العدد 900 - الإثنين 21 فبراير 2005م الموافق 12 محرم 1426هـ

نهاية الخيوط تقودنا لمحرك الدمى...!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

عجيب أن تبدو العقلية الأميركية في كل الإدارات المتعاقبة عاجزة عن فهم إشكالية الربط بين ما تطالب به، وبين ما يترتب عليها أن تمارسه بالذات قبل الآخرين من تطبيق المثل والأخلاق والحفاظ على الحرية.

غريب أن لا تفقه العقلية الأميركية حتى اليوم أن لبنان كيان دولة قائمة في الواقع. فهي تدعو سورية لعدم التدخل في شئون لبنان، لكن من حقها هي أن تستمر في التدخل في كل العالم!، دون أية روابط من القرابة المعترف بها دوليا، لا في اللغة ولا في التاريخ، ولا في حسن الجوار حتى، فربما يتصور قادة أميركا أنهم الأقرب إلى كل شعوب العالم بحكم أن صواريخهم وقذائفهم هي الأسرع في الوصول إلى الجميع.

إلى ذلك، وفي الوقت الذي أجمعت فيه معظم المواقف الدولية على إبداء قلقها على مستقبل لبنان بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وإمكان زعزعة الاستقرار فيه مستقبلا، بدا واضحا أن واشنطن وباريس تذهبان بعيدا في استغلال الحادث، وإضافة عامل جديد لتعقيد الوضع المحلي المتأزم أصلا للضغط على لبنان وسورية وصولا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 على حساب وحدة اللبنانيين والسلم الأهلي.

الغريب أكثر أنه وبانتظار اجتماع الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك على مأدبة عشاء في بروكسل سيكون طبقها الرئيسي "لبنان"، يصعب على قوى المعارضة تحديد جدول دقيق لأعمال المرحلة المقبلة. فالمعارضة تتحرك على نقيضين، فالبعض يدعو لتصعيد الموقف ضد الحكومة فيما الآخر يدعو للتعقل واللجوء للحوار باعتباره الحل الأمثل للأزمة.

إذ كانت المعارضة تؤمن بقضية "تحرير لبنان"، فلماذا لم تتحرك سابقا قبل أن توجه لها الدعوة من الخارج؟، أما أنها لا تعي ما تفعله بمستقبل لبنان، ولكنها سلمت خيوط دماها لتسير وفقا لخطة مرسومة يقودها "محركو الدمى في المنطقة" والتي ستتضح معالمها بالنتائج المرجوة من الجولة الأوروبية الحالية الميمونة للرئيس الأميركي جورج بوش

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 900 - الإثنين 21 فبراير 2005م الموافق 12 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً