العدد 987 - الخميس 19 مايو 2005م الموافق 10 ربيع الثاني 1426هـ

فلنصغ أولا

المخدرات وما أدراك ما المخدرات، أخطر أمراض العصر وأسرعها انتشارا وأعنفها فتكا بالدين والصحة والأسرة والقيم والمبادئ والأخلاق، وعندما نسلط الضوء على هذه الآفة الخطيرة التي بدأت تنتشر وبشكل خطير في مجتمعنا الإسلامي يجب أن نحللها بعمق وبالأساليب العلمية ولنضع معا الحلول. .. وطرق الوقاية، فلن أتناول المشكلة بسطحية... وأعدد الأسباب الظاهرية، مثل أصدقاء السوء، وقت الفراغ، السفر وغيرها، لأن هذه تعتبر أسبابا ثانوية مساعدة، ولكن الأسباب الحقيقية تكمن في التربية، أسلوب التنشئة، وجهل الأسرة بالطريقة السليمة لتربية الأبناء، عدم مراقبة معتدلة مقصودة الهدف منها تعديل سلوك وليس تفريغ الشحنات الانفعالية.

أرجو يا اخواني الأعزاء ألا يظلم أو نظلم "من ابتلى بهذا الداء يجب علينا اليوم أن نصغي لهم بجدية وبوعي، علينا أن نحلل كل حرف من كل فرد يحمل آلاما كبيرة وذكريات مؤلمة عن طفولة قاسية، مشرد تخلى الأب عنه وعن دوره ظنا منه أن التربية هي توفير طعام وشراب ولبس متناسيا دورا مهما آخر ألا وهو أن التربية هي "القدوة".

إذا؛ على كل أب أن يسأل نفسه سؤالا صريحا وواضحا، ماذا فعل حينما لاحظ حزن ابنه، وعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة مثلا، هل سأله برفق وحنان عن السبب، هل ساعده في دروسه، هل احتضنه أثناء رجوعه من مدرسته، هل لاحظ ارتباكه وتلعثمه هل لاحظ انطواءه، هل عرضه على طبيب نفساني لدراسة حالته.

الخلاصة، من خلال هذه الرسالة الموجهة إلى المجتمع كله، إن كل فرد في المجتمع يحتاج إلى الحنان والعطف والأمان والاستقرار وإلى بيت يشعر داخله بالانتماء والحرية والحب إلى المدرسة، والدراسة تعزز في داخله سلوكات فاضلة وإلى مجتمع مستنير يقدم المعلومات بلغة مهذبة يتيح له فرص التعلم، مجتمع يشجع العمل... يشجع العمل الشريف أيا تكن بساطته، مجتمع يزوج بناته لصاحب الدين والخلق الرفيع "والوقاية خير من العلاج".

أحمد مرهون الشيخ

العدد 987 - الخميس 19 مايو 2005م الموافق 10 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً