العدد 918 - الجمعة 11 مارس 2005م الموافق 30 محرم 1426هـ

نواقص تعطل مشروع مدارس المستقبل

يبثها مدرسون متدربون...

من بديهيات الأمور أن يوجه النقد، فجميعنا نتصف بالنقص إذ إن لا شيء يرقى فوق النقد إلا ما كان كاملا في ذاته أو منح صفة الكمال، ولذلك أرجو أن يكون نقدي هذا نقدا الهدف منه البحث عن الأفضل وليس الهدف منه نكء أو تجريح. الحقيقة أن مشروع الملك في خلق منظومة الكترونية تربط المدارس بهدف خلق جيل لا نمطي جيل يكون وليد التخاطب الالكتروني من أجل معايشة أفضل لمتطلبات العصر مشروع نغبط عليه بحق، ومن أجل استكمال الخطوات الأولى جاءت التوجيهات السامية بضرورة إشراك جميع المدرسين في هذه العملية ذلك عبر تدريبهم في دورات الهدف منها إعدادهم ليكونوا لبنة أساسية للمشروع الكبير وسبق انخراطهم في هذه الدورات والتي تنتشر في عدد كبير من المدارس "المراكز" إجراء اختبارات قياس للقدرات الكمبيوترية وعلى إثر ذلك تم توزيعهم وفق مستويات.

وفعلا انخرطنا وهذه الدورة في أحد المراكز بمدينة حمد وفق المستوى الذي حدده اختبار القياس ولكن كانت ترى لنا السلبية تلو السلبية! ففي بداية الدورة كان التخبط واضحا في عدم القدرة والتشتت في تسكين المدرسين في الصفوف، إذ أوشكت الدورة على تجاوز الأسابيع ولايزال مدرسون يضافون إلى الصفوف وكأن الأمر غير محسوب وغير ممنهج أو ممنطق.

انقضى الدور النظري في الدورة وعاود المدرسون الدوام للدورة بعد أن انقطعت إثر إجازة الربيع وكان من المؤمل أن يكون الدور العملي أكثر واقعية وبوقع أكثر التزاما إلا اننا كمجموعة هالنا الأمر في عدم وجود مختبر الكتروني يحتضننا فكانت هرولتنا من مختبر إلى آخر نقاد إليه، واستمر الأمر قرابة النصف ساعة ليقرر في النهاية العودة إلى مختبرنا الأول والذي لا يتوافق أبدا من حيث الإمكانات والقدرات ومتطلبات الدورة وبشهادة من معلم الدورة نفسه، ارتضينا ذلك ولكن فوجئ عدد من المدرسين بأن عدد أجهزة الكمبيوتر لا يتوافق البتة وعددهم ولذلك بقي البعض منهم من غير جهاز كمبيوتر يطبق عليه!

وكان الأنكى من ذلك كله أن عرض منسق الدورة في هذا المركز على قسم من المدرسين استبدال هذه الدورة بدورة ثانية بواقع أيام مختلفة، وكل ذلك مقبول في سبيل تخفيف الضغط الحاصل على الدورة المكتظة العدد، ولكن غير المقبول أن يتم الحل على حساب المدرسين إذ صرح هذا المنسق بأن الدورة الأخرى مستواها أعلى من مستوى الدورة التي نحن فيها! السؤال إذا: لماذا تم إجراء اختبارات قياس لتقسيم المدرسين وفق مستويات؟ والآن تعرض علينا مستويات خلاف المستوى الذي حصلنا عليه نتيجة الاختبار التقويمي الذي خضناه؟!

عاودنا الدورة وفق توقيت أبسط ما يقال عنه إنه غير ملائم، إذ تبدأ الدورة في الساعة السادسة مساء، الأمر الذي يتعارض وإقامة شعيرة صلاة المغرب فتم الاقتراح على تأجيل بدء الدورة حتى السادسة وعشر دقائق حتى يتسنى للجميع الصلاة، إلا أن ما حدث فعلا أن الدورة عمليا باتت تبدأ بعد السادسة والنصف، الشيء الذي يفقد الجميع قرابة النصف ساعة من زمن الحصة الدراسية وهذا الوقت نحن جميعا عنه مسئولون سواء متدربين أو مدربين!

من السلبيات التي لا تسرنا ونحن بصددها أن ثمة تقاعسا من قبل الجهات المسئولة في توفير المادة العلمية الورقية الواجب حصول كل مدرس عليها الأمر الذي يوقعنا في شيء من التشتت وخصوصا مع تراكم الكم والكيف المعطى لنا. وهذا الكم والكيف المعطى لابد أن يكون ممنهجا بحيث نكون على علم بما سندرسه في اليوم التالي أو في الأسبوع المقبل، هذا الأمر يجعل من الجميع يشعر بنوع من الانضباطية.

وأخيرا وليس آخرا ان ظهور السلبيات مع عدم معالجتها يعد إساءة لمشروع جلالة الملك فليس من المعقول أن يشعر المدرس المتدرب بالتشتت وهو في خضم إعداده إعدادا دقيقا لمشروع دقيق، ولذلك بمزيد من التقدير من الواجب على وزارة التربية والتعليم زيادة مراقبة مراكز التدريب ومنسقي هذه المراكز ولاسيما المدربين أيضا وحتى يشعر المتدرب بأنه في جو مسئول يحتم عليه عدم التساهل في العملية التي هو جزء منها. أرجو أن يعد هذا النقد توجيها للجميع نحو الأفضل ولا يعد مساسا يتطلب الأخذ والرد وضياع الهدف المرجو.

"الاسم والعنوان لدى المحرر

العدد 918 - الجمعة 11 مارس 2005م الموافق 30 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً