العدد 942 - الإثنين 04 أبريل 2005م الموافق 24 صفر 1426هـ

أول الغيث

محمد الرديني comments [at] alwasatnews.com

كاتب عراقي

حسنا فعلت بلدية المحرق حين أصدرت قرارها بشأن تنظيم أوقات العمل للمحال الصناعية والمحال الخطرة والمقلقة للراحة. القرار شمل جميع المحال التي تقع في النطاق السكني للمحرق إذ ألزمها بساعات عمل محددة، من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا، ثم من الثالثة وحتى السابعة مساء. يأتي هذا القرار الفعال نتيجة "الحرية" التي منحها أصحاب هذه المحال لأنفسهم للعمل ليلا وصباحا وظهرا، أو قل حسب "المناخ" ودرجة الحرارة. فاذا كان حارا في الصباح فلا بأس من العمل ليلا، والعكس صحيح أيضا. ان من الواجب القول إن هذه المبادرة تعتبر أولى الخطوات الفعلية التي تتبعها بلدية لمكافحة التلوث بالضجيج، وليس من العيب أن تفخر البلديات الاخرى باتباع خطوات مماثلة في هذا المجال. ولعل معظم الناس لا يدركون خطورة هذا النوع من التلوث على البشر عموما، فهناك تقارير علمية أثبتت ان الضجيج يصيب الاطفال وكبار السن بأمراض عصبية مختلفة، وتسعى الدول الحريصة على مكافحة هذا التلوث إلى القيام بجولات روتينية لكل المصانع والمقاهي التي تصدر الضجيج لقياس الحد المسموح لها. نحن لا نريد أن نزيد من أعباء جهات مكافحة التلوث بتشكيل لجان مراقبة وتدقيق بل نريد فقط أن نشرع القانون المطلوب الحزم في تنفيذه أولا، ثم تلقائية تنفيذه بعد ذلك. فمن منا لا ينزعج من هؤلاء الشباب الذين طوروا محركات السيارات لتصدر أصواتا في الشوارع العامة لجذب الانتباه؟ ومن منا لا ينزعج من سماع صوت تلفزيون جاره وكأنه يبث في بيته؟ فاذا كنا ننزعج من هذا وذاك، ألا ينزعج هؤلاء الاطفال من أصوات المعامل تدق في رؤوسهم وهم نيام؟

العدد 942 - الإثنين 04 أبريل 2005م الموافق 24 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً