العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ

واقع المرأة في كربلاء... السيدة زينب "ع" مثالا

كان للجميع دور في معركة كربلاء التي قادها الإمام الحسين "ع" ضد أعدائه، فالرجل والطفل والمرأة والشيخ كل أدى دوره وقدم البعض أرواحهم رخيصة دفاعا عن المبدأ والدين، ودور المرأة كان بارزا وأخذ حيزا كبيرا في هذه المعركة، وعلى رأس هؤلاء النساء اللاتي كن في كربلاء، السيدة زينب بنت الإمام علي "ع".

السيدة زينب كانت المرأة الأبرز في معركة الطف، وكانت بعد قتل أخيها الحسين "ع" مثلت الدعامة وبدلت كل ما في وسعها للحفاظ على العائلة الحسينية.

وتمثل دور المرأة التي قادته السيدة زينب في كربلاء في ثلاثة جوانب هي: "التوعوي، التعبوي والتضحوي".

الدور التوعوي: حاولت المرأة المتمثلة في السيدة زينب في كربلاء نقل وتصحيح صورة المرأة هناك، فكانت العنوان الأبرز... إذ نقلت الصورة الواقعية في كربلاء وكشفت الفضائح في مجلس "يزيد"، ورسمت صورة واضحة لما حدث في كربلاء. لم تدع فرصة ليزيد في مجلسه عندما أراد تشويه الصورة التي نقلت عن كربلاء باعتبار الحسين "ع" خارجيا، فزينب "ع" استطاعت بدورها التوعوي أن تفضح مؤامرة يزيد وكشفت الفضائح ونقلت الصورة الحقيقية في مجلس يزيد حين كشفت بأن أخيها الحسين قتل مظلوما وأن القاتل هو يزيد.

الدور التعبوي: ارادت السيدة زينب ضرب مثل للدور التعبوي في كربلاء عندما قامت بتقديم فرس المنية لأخيها الحسين "ع"، كما تعتبر آخر شخص ودع الحسين "ع"، وبذلك مثلت دورا مهما بهذا الموقف الشجاع الذي أرادت به أن ترسل رسالة للمرأة بأن تكون قوية في حال الشدائد والمحن.

كما قامت المرأة بدور تعبوي كبير أيضا، فزوجة زهير بن القين ضربت مثال المرأة بكربلاء، فعندما رفض زوجها أو تباطأ في لقاء الحسين "ع"، أمرته هذه الزوجة الخيرة بأن يلتقي الحسين "ع" ويكون من أحد أنصاره.

كذلك زوجة حبيب بن مظاهر الأسدي، عندما أراد أن يمتحنها زوجها فأوهمها بأنه لا يريد الذهاب إلى كربلاء، ولا يريد الدخول مع الحسين "ع" فإنه سلطان، ويزيد سلطان، ولكن زوجته قامت بدور تعبوي فأمرته بالذهاب إلى نصرة الحسين "ع" وإلا تذهب هي دونه.

الدور التضحوي: المرأة في كربلاء ضحت بكل ما عندها، فهناك المرأة التي ضحت بأخيها وابنها مثل السيدة زينب "ع"، والمرأة التي ضحت بابنها وزوجها مثل الرباب، والمرأة التي ضحت بأبنائها مثل أم البنين... إلى آخره.

إن المرأة في كربلاء والتي تتمثل في شخصية بطلة كربلاء بذلت جهدا كبيرا في رعاية الأسرة الهاشمية التي كان يصطحبها الحسين "ع" معه إلى كربلاء وخصوصا السيدة زينب التي وقفت مع أخيها الحسين "ع" حتى آخر لحظة ثم واصلت دورها في الحفاظ على الأطفال والنساء بعد استشهاد الرجال كلهم عدا الإمام علي بن الحسين زين العابدين "ع" الذي كان مريضا ولم يشترك في المعركة.

رقية الشيخ

العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً