العدد 877 - السبت 29 يناير 2005م الموافق 18 ذي الحجة 1425هـ

الشكر: سفارات جديدة بحرينية في آسيا

قال سفير البحرين في الصين وجنوب شرق آسيا كريم الشكر، إن هناك توجها جديا لفتح سفارات في أكثر من دولة في جنوب آسيا بما فيها اليابان. وكشف الشكر في حوار مع "الوسط" أن الخارجية بدأت ترتيباتها - عبر لجنة محلية ودولية مختصة - لاستقبال منتدى المستقبل للديمقراطية والإصلاح المقرر عقده في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في المنامة.


كريم الشكر في حوار مع "الوسط":

علاقتنا مع الصين تعود الى 15 عاما بينما عربيا عمرها خمسون

الرفاع - ريم خليفة

تمثل سفارة البحرين لدى جمهورية الصين الشعبية حلقة الوصل الوحيدة التي تباشر البحرين اليوم من خلالها متابعة مصالحها المختلفة في شرق وجنوب شرق آسيا خصوصا في ظل غياب سفارات لها في طوكيو وبانكوك ومانيلا وغيرها، التي بدت معروفة سياحيا بل ومنافسا قويا للاقتصاد الغربي بما فيه الاميركي والياباني.

"الوسط" التقت سفير البحرين في الصين ودول جنوب شرق آسيا كريم الشكر في حوار طويل شمل جوانب كثيرة، منها مدى اهمية تطور العلاقات البحرينية الصينية والدور الذي تلعبه البحرين على مستوى السياسة الخارجية اقليميا وعربيا. وهذا نص الحوار:

كثر الحديث عن فتح سفارات للبحرين في طوكيو وبانكوك... لماذا توجد حتى الآن سفارة واحدة في جنوب شرق آسيا متمثلة في الصين؟

- في البداية... اشكر "الوسط" على اهتمامها وإفرادها لموضوع العلاقات البحرينية - الآسيوية واهميتها المستقبلية للبحرين.

لقد كانت السياسات المرسومة آنذاك بالنسبة إلى حكومة المنامة تتركز على فتح علاقات جديدة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة والمسئول عن السلم والأمن الدوليين... وهو سبب رئيسي وراء اختيار الصين، فالأولوية للدول الدائمة العضوية التي تحظى جميعها بسفارات للبحرين. ولا يمكن القول ان هناك اغفالا لفتح سفارات اخرى لكنها تأخرت لاسباب مختلفة منها موارد لوجستية او بشرية... فسياسة الخارجية البحرينية تسعى الى فتح سفارات ذات كفاءات عالية بحيث تمثل البحرين بوجهها الحضاري الذي يعكس الثقافة والحضارة والتطور البحريني عبر التاريخ.

فكان هناك الحرص من باب التوسع النوعي وليس الكمي بهدف ان يكون التمثيل له مردود ومنفعة على اقتصاديات البحرين وعلى وجودها السياسي والاجتماعي.

ولا ننسى انه بحكم ان البحرين تترأس المجموعة العربية احيانا وهي العضو في الجامعة العربية فلابد من اتصالاتها بالدول دائمة العضوية وحاليا تترأس مجلس التعاون الخليجي الذي يترتب عليها ايضا التواصل عربيا ودوليا.

سفارة في طوكيو

هل معنى ذلك ان هناك توجها إلى فتح أكثر من سفارة في هذه المنطقة؟

- نعم، وبحسب علمي هناك توجه جدي إلى فتح سفارات في اكثر من دولة في جنوب شرق آسيا وايضا بحسب ما اعتقد في العاصمة اليابانية "طوكيو"... لكن الخارجية البحرينية تنتظر الوقت المناسب والكوادر المناسبة التي ستمثل البحرين في هذه الدول.

لكن مصادر يابانية مطلعة كانت علقت لـ "الوسط" في وقت سابق بأن التأخير في فتح سفارة في طوكيو يرجع الى العائق المادي من الجانب البحريني اذ كان من المتوقع ان تفتح السفارة منذ ثلاث سنوات... ما ردكم على ذلك؟

- قمت شخصيا مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة خلال زيارتنا الرسمية لليابان في العام 2001 بعمل بحث متكامل اذ كان من المفترض ان تفتح سفارة للبحرين في العام نفسه ورصدت موازنة لذلك من قبل وزارة المالية البحرينية آنذاك لكن هناك عوائق بشرية... فالكوادر البشرية مهمة وخصوصا في حال تأسيس سفارة جديدة... النواحي المادية قد يكون لها تأثير لكن الجانب السياسي الدبلوماسي هو المهم من ناحية التمثيل.

ومع ذلك فهناك تفكير جدي بل وقناعة بفتح سفارات في جنوب شرق آسيا لكنني لا اريد ان احدد اسماء هذه الدول.

العمالة والاستثمار

العمالة الاندونيسية في تزايد مستمر داخل البحرين. هل هناك نية لفتح سفارة لها في المنامة خصوصا في ظل تفاقم مشكلات هذه العمالة عموما في السنوات الاخيرة؟

- النية موجودة... لكن لا استطيع ان اؤكد ذلك وبصراحة فمشكلات العمالة ايا كانت جنسياتها موجودة في كل مكان سواء مع وجود السفارات او عدمها.

فالسفارة دورها اكبر من ذلك فالجانب الاقتصادي هو الاهم لما يعود من مردود ايجابي بين البلدين وتطوير هذه العلاقة بصورة مستمرة ينصب داخل اطار الشراكة الاستراتيجية من شتى النواحي... والبحرين تتمتع بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم وقد تكون الجوانب الاقتصادية والتجارية على رأس تطوير العلاقات مع أي بلد بحسب الاهمية.

تكتظ الاسواق البحرينية بالكثير من البضائع الصينية وايضا من مختلف دول جنوب شرق آسيا... هل هناك توجه لفتح قنوات اخرى جديدة بشأن التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البحرين وهذه الدول؟

- في الحقيقة الجديد هو القديم، بمعنى أن الحكومة عملت بدورها وقامت بالتفاوض مع هذه الدول مثل الصين، ماليزيا، تايلند، سنغافورة، اندونيسيا والفلبين فعقدت اتفاقات للتعاون الاقتصادي والتجاري مع هذه الدول.

كما عقدت اتفاقات لتجنب الازدواج الضريبي وتشجيع وحماية الاستثمار وايضا فيما يتعلق بالنواحي الثقافية.

لكن حاليا علينا العمل على كيفية تفعيل هذه الاتفاقات، فالنواحي القانونية موجودة، فالحكومة أخذت المبادرة، لكن الآن على القطاع الخاص ان يفكر كيف يستثمر هذه الاتفاقات الموجودة لتفعيل الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل وخصوصا في اطار اتفاق التجارة الحرة بين المنامة وواشنطن.

اعتقد ان الارضية ممهدة من قبل الحكومة وخصوصا في حال خلق العمالة في البحرين واستجلاب التكنولوجيا والاستثمارات من هذه الدول في صالح الجانبين "استثمارات مشتركة - عالية الجودة" تغزو الاسواق الاميركية والاوروبية وغيرها.

ففي ظل العولمة هناك تنافس شديد على جودة المنتجات على اختلافها... فالبقاء للاصلح وللاسعار المناسبة واكبر دليل ما حققته الصين في الوقت الحالي لتصبح اكبر منافس لجودة منتجاتها ورخصها نسبيا للاسواق الاوروبية مثلا!

اذا استطعنا ان نستثمر هذه الاتفاقات مع قانون الاستثمار في البحرين بالامكان ان يعود ذلك بالخير الوفير على الاقتصاد المحلي وتوفير العمالة العالية الكفاءة والمدربة.

تسونامي

ماذا عن كارثة تسونامي... هل فعلا تم التأكد من خلو القوائم التايلندية تحديدا من البحرينيين كون ان سفارتكم في بكين كانت تتابع ذلك مع السفارة الكويتية في بانكوك؟

- نشكر جهود الجميع بما فيها الصحافة البحرينية على اهتمامها بمصير البحرينيين وايضا مصير المقيمين في البحرين الذين كانوا موجودين عندما حلت الكارثة آنذاك.

بالنسبة إلى دور سفارتنا فقد لعبت دورا تنسيقيا مع الجهات المعنية للدول التي تضررت من الكارثة وبالاخص مع وزارتي الخارجية التايلندية والماليزية.

والسبب في ذلك ان اسماء البحرينيين كانت متوافرة في هاتين البلدين.

اتفاق واشنطن

كيف هي العلاقات البحرينية السعوية حاليا والأزمة التي عصفت بالجانبين بعد توقيع المنامة اتفاق التجارة الحرة مع واشنطن في سبتمبر/ ايلول الماضي؟

- لابد من التنويه إلى ان العلاقات البحرينية السعودية هي علاقات تاريخية لا يمكن بحال من الاحوال لاتفاق مثل التجارة الحرة ان يؤثر على المستقبل ويهيمن على هذه العلاقة... فهي ثوابت تاريخية لا يمكن تغييرها وان كان هناك شرخ بسيط فلابد من معالجته.

فحكومة المنامة بالقيادة السياسية قد درست هذا الموضوع بجدية واتصلت بالقيادة السعودية وتبادلوا الآراء في كيفية الخروج من هذا الخلاف الذي هو ان شاء الله قصير الأمد.

لكن أؤكد أن هناك دراسة جديدة لكيفية علاج هذا الأمر فكلا البلدين جادان للعمل على الخروج بصيغة متفقة ترضي الطرفين.

طبعا هناك مردود اقتصادي ايجابي سيأتي على البحرين من جراء اتفاقها مع واشنطن لكن ارتباطها بالخليج هو مصير مشترك ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك.

لكن بين الفينة والأخرى نجد ان الصحافة السعودية تطلق تصريحات على لسان بعض المسئولين بأن هناك توجها بتطبيق الحواجز الجمركية من الجانب السعودي بالنسبة إلى البضائع الاميركية التي تدخل البحرين ومنها لتنتقل إلى باقي دول المجلس؟... ما ردكم على ذلك؟

- الصحافة تقول ما تشاء... بالعكس فكلا القيادتين تدرسان هذا الجانب بجدية كما ذكرت مسبقا من خلال معالجته بشكل سليم والخروج بقرار موحد وموقف موحد ينعكس على مصلحة جميع دول المجلس التي هي الاساس وبنتيجة لا تشكل ضررا على باقي دول المجلس الأخرى ولابد من التأكيد ان البحرين من وقع هذا الاتفاق لكن لن تكون الوحيدة. البحرين بمحدودية مواردها الاقتصادية... واعتقد ان الجميع يتفهم مواقف البحرين وشخصيا متفائل بأن هذه الازمة ستزول بسرعة في ظل جدية الطرفين للتوصل إلى حل.

هناك قنوات لابد ان يمر بها هذا الاتفاق قبل تطبيقه... ما هي؟

- كما ذكرت مسبقا البحرين ليست منفردة بل تقدمت بهذا الاتفاق، فهناك دول في المجلس تنوي توقيع مثله مع واشنطن لكن عودة إلى سؤالك فإن تطبيق الاتفاق لابد ان يمر على عدة قنوات قانونية وسياسية فهو سيذهب إلى مجلس الشورى والنواب وايضا إلى الكونغرس الاميركي للتصديق عليه ومن ثم يؤمر بتنفيذه ايضا لابد من الاشارة إلى ان البحرين متقدمة في قوانينها الوضعية منذ الخمسينات ومتقدمة في المشروع الاصلاحي الذي يرعاه صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى وبالتالي فإن التفاوض أصبح اسهل بالاضافة إلى عضوية البحرين في منظمة التجارة الدولية وقوانيننا تسمح بالحرية التجارية فاقتصادنا حر ومشرع بشكل سليم.

مفاوضات الأوروبيين

لماذا استغرقت المفاوضات مع واشنطن زمنا أقصر من التي مع الاتحاد الأوروبي التي مضي عليها حوالي خمسة عشر عاما مع دول المجلس؟

- من الصعب الاجابة على ذلك لكن اذا ما توحدت الارادات والمنافع لكلا الطرفين... واعتقد بأن الأوروبيين تأخروا كثيرا فكلما تتوصل دول المجلس إلى نقطة نجدهم يثيرون نقطة أخرى واخرى.

لقد توصلت دول المجلس بشأن الاتحاد الجمركي وهذا احد مطالب الاوروبيين لكن ان يأتوا الآن ويخلقوا مطالب جديدة فإن ذلك سيقلل من صدقية الدول الأوروبية.

نحن الآن بدأنا مع الصين باتفاق التجارة الحرة ولدينا اتفاق اطاري وقع في يوليو/ تموز الماضي في بكين وبحضور جميع دول المجلس. فاليوم التكنولوجيا ليست حكرا وحصرا على أوروبا فهي موجودة في اميركا وفي الصين... ان كان للأوروبيين مصلحة مستقبلية للامدادات النفطية فمن مصلحة أوروبا الآن قبل الغد ان تسعى بجدية لتنفيذ وتوقيع الاتفاق في ابريل/ نيسان المقبل في المنامة لأن المفاوضات بشأن هذا الاتفاق طالت جدا وان دول مجلس التعاون كانت جادة في مفاوضاتها في اكثر من اجتماع وشخصيا شاركت في بعض الاجتماعات برئاسة وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.

واتذكر تماما ان المواقف الخليجية اتسمت بالمرونة جدا بينما مواقف الاوروبيين اتسمت بالتشدد واذا لم يبادروا بعقد الاتفاق الجماعي سيكون لدى دول مجلس التعاون خيارات أخرى!

بمعنى ان دول مجلس التعاون ستتجاهل مفاوضات الاتحاد الأوروبي؟

- لا احد يستطيع تجاهل الاتحاد لكن التطويل والتأخير في عدم عقد اتفاق هو ما يدفع بدول المجلس إلى ان تعقد خيارات اخرى فلابد أن يكون قبل توقيع أي اتفاق من تقديم لبعض التنازلات في بعض الامور.

أهمية الصين

ذكرتم أن دول مجلس التعاون قد وقعت اتفاقا اطاريا جماعيا مع الصين... ما أهمية هذا الاتفاق بالنسبة إلى البحرين ودول المجلس؟

- اهميته طبعا كبيرة، فالصين إحدى الدول التي ليست لديها نظرة استعمارية او استغلالية ولا توجد مشكلات تاريخية معها فالمنافع بالتأكيد كبيرة.

العلاقات البحرينية الصينية تحديدا تعود إلى خمس عشرة سنة لكن مع مجمل الدول العربية فانها تعود إلى خمسين سنة.

وللعلم فإنه تم الاحتفال بمرور خمسة عشر عاما على العلاقات بين البلدين في كل من المنامة وبكين وذلك في ابريل الماضي.

منتدى المستقبل

في الآونة الاخيرة احتضنت المنامة عدة فعاليات ومنتديات دولية تهتم بالشأن الأمني والسياسي إلى جانب اطلاق التصريحات الرسمية باحتضان العاصمة البحرينية أكثر من منتدى دولي أهمها منتدى المستقبل في نوفمبر المقبل عن الاصلاح والديمقراطية... ما الاستعدادات التي تنوي البحرين القيام بها؟

- لا استطيع ان اكون لسان حال وزارة الخارجية فأنا سفير البحرين في الصين فقط! ولكن معلوماتي المتوافرة في هذا الجانب قد أعدت ترتيباتها مع لجنة مختصة بأعلى مستوى من الوزارة... فهناك تعليمات واضحة وحتى على مستوى البلاد ككل وحتى بالنسبة إلى المستوى الدولي فلن تستطيع تحمل جميع الاعباء التنظيمية الى آخره من الجانب البحريني بل سيكون هناك تعاون مشترك على غرار اجتماع "الحوار الأمني الخليجي".

فالبحرين لديها الاستعداد وليس بغريب عليها احتضان الفعاليات المهمة وهي ليست سياسة جديدة بل قديمة اذ احتضنت البحرين الكثير من المؤتمرات المهمة

العدد 877 - السبت 29 يناير 2005م الموافق 18 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً