كنت امدح بل وافتخر كأي بحريني يعيش على هذه الأرض الطيبة بمدى التقدم الذي وصلت إليه البحرين وخصوصا في مجال الاتصالات بالمقارنة مع الدول المجاورة، بل وكنت حتى قبل أشهر أصر على ذلك وأنشر من خلال الصحف أن أسعار الاتصالات في المملكة هي واحدة من أقل الأسعار في المنطقة العربية وقد أكون محقا في جزء كبير من ذلك. إذا لم تخني الذاكرة فقد ذكر مسئول في شركة البحرين للاتصالات مطلع العام الجاري أنها بصدد تخفيض تسعيرة خدمة الانترنت وأنها تناقش ذلك مع هيئة تنظيم الاتصالات بهدف إفساح المجال أمام الجميع لاستخدام هذه الخدمة المتطورة، ولكن لا أعرف إلى أي مدى وصلت هذه المناقشات إذ إن الأسعار لا يمكن أن تتحكم فيها أية شركة كما كان يحدث في السابق. ويا ترى هل إن التأخير سببه هيئة الاتصالات أم الشركة المزودة نفسها؟ والذي جرني للكتابة عن خدمة الانترنت هو ما "اكتشفته" خلال زيارة قصيرة لبلد عربي عزيز على القلوب أن أسعار الانترنت في بعض الدول العربية "حسب عملتها" هي أقل من نصف أسعار الانترنت لدينا في البحرين بل ان الاتجاه يسير إلى تخفيض التسعيرة الحالية إلى نصفها بهدف مساعدة الناس في الدولة الافريقية على استخدام الانترنت وتوفيرها بأبخس الأسعار باعتبار أن خدمة الانترنت أصبحت واحدة من الخدمات الضرورية للناس ولم تعد مقتصرة على الشركات والمؤسسات ما يجعل تلك الدولة في واد ونحن في واد آخر ننتظر دورنا بل حظنا كما يحدث حاليا في "البونس". والحقيقة تقال ان خفض سعر الانترنت في تلك الدولة القريبة البعيدة عنا ساعد كثيرا على نشر الانترنت في البيوت على رغم ضعف الدخل لدى الأفراد هناك مقارنة بدخل الدول الأخرى. ومع تشغيل بدالة البحرين للانترنت فإننا ننتظر من الهيئة العمل ليس فقط على تخفيض أسعار الانترنت ومساعدة محدودي الدخل على الحصول على هذه الخدمة على الخصوص بعد دخول عدة شركات في تنافس سيكون شديدا في المستقبل القريب لتقديم هذه الخدمة الضرورية بل الإصرار على تقديم خدمة مضمونة ووثيقة للمشتركين من قبل شركات مزودة الخدمة ونشرها في المدارس الحكومية والخاصة باعتبارها التقنية الأكثر رخصا وسهولة، وحتى يكتسب أبناء هذا الوطن المعرفة بها مثلهم مثل غيرهم من الناس في الدول المتقدمة وكذلك نشر ثقافة العلم والمعرفة بين الطلاب وتيسير أمورهم في التحصيل الدراسي والبحوث المطلوب إنجازها وخصوصا طلاب الجامعات.

المحرر الاقتصادي