غدا. .. الشبيبة تحتفي بتأبين الفقيدة الغالية "نبأ"...

غدا.. سيزحف المئات من الشباب إلى قاعة جمعية المهندسين ليعبروا عن ما في داخلهم ويقولوها علنا وبصوت واحد "وداعا نبأ"

غدا... ومهما شحذنا ذهننا بحثا عن جملة نعبر بها عما يجيش في القلوب ومهما افتعل في النفوس فإننا لن نجد جملة أقرب إلى القلب من جملة وداعا.

وداعا... فكلنا لم نكن نملك جملة نقولها في ذلك غدا غير جملة وداعا.

وداعا... جملة عالقة في الأذهان وشعور مغروس في الوجدان.

ومهما بحثنا في قاموس المعاني فلن نجد جملة آخرها إلا وداعا.

وداعا... نبأ فأنت جزء من ذاتنا... تعيشين مع نبضات قلوبنا...

فمثلما لبت العشرات بل المئات دعوة الحضور يوم السبت ليلة الأحد الماضي في مأتم رأس الرمان الكبير تشارك وتشاطر وتواسي أهلها وأحبتها تلك الليلة التي تجسدت فيها معاني الحب والوفاء، أيضا ستكرر وستجسد حضورها غدا بكل الولاء.

فمثلما وقف والدها "محمد" شامخا قوي الإرادة رغم مرارة وحسرة الفراق إلا إنه تغلب على تلك المشاعر بابتسامة الخفية التي جعلت الحضور يدرفون دمعا وتعابير وجهه جعلتهم منهمكي الجسد ولكن دعواتهم أعطته الحماس فتحمل وتحايل على نفسه وبادلهم الشعور والإحساس نفسه، فوالله إني لم استطع أن اتمالك وأردفت من عيني دمعة حاولت أن أخفيها لأن اسلوبك في التعبير شذني إليك لأنك خاطبت الحضور بضمير يملأه الإيمان والرضا بأمر الله سبحانه وتعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".

ووالدك هو الآخر تحدث بصوت خافت العبرات لكنه قوي بايمانه راض بأمر الله وقد شكر الحضور على تفضلهم ومشاركتهم في يوم التأبين وفي ختام كلمته قال: "أشكركم على تلبية دعوتنا بالحضور وتشريفكم لنا ومشاركتكم معنا في تأبين فقيدتنا الغالية وهذا دليل على حبكم واحترامكم واني لعاجز عن التعبير لوقفتكم المشرفة هذه واكرر شكري على تفضلكم وأسأل الله أن يدوم عليكم موفور الصحة والعافية مكللة بالأفراح والمسرات وأن يحفظكم من كل مكروه". كلمات معبرة أثلجت صدور الحاضرين فما أروع الكلمات وأعظمها عندما تخرج من إنسان كله تواضع واحترام يملك قلبا كله عطف وحنان...

أموت ولا تختفي زأرتي

تظل تضخ دمائي صدى

وتدفق في الترب إهزوجتي

ومن داخل القبر نوري بدى...

علي حسن الوادي

تأمين السيارات... وليست آخرها "نبأ"

تحتوي العملية التأمينية الكثير من المبادئ والأسس والنظم والقوانين التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالقانون لانه ينظم هذه العمليات ويقودها في العملية التالية وهي التعويض للخسائر والحوادث والجناية... والملاحظ انه خلال هذه الفترة الطويلة من السنوات وهي ما يقارب نصف قرن لم يعلم المؤمن له ان قيادة السيارة والحوادث المسببة للوفاة تعتبر جناية مصيرية وهي القتل غير المتعمد وتتخللها الكثير من النصوص والمواد واولها تحمل مسئولية جريمة قتل بالاضافة للتعويضات والغرامات والتحقيق في هذا الموضوع.

ولا يخفى علينا ان الله سبحانه وتعالى قال في كتابة الكريم ان قتل النفس حرام... لنفسه أو للغير وللاسف لم يستمد المتحدثون في مجال التأمين الإسلامي والتكافلي هذه النقاط التي تعتبر أساسا من أسس ديننا الحنيف ولماذا اغفل عنها فهل هو بشكل متعمد أو لم يدرسوها بالشكل الصحيح واذا لم يكونوا على علم بها فالخير في العمل التأميني الإسلامي والتكافلي هو البحث الدؤوب والمتواصل وفتح مراكز ابحاث للتوصل لما هو مفيد للمؤمن له "الفرد" والمجتمع والاقتصاد الذي دائما ينطلق منها رجالات ا لتأمين وخبراء التأمين في الإسلامي والتكافلي أليس هذا حق من حقوق المؤمن له؟ فما هو السبب في هذا الإهمال الواضح؟!

ولا يمكننا ان نعتب على العملاء بل المسئولية تقع على شركات التأمين في كيفية التحمل بالأسلوب الصحيح في استخدام كل ما يمتلكه أو يكون مسئولا عنه المؤمن له مسئولية كاملة؟! فالمسئولية في الأول والأخير تعود على عدم التمعن والنظر والحيطة ومحاولة تفادي كل هذه الخسائر والتي ذهبت ضحيتها من قريب فتاة في ربيع عمرها "نبأ الخزاعي رحمها الله".

أمل داوود

شاهد عصر على عتبة شاهد قبر

بين الميلاد وعيد الميلاد كانت وردة حمراء...

بين الميلاد والميعاد كانت زهرة الطفولة الندية...

بين سحر الجمال وغدر السرعة كانت الفاجعة...

* * *

اعوام كثيرة... فصول عديدة... شهور طويلة

كصفوف المصطفين، أتوا لا ليقولوا وداعا

بل رشفة عين ودمعة طير...

كعروس البحر كعروس الدرب

زفت يوم رحلت...

* * *

طير آخر من طيور السماء يرحل

قريبا من القلب بعيدا عن العين...

في أرض الله الواسعة المليئة

بالاشواق والاشواك...

كل الايادي تودعك طيبا ودمعا

وتقول لك:

سكنت القلب قبل العين...

خليـــل زينـــل