العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ

الشعراء موبوءون

العاشقةُ التي تركَ سريرَها عاشقُ الكلام

كان كلّما قرأَها شعراً يحمِّلُها عبئًا مزينًا بالحنين

يسأل ابن ربيعةَ عن غزلِه فيجيبه أبو نواس عن سكرةِ الرحيق

الشعراءُ موبوءون بالأحرفِ وكلٌ لقصائدِه رسول...

يذِّوب الشمسَ على شفاهِها ويُسقيها من أبجديتِه محواً لا يغادرُها طعمه قبل العناق

لماذا تنسى العاشقاتُ أحلامَهن حين يهيئْن البيتَ لشاعرٍ قادمٍ من غياب ؟

لماذا يضعن رؤوسَهن في تربةِ النسيانِ ويغلقن على أسرارهِن الخزائنَ المبهورةَ بالأوزان؟

يخلعن أحزانَهن كلما لاح أملٌ، وما إن تتكسرُ الأخبارُ حتى تبدأَ الحكايةُ مع الرحيل

يهتدين بالنجومِ كلّما عنَّى عليهن اليأس

وحين يختبرن أصواتَهن يفاجأن بالصمم

عاشقاتٌ دهنَّ مرافئَهن بزيوتٍ عطريةٍ

تدوزن الأمواجَ، علّ الغائبين يطلون

لكنه السرابُ ينقشعُ فيشهقن باليأس

لا تتركني عاشقةً وَدَعْنِي أسبِّحك كلما لامست مساماتُك خلاياي


أوتار

لماذا تغرقُ أوتارَ الكمنجةِ في التّجلّي كلّما لامستها ريشةُ عازف،

بينما ينالُها الصمتُ، وتترنحُ حين الهواءُ يداعبها؟

تقيدُ الليلَ قربَ ألحانِها وتنطفئُ مع نهايةِ الكأسْ

كمنجةٌ باسلةٌ تستيقظُ على صوتِ عازفِها كحبيبةٍ تنتابُها الأشواق

فتحلُّ شَعرها أوتاراً للغياب

جانحةٌ لذكراهُ يعزفُها مقطوعةً لا تنتهي

تكون في المعنى آلهةً

لكن بصرَهُ يطيش

فتسقطَ من عرشِها أنثى..

الكمنجةُ امرأةٌ تبحث عن عازفٍ واحد

يهبها نصيبَها من التألهِ، فتهبُه حصَتَه من الجنون

كن عازفي واحرق ما تبقى من غياب

ولا تنتشلني من عرشيَ كأي أنثى

العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً