كتبت الصحف بخجل عن حادث اغتصاب الخادمة الإندونيسية في البحرين، نعم في البحرين التي كانت مقرا للعلماء وأضحت تستقطب المفسدين في الأرض حتى باتت مرتعا ووكرا لهؤلاء بل تكاثروا فيها وانتفعوا بخيراتها. القوانين والأحكام لا تعرف كيف تصاغ، فمن سرق بيضة، يحاكم بسنة ومن يسرق الملايين لا يحاكم. من يغتصب الأراضي يكرم ويشاد بمجهوداته ومن يغتصب النساء فحكمه بالكثير عام أو عامين.

في كل صحيفة، في كل يوم، في كل أسبوع، ضحايا وقصص مثيرة وغريبة وعجيبة تشمئز منها النفس البشرية، بلدي يا بلد الأمان، ما الذي جرى لك؟ أين الخلل؟ أين النقص؟ أين حقوق العباد؟

عجيبة يا بحرين اليوم؟ فقوانينك السهلة المتراخية - وخصوصا مع الهوامير وأبناء الهوامير - لا تواكب الحدث؟ ألست بلدا إسلاميا؟ أليس دستورك هو كتاب الله؟ لم لا تطبقين حكم الله؟ هل هي دعوة للشباب المجوع من قبل الإعلام للجنس لممارسته بأية طريقة كانت؟ هل هي دعوة لانحراف المجتمع؟ هل يوجد لديكم تفسير آخر؟

كلمات للسيدعبدالله الغريفي قبل سنوات عندما كان الملك في زيارة للعلماء، كانت لغة الخطاب لجلالة الملك حاليا واضحة ولا تعرف الخداع ولا النفاق، تساءلت لفترات طويلة، لم استخدم السيد كلمة الهم ولم يستخدم كلمة النقطة أو المحور في سرد النقاط؟ لم كان يقول الهم الأخلاقي؟ الهم السياسي؟ الهم الاجتماعي؟ كأني يا سيد قد فهمت وأدركت ماذا تعني الآن.

لو قرأتم في الصحف وسمعتم ورأيتم في التلفاز بأن الخادمة المغتصبة وغيرها قد اعتذروا لمن اغتصب حقوقهن فلا تستعجبوا، فأنتم في بلد يدعى البحرين!

من يظن أن الخادمة المسكينة سترجع حقوقها ويقتص من مغتصبيها فليشرب من ماء البحر. تعسا لبلد، تضيع فيه حتى حقوق الأغراب.

لمجتمع أصبحت البرودة ردة فعله، كم عرض سينتهك في الغد القريب؟ ومن يدري لعل الضحية تكون...، نتمنى ألا نصل لذلك اليوم.

لؤي محمد حسن