مثل الزهور الصغيرة عندما تتفتح براعمها لتطلق رحيقها من أول نظرة لها على الأرض قد ترى السماء كطفلة صغيرة، وقد تتساءل ما هي؟ أو كبذرة قد تنمو لتصبح شجرة، وهي ملمة بكل الأمور حتى قبل غرسها، قد تتساءل كثيرا: ما هذه الأشياء؟ قد أكون كطفلة لا تستطيع أن تعبر، ولكني كإنسانة أستطيع أن أشعر.
قد أكون لؤلؤة، ولكني لست العالم كله، وقد أكون بذرة ولكن لست الشجر كله، أنا فتاة تستطيع أن تفهم ما يدور حولها، ولست طفلة لا تستطيع أن تستوعب، أود أن أساعد العالم، ولكني دائما اتساءل: كيف يكون هذا؟ أرى العالم من عيون مختلفة قد يكون ما تعلمته أو ما تربيت عليه، أنا طفلة صغيرة تكبر لتصبح امرأة أو عالمة، أود أن أساعد في حل القضايا كامرأة متعلمة، كالقضية العالقة قضية الطفل الفلسطيني الطفل البريء الذي لم يرحم من قبل الاستعمار اليهودي.
أعرف أني لست مدرسة ولكني لست العلم أيضا إذا ماذا أكون؟ وهل سأظل طفلة؟ لست أعرف إجابة لسؤالي... من أسأل، أنا أسأل نفسي كل يوم من أكون؟
كبذرة أو زهرة أو طفلة أو كلؤلؤة غاصت في أعماق الخليج، لدي بحر من الأسئلة التي لا توجد لها إجابات، صرت أفكر أياما من أكون، هل أنا الطفلة التي لا تود أن تغادر مهدها، أم أنا زهرة مجبرة على التفتح، والاستماع إلى قوانين الطبيعة الصارمة التي تجعلها تتفتح كذلك الطفلة التي تجبر على مغادرة المهد في وقت قصير حتى بعدم وجود الرغبة في فعل شيء إنها قوانين الطبيعة التي لا مفر منها.
قد تأخذني إلى المدى البعيد وأنا أكبر لأصبح ما أريد أن أكون. شيء لن تتدخل فيه قوى الطبيعة أنا فقط من سأختار مصيري وهو الطريق الذي سأسلكه لبقية حياتي ولن أتوقف عند حد معين، بل سأكون وحدي في هذا الطريق الذي اخترته مع أني لاسأزال طفلة بالداخل ترغب بشدة الرجوع إلى المهد الذي قضت أجمل لحظاتها فيه، والسعادة لن تأتي إلي إلا إذا كنت ذات قلب مفتوح.
أو كوردة لا تستطيع تغيير مصيرها وقدرها الذي كتب أيضا لغيرها من الزهور، هو الطريق الوحيد الذي تتدخل في اختياره قوى الطبيعة، ليس كباقي الحيوانات والإنسان، وأعرف أن اللؤلؤة كالزهرة. إذا هنا أرى الإجابة التي كنت أبحث عنها والآن أجدها أنا الطفلة التي لا تريد مغادرة مهدها هذا ما أكون وما أنا عليه.
ولم أعرف ولم أرد أن أعرف غير هذا ولم أبحث أيضا عن إجابات غير هذه، لقد اكتفيت بكوني الطفلة البريئة ولم أرد إجابات غير هذه، ولكن لكوني هذه الطفلة كان يجب أن أعرف وقد عرفت إجابات لم أكن أريد أن أعرفها، إجابات قد تسلب مني الطفولة والبراءة، أشياء لم أكن أريدها لأنها قد كانت تنزعني من المهد مع كل جواب أحظى به، وصرت أفكر هل كان يجب أن أسأل كل تلك الأسئلة أو يمكن أني كنت يجب أن أكبر مهما حدث، وكانت الأسئلة يجب أن تطرح؟ هذا هو السؤال الذي لم أحظ بإجابة له ولماذا؟
كان هذا الذي يجب أن يطرح ولكن كانت يجب أن تطرح الأسئلة وتجعل الإجابة ليتم طرح هذا السؤال.
مريم إبراهيم أحمد
العدد 987 - الخميس 19 مايو 2005م الموافق 10 ربيع الثاني 1426هـ