العدد 1022 - الخميس 23 يونيو 2005م الموافق 16 جمادى الأولى 1426هـ

حبيب الشباب... رفسنجاني العجوز هل يعود منتصرا؟

حسن الصحاف comments [at] alwasatnews.com

تلقيت رسالة بالبريد الإلكتروني من طبيبة عائلة عزيزة تتضمن صورا لشباب في عمر الزهور وشابات جميلات جدا هن في عمر الزهور أيضا، يرتدي جميعهن قمصانا مزركشة تحمل على صدرها صور العجوز العائد "الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني" المعروف بشكل واسع بـ "هاشمي رفسنجاني"، تؤيد عودته رئيسا للجمهورية الإيرانية الإسلامية.

الصور والرسالة حملتني على النظر في سيرة هذا الرجل صاحب التجارب الجسام، لأرى لم هو يطمح إلى العودة؟ ولم يريد منه هذا الشباب الممتلئ حيوية العودة إلى سدة الرئاسة، والذي من المفترض فيه - الشباب - أن يبحث عن زعيم شاب، عن دم جديد يستطيع أن يجاريه على أقل تقدير في السير لمسافات طويلة من دون أن يصاب بالإرهاق والتعب؟

الانتخابات التي تقول عنها "نيويورك تايمز": "إنها إهانة للديمقراطية" "الجمعة 17 يونيو/ حزيران". بدأت الجمعة بعد الكثير من التظاهرات والتفجيرات التي أودت بحياة كثيرين. ومع هذه الانتخابات لابد من وجود توقعات كثيرة بشأن الرئيس المرتقب، قد يكون رفسنجاني هو الرئيس المقبل وقد يكون غيره، إلا أن التوقعات جميعها من شرقها وغربها تشير إلى أنه سيفوز على منافسيه ولكن السؤال يبقى ماثلا لم؟

في البدء توجهت إلى الصفحة الرسمية لـ "هاشمي رفسنجاني"، وهي بعنوان "أكبر هاشمي رفسنجاني"، ثم هناك عنوان فرعي يقول: "همه با هم، كار". في البدء نظرت إلى الصور التي يحتويها الموقع لكون الصورة تعبر عن ألف كلمة؛ فقد ظهر فيها الشاب الذي يصاحب آية الله روح الله الإمام الخميني، ثم يظهر وهو يصلي بالجماعة ويظهر وهو في صورة تجمعه مع "الشهيد ياسر عرفات" ويظهر وهو في البرلمان الإيراني، ويظهر وهو شاب مع شباب من بينهم آية الله علي خامنئي. والعجب اني لم أر له صورا وهو في سدة الحكم كرئيس للجمهورية الإيرانية الإسلامية. هذا في شأن الصور وهي نوعية.

وفي فرع المعلومات الشخصية كانت هناك صورة لوالدته ووالده "حاج ميرزا علي هاشمي بهرماني" ووالدته كما جاء: "مادرم: ماه بيبي "صفريان". نام خانوادكي هاشمي". ثم هناك صورته مع عائلته، زوجته وأولاده. ثم هناك صفحة تحمل في طياتها سيرته العلمية والسياسية تذكر إلى جانب ما تذكر مؤلفاته. ثم هناك صفحات تشير إلى أهم إنجازاته إبان توليه رئاسة الجمهورية منها السدود ومحطات الكهرباء والغاز. وهناك صفحة لمؤلفاته كاملة، وصفحة تحمل في طيها مقابلة مجلة "التايم" معه، والتي تقول فيه "رجل ابتعد عن الضوء لمدة تقارب العشرة أعوام فإنه مازال رجلا يدخل البهجة إلى القلوب".

وهذا عنوان البريد الإلكتروني لمن يريد أن يتصل بالشيخ هاشمي رفسنجاني: info*hashemirafsanjani.ir

الشيخ رفسنجاني، هو أحد أقطاب الثورة الإسلامية في إيران ونجم من نجومها الذين لم يخفت ضوؤهم بعد، ولم يغيبهم الموت. وتشير المعلومات المنشورة عنه إلى أنه: "قائد ديني وسياسي" وأضحى رئيس جمهورية إيران الإسلامية في الفترة من "1989 - 1997". مولده في رفسنجان بمقاطعة كرمان. تعليمه ينطوي جله تحت التعليم الديني. عارض كما الإمام الخميني، حكم محمد رضا شاه بهلوي واقتيد إلى المعتقل أكثر من مرة "لتوليه إدارة القوى المؤيدة للخميني في إيران، وقضى نحو 3 سنوات في السجن "1975 - 1977" بسبب نشاطه السياسي".

في حال ما نجحت الثورة وسقط حكم الشاه وتولى الخميني سدة الحكم عين رفسنجاني في مجلس الثورة، وتولى مهمات رئاسة القوات المسلحة، ثم هو فاز بعد وفاة الإمام الخميني بنسبة 95 في المئة من الأصوات في الانتخابات، وعمل كثيرا لتخليص إيران من أعباء اقتصادية جمة. كما انه نجح في العودة إلى الحكم مرة ثانية إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية.

الدستور الإيراني يمنع الترشح لمرة ثالثة بعد انقضاء الفترتين المسموح بهما، وهو الآن يعود إلى ترشيح نفسه مع عدد غير قليل من الإيرانيين الذين يرون أن لديهم الكفاءة لإدارة سدة الحكم في إيران وانتشالها من مشكلات وهموم اقتصادية وتربوية وثقافية جمة. في النظر إلى المرشحين يبدو أن غالبيتهم لديه بعض من الكفاءة التي يمكن أن توظف في هذا الشأن، إلا أن رفسنجاني هو الأوفر حظا بينهم جميعا لما يتمتع به من خبرة كبيرة في إدارة البلاد ومعرفة العباد من قياديين وثوريين وبسطاء من عامة الناس.

الغرب يرى في رفسنجاني الرجل الأمثل في حل معضلة الأسلحة النووية ومعضلات أخرى تهم الشرق الأوسط الكبير والصغير، كما يرى فيه الرجل الذي بإمكانه أن يسهم في خلق توازن نفطي بين الشرق والغرب. العرب لم يبدو وجهة نظرهم بعد، وهم في انتظار القادم كما هم في كل الأحوال ينتظرون القادم من أميركا إلى اليابان.

حال أن نبدأ النظر إلى الشباب الإيراني الذي يعيش في إيران نرى انه يرى في "رفسنجاني" الأب الأكثر عطفا عليهم والأكثر قدرة على فهم متطلباتهم ومستقبلهم كما يشاركهم هذا الرأي الإصلاحيون والمحافظون على حد سواء، لذلك فإني أوافق الرأي القائل: "بوسعنا أن نقول أنه ما لم تحدث مفاجآت غير متوقعة، فإن معركة انتخابات الرئاسة الإيرانية حسمت لصالح الشيخ هاشمي رفسنجاني". "فهمي هويدي - الشرق الأوسط 18 مايو/ أيار 2005".

في الختام، نسأل مع من تساءلوا: هل عجزت الثورة الإيرانية عن إنجاب أبناء يقودونها إلى أبواب المستقبل أم أن الوضع المتأزم في العالم عموما ومنطقة الخليج خصوصا تستدعي رجلا ذا حنكة سياسية ودراية بعلوم الدين والقانون ومقبولا من جميع الأطراف من مرشد الثورة إلى أستاذ الجامعة والقاضي والجندي والطالب؟

النتائج ستظهر لنا الحقيقة

العدد 1022 - الخميس 23 يونيو 2005م الموافق 16 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً