة للبنية التحتية وإنما الألعاب الأخرى تستغيث بكم يا سمو ولي العهد لإنقاذها من الهاوية لعدم وجود المنشآت والملاعب الصالحة، فهذه اليد العائدة بذهبية الخليج ليس لديها ملعب تنفذ به برنامجها الزمني من دون عوائق والطائرة أيضا الفائزة بفضية الخليج والسلة كذلك فجميعهم ذهبوا إلى الدوحة بنفسيات غير متوازنة وبظروف متشابهة كان القاسم المشترك بينها عدم وجود الملاعب الصالحة للتدريب عليها.

وأما ألعاب القوى فحدث ولا حرج، بعد تحقيق الانجازات ليس لديهم مضمار خاص ينفذ من خلاله برنامجهم الزمني على طول السنة، ورياضة بناء الأجسام التي رفعت اسم المملكة مرتين متتاليتين بتحقيق البطولة الآسيوية كان آخرها في أرض المحبة والسلام وصفق الجميع لأبطالنا المخلصين في ظل عدم وجود منشآت خاصة لهذه اللعبة لكنهم قالو كلمتهم آسيويا، وهناك البولينغ والسنوكر والغولف التي مازالت تسطر أحرف الانجازات الرائعة، وإذ نعيش هذه الطفرة النوعية من الانجازات المتواصلة في المنتخبات الوطنية أو في الأندية التي هي الأخرى لها اليد الطولى في التمثيل المشرف والفوز بالبطولات الخليجية وسطرت أحرفها من الذهب.

يا سمو ولي العهد، هذه الانجازات تحتاج إلى الحافز الكبير لمواصلة الدرب من دون كلل ولا ملل ولا إحباط أو يأس، وهذا لا يأتي إلا وفق التخطيط العلمي المدروس في إيجاد بنية تحتية قوية للأندية المحلية بالإسلوب المتطور الحديث من ملاعب صالحة وقادرة على احتضان المواهب وحفظها من الاندثار وإخراجها إلى الواقع العملي المثمر والاستفادة من طاقاتها المدفونة، وبما أنك الراعي لهذا الشباب المخلص لوطنه نرفع إلى سموكم هذا المطلب المهم بإيجاد حل سريع لواقع البنية التحتية في الأندية والاتحادات الرياضية حتى نرى البحرين زاهرة ومزهرة في جميع المجالات، تحتضن شبابها في إبداعاته وفنياته ونحن بانتظار قراركم الشجاع بتخصيص موازنة خاصة تلبي الاحتياجات الأساسية بالإسلوب المتطور والحديث لبناء البنية التحتية وفق برنامج زمني مخطط ومدروس من منشآت متكاملة وملاعب وصالات جاهزة بمرافقها، ونحن على ثقة كبيرة بسموكم بالتحرك السريع كما عودتمونا دائما

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 855 - الجمعة 07 يناير 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً