العدد 1028 - الأربعاء 29 يونيو 2005م الموافق 22 جمادى الأولى 1426هـ

صبر الأميركيين بدأ ينفذ

وسط استياء متزايد لدى الرأي العام الأميركي من جدوى الحرب، ومعارضة في الكونغرس لتجاهل الرئيس الأميركي جورج بوش احتمال وضع جدول زمني للانسحاب من العراق، كتب منافس بوش للرئاسة الديمقراطي جون كيري عما يتوجب عليه قوله في خطابه إلى الأميركيين في الذكرى السنوية الأولى لنقل السيادة إلى العراقيين، ناصحا بأن "صبر الأميركيين بدأ ينفذ". وفي حين أكد استطلاع للرأي ان 52 في المئة من الأميركيين يعتقدون ان إدارة بوش ضللت الرأي العام قبل غزو العراق، كشف تقرير آخر، عن ان العشرات من ضباط الاستخبارات الأردنية يعملون في العراق بصفتهم صلة وصل بين أميركا وزعماء الميليشيات السنية.

"واشنطن بوست": غالبية الأميركيين يعارضون إدارة بوش

ونشرت "واشنطن بوست" نتائج استطلاع للرأي أجرته بالتعاون مع شبكة "إي. بي. سي" أظهرت ان غالبية الأميركيين لا يصدقون مزاعم الإدارة بأن التمرد في العراق وصل إلى "الرمق الأخير" غير ان الغالبية أيضا ترغب في إبقاء الجيش الأميركي لإحلال الاستقرار في هذا البلد. وأظهر الاستطلاع أيضا ان 52 في المئة يرون ان الحرب على العراق ساهمت في تعزيز الأمن الأميركي على المدى البعيد ما يعني ارتفاعا بنسبة 5 في المئة عن الاستطلاع الذي أجري بداية الشهر. وتبين للمرة الأولى ان الغالبية 52 في المئة تعتقد بأن إدارة بوش قد ضللت الرأي العام قبل الغزو. كما عبر 51 في المئة عن عدم رضاهم عن أداء بوش في منصبه كرئيس، وأبدى 56 في المئة معارضتهم لمقاربته للملف العراقي.

كيري يدعو بوش إلى قول الحقيقة عن مأزق العراق

وأكد جون كيري في مقال نشرته "واشنطن بوست" ان خيارات الإدارة الأميركية في العراق جعلت منه بلدا مناسبا للجهاديين. وشدد على ان المهمة الأميركية باتت صعبة جدا وخصوصا ان إدارة بوش تجاهلت نصائح الآخرين وقللت من أهمية وقوة المقاومين في الأراضي العراقية. وكتب كيري، عما كان يفترض بالرئيس الأميركي أن يتحدث عنه في خطابه حتى يبعث الطمأنينة في نفوس الأميركيين والعراقيين على السواء.

فشدد على ضرورة أن يقول بوش الحقيقة وأن يمتنع عن التأكيد بأن المقاومة العراقية تعيش ايامها الأخيرة لأن هذا الأمر يزيد من إحباط الأميركيين كما انه يشجع الكثير من الدول المهمشة على التدخل ورفض الحال العراقية والعمل بجد حتى لا يتحول العراق إلى بلد فاشل. وأضاف انه كان يفترض بالرئيس بوش أن يعلن مباشرة ان الولايات المتحدة لن تبقي وجودا عسكريا دائما في العراق ما يقضي على أي كلام يؤكد بقاء الاحتلال الأميركي إلى الأبد. هذا وقد دعا بوش للإصرار على ضرورة أن يسير العراقيون في مسار سياسي حقيقي يصل في نهاية المطاف إلى وضع الدستور وإجراء الانتخابات في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وطالبه بالحث على تدريب القوات العراقية حتى تتمكن من حفظ الأمن، إلى جانب التأكد من ان لدى الحكومة العراقية الموزانة الكافية لنشر هذه القوات في أرجاء الأراضي العراقية كافة. وشدد على ان العراق بحاجة ماسة لجيش وطني موحد. لكنه استدرك معتبرا انه إلى ذلك الحين يفترض بالعراق أن يعتمد على ميليشياته الإثنية والدينية والقبائلية مثل "البشمركة" الكردية و"فصائل بدر" الشيعية.

كما رأى انه يفترض بإدارة بوش أن تساعد الحكومة العراقية للحصول على موافقة دولية لنشر قوات دولية مشتركة على الحدود لما في ذلك من مصلحة للعراق. ولم ينس أهمية أن تعمد إدارة بوش إلى إتاحة الفرصة للدول "السنية" المجاورة كي تمد يد العون حتى وإن اقتصر ذلك على الدعم الاقتصادي أي تأمين الكهرباء والوقود وما إلى ذلك. في كل الأحوال، أكد كيري، ان الأشهر المقبلة ستكون حساسة بالنسبة إلى مستقبل وأمن العراق. وختم معتبرا انه إذا فشل بوش في اتخاذ اللازم، فقد تواجه القوات الأميركية خطرا كبيرا وسيترتب على واشنطن خسائر مادية وبشرية قد تخرج الشعب الأميركي عن طوره لأن صبره بدأ ينفد. وحذر كيري في نهاية مقاله من ان شبح الفوضى يلوح في الأفق. وشدد على ان القوات الأميركية تستحق قيادة تكون على مستوى تضحياتها.

"دبكا فايل" استخبارات أردنية صلة بين "السنة" وأميركا

وكشفت "دبكا فايل" من على موقعها على الإنترنت، نقلا عن مصادر استخبارية ان العشرات من ضباط الاستخبارات الأردنية يعملون في العراق بصفتهم صلة وصل بين الولايات المتحدة وزعماء الميليشيات السنية. وأوضحت ان هؤلاء الضباط ينقلون المعلومات مباشرة إلى القصر الملكي في عمان الذي يعنى بدوره بنقلها إلى واشنطن. وأكدت ان رئيس الأركان الأردني سعد خير يراقب مباشرة العملية ويقدم تقريرا يوميا إلى العاهل الأردني شخصيا

العدد 1028 - الأربعاء 29 يونيو 2005م الموافق 22 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً