العدد 2404 - الأحد 05 أبريل 2009م الموافق 09 ربيع الثاني 1430هـ

كوريا الشمالية تتحدى العالم وتطلق قمرها

أعلنت كوريا الشمالية أن عملية إطلاق الصاروخ أمس (الأحد) نجحت في وضع قمر اصطناعي سلمي للاتصالات في المدار يقوم حاليا ببث «أغان ثورية خالدة» تمجّد قادة الدولة الشيوعية الحاليين والسابقين.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي أن جارته فشلت في وضع قمرها الاصطناعي في المدار، كما وسبق للجيش الأميركي في المنطقة تأكيد الفشل. وقال وزير الدفاع لي سانغ - هي أمام البرلمان إن «الطبقات الثلاث من الصاروخ سقطت في البحر. ما من عنصر دخل إلى المدار».

وندد المجتمع الدولي بشدة أمس بالخطوة الكورية الشمالية فيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث المسألة بطلب من الولايات المتحدة واليابان، لكن الصين وروسيا دعتا في المقابل إلى «ضبط النفس». وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه تم إطلاق صاروخ ووصف هذه الخطوة بأنها «استفزازية».


مجلس الأمن يجتمع... إدانات شديدة... الصين وروسيا تدعوان لضبط النفس

كوريا الشمالية تعلن نجاحها والعالم يؤكد فشلها في إطلاق قمر اصطناعي

بيونغ يانغ، سيئول - أف ب

أعلنت كوريا الشمالية أن عملية إطلاق الصاروخ أمس نجحت في وضع قمر اصطناعي في المدار يقوم حاليا ببث «أغان ثورية خالدة» تمجد قادة الدولة الشيوعية الحاليين والسابقين. من جهتها أعلنت كل من واشنطن وسيئول فشل كوريا الشمالية في وضع القمر في المدار. وقد نددت الكثير من الدول بالخطوة الكورية الشمالية، فيما اجتمع مجلس الأمن الدولي ليناقش الأزمة بينما دعت الصين وروسيا إلى ضبط النفس.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن «علماءنا وتقنيينا نجحوا في وضع قمر اصطناعي أطلق عليه اسم «كوانغ-ميونغسونغ-2» في المدار عبر صاروخ الإطلاق «اونها-2» بموجب الخطة الوطنية للتطور الفضائي». وأضافت أن «القمر الاصطناعي يدور بشكل عادي في مداره» ويقوم حاليا ببث معلومات وأغان تمجد مؤسس الدولة الرئيس الراحل كيم ايل سونغ وابنه الزعيم الحالي كيم جونغ ايل. وتؤكد كوريا الشمالية أنها أطلقت قمرا اصطناعيا للاتصالات كجزء من برنامجها الفضائي السلمي.

وقالت الوكالة الكورية الشمالية إن الصاروخ المؤلف من ثلاثة طوابق أطلق عند الساعة 11,20 بالتوقيت المحلي (02,20 تغ) قبل عشر دقائق من الموعد الذي أعلنته كوريا الجنوبية. وأوضحت «بعد عشر دقائق وثانيتين، وضع الصاروخ بنجاح القمر كوانغ-ميونغسونغ-2 في المدار».

وتابعت أن «القمر الاصطناعي يبث حاليا أغان ثورية خالدة موجهة للجنرال كيم ايل سونغ والجنرال كيم جونغ ايل، وكذلك بيانات قياسية إلى الأرض على موجة 470 ميغاهرتس».

وأضافت أن «صاروخ الإطلاق والقمر الاصطناعي اللذين طورتهما تكنولوجيتنا، هما ثمرة نضالنا لرفع التكنولوجيا الفضائية للأمة إلى مستوى أعلى».

وقالت إن «نجاح إطلاق القمر الاصطناعي يعطي تشجيعا كبيرا للشعب».

من جهته أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية فشلت في وضع قمرها الاصطناعي في المدار، وهو ما سبق ونفاه أيضا الجيش الأميركي. وقال وزير الدفاع لي سانغ-هي أمام البرلمان إن «الطبقات الثلاث من الصاروخ سقطت في البحر. ما من عنصر دخل إلى المدار».

وأضاف أن «محاولة وضع قمر اصطناعي في المدار فشلت»، مشيرا إلى أن كوريا الجنوبية والدول المعنية بالموضوع «ستستمر في تحليل الوضع».

وكان الجيش الأميركي أعلن أن كوريا الشمالية فشلت في وضع قمرها الاصطناعي في المدار مؤكدا أن الصاروخ «سقط في المحيط الهادئ».

وقالت قيادة الدفاع الفضائي لأميركا الشمالية (نوراد) والقيادة العسكرية الشمالية الأميركية في بيان مقتضب إن «الطابق الأول من الصاروخ سقط في بحر اليابان». وأضاف البيان أن «الطابقين الباقيين والصاروخ نفسه سقطت جميعها في المحيط الهادئ»، مؤكدا أن «ما من عنصر دخل إلى المدار وما من حطام سقط في اليابان».

ونددت المجموعة الدولية بشدة أمس بالخطوة الكوية الشمالية فيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث المسألة بطلب من الولايات المتحدة واليابان، لكن الصين وروسيا دعتا في المقابل إلى «ضبط النفس».

وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه تم إطلاق صاروخ ووصف هذه الخطوة بأنها «استفزاز». وقال أوباما من براغ حيث حضر قمة مع الاتحاد الأوروبي إن «إطلاق صاروخ تايبودونغ-2 اليوم(أمس) يشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1718 الذي يحظر بشكل واضح على كوريا الشمالية القيام بنشاطات مرتبطة بصواريخها البالستية».

ثم دعا أوباما خلال خطاب ألقاه في براغ إلى «رد دولي قوي» بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى.

ودعت الولايات المتحدة واليابان التي حلق الصاروخ في أجوائها بضع دقائق، على الفور إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «أسفه» لإطلاق الصاروخ الذي «يتعارض مع جهود تشجيع الحوار والسلام الإقليمي والاستقرار».

من جهته ندد الرئيس الوزراء الياباني تارو آسو بما اعتبره «عملا استفزازيا».

وقال «نريد معالجة مسألة كوريا الشمالية بالتعاون مع المجموعة الدولية بما يشمل هذه القضية التي تشكل بوضوح انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي».

من جهته أعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية تاكيو كاوامورا أنه تم تقديم احتجاج لسفارة كوريا الشمالية في بكين.

ونددت كوريا الجنوبية الحليفة الثانية للولايات المتحدة في المنطقة، بخطوة بيونغ يانغ واعتبرتها «انتهاكا واضحا» للقرار 1718 الذي اعتمده مجلس الأمن العام 2006.

من جهتها دانت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي «بشدة» إطلاق الصاروخ ودعت كوريا الشمالية إلى الالتزام بقرار الأمم المتحدة.

كما دان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بشدة هذه الخطوة.

ودانت فرنسا أيضا خطوة كوريا الشمالية معتبرة أنها «تهدد السلام والاستقرار الإقليمي».

وقال بيان صادر عن الخارجية الفرنسية إن «فرنسا تدين إطلاق صاروخ من قبل سلطات كوريا الشمالية» وتعتبر أن ذلك «يشكل انتهاكا لالتزامات بيونغ يانغ بموجب القرار 1718» الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي يطلب من كوريا الشمالية الامتناع عن أية تجربة نووية أو إطلاق صاروخ بالستي.

ونددت استراليا أيضا بإطلاق الصاروخ الكوري الشمالي حيث اعتبر رئيس الوزراء كيفن راد هذه الخطوة «استفزازا» وانتهاكا لقرارات الأمم المتحدة.

في المقابل امتنعت الصين وروسيا، الدولتان الدائمتا العضوية في مجلس الأمن، عن انتقاد بيونغ يانغ. وقالت الصين حليفة كوريا الشمالية والمجاورة لها إنها «أخذت علما بقيام كوريا الشمالية بعملية الإطلاق».

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية «نأمل أن تبدي الأطراف المعنية ضبط النفس والهدوء لإدارة الوضع بشكل مناسب والحفظ على السلام والاستقرار في المنطقة». ودعت روسيا أيضا إلى ضبط النفس.

ويقول محللون إن النظام في بيونغ يانغ حريص على إبلاغ شعبه بتحقيق انتصار تكنولوجي من أجل تعزيز الدعم له في وقت تسري فيه شائعات بشأن الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل.

ويأتي إطلاق الصاروخ قبل أربعة أيام من أول اجتماع للبرلمان الجديد في البلاد الذي سيعيد رسميا إعادة انتخاب كيم في موقعه القيادي. وكانت كوريا الشمالية أطلقت أول تجربة لصاروخ بعيد المدى في 1998.


العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية

نيويورك - أف ب

تخضع كوريا الشمالية لقرارين صادرين عن مجلس الأمن:

- 15 يوليو/ تموز 2006: مجلس الأمن الدولي اعتمد بالإجماع القرار 1695 الذي دان كوريا الشمالية على تجربة إطلاق الصواريخ في 5 يوليو. وتضمن القرار إجراءات ملزمة لبيونغ يانغ التي أطلقت سبعة صواريخ بينها صاروخ تايبودونغ-2 القادر نظريا على بلوغ الأراضي الأميركية.

- 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2006: مجلس الأمن الدولي يعتمد بالإجماع القرار 1718 الذي يعاقب كوريا الشمالية على التجربة النووية التي أجرتها في 9 أكتوبر 2006. ويدعو كوريا الشمالية إلى «الامتناع عن إجراء أي تجربة نووية جديدة أو إطلاق صاروخ بالستي».

- من جهة أخرى، قامت الولايات المتحدة العام 2008 بتخفيف نظام العقوبات التي تفرضها على كوريا الشمالية وشطبتها عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب والتي كانت كوريا الشمالية مدرجة عليها منذ العام 1988.

وأعلن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في يونيو/ حزيران 2008 رفع العقوبات الأميركية المفروضة على كوريا الشمالية منذ العام 1950 بموجب «القانون حول التجارة مع العدو» وهو قانون يحد من التبادل التجاري مع دول معادية للولايات المتحدة.

- اليابان فرضت عقوباتها الاقتصادية الخاصة بعد التجربة الكورية الشمالية في 9 أكتوبر 2006. الحكومة اليابانية هددت بتشديدها في حال انتهاك قرارات الأمم المتحدة.

وبين العقوبات الجديدة المزمعة وقف كل الصادرات اليابانية إلى كوريا الشمالية وتعزيز الضوابط على نقل الأموال بين الدولتين وحظر الكوريين الشماليين من المجيء إلى اليابان.

العدد 2404 - الأحد 05 أبريل 2009م الموافق 09 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً