العدد 2916 - الإثنين 30 أغسطس 2010م الموافق 20 رمضان 1431هـ

اليمين المتشدد يتظاهر بواشنطن في ذكرى «حلم» مارتن لوثر كينغ

تظاهر عشرات الآلاف من أنصار اليمين المتشدد في الولايات المتحدة في تظاهرة السبت في المكان الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير «لدي حلم» في واشنطن قبل 47 عاماً تماماً.

وشاركت في هذه التظاهرة لـ «حزب الشاي» مجموعات محافظة متشددة ذات اتجاهات شعبوية تجمع أنصارها في قلب العاصمة عند نصب لينكولن حيث ألقى مارتن لوثر كينغ خطابه في الثامن والعشرين من أغسطس/ آب 1963.

وأكد منظم التظاهرة مقدم البرامج في محطة فوكس نيوز، غلين بيك في خطاب غلب عليه الطابع الديني أن الولايات المتحدة «في مفترق طرق»، داعياً الأميركيين إلى العودة إلى «الإيمان والأمل والعمل الخيري».

وقال «علينا أن نقرر اليوم من نحن وبماذا نؤمن؟ علينا أن نختار بين التقدم والزوال وأنا اخترت التقدم».

وأوضح غلين بيك أن التظاهرة التي تهدف إلى «استعادة كرامة أميركا» جمعت بين 300 و500 ألف شخص. لكن تقديرات تستند إلى صور التقطت جواً لشبكة سي بي اس نيوز تشير إلى أن عدد المتظاهرين يبلغ نحو 87 ألف شخص. وأثار تزامن التظاهرة مع ذكرى خطاب زعيم حركة الدفاع عن حقوق السود، غضب السود الذين يتهمون أنصار حزب الشاي وجميعهم تقريباً من البيض، بالعنصرية. وتنامي دور هذه المجموعات اليمينية المتشددة بعد وصول الرئيس الأسود باراك أوباما إلى البيت الأبيض.

وهي تتهمه بالعمل على جعل الولايات المتحدة بلداً اشتراكياً وعارضت بقوة مشروعه لإصلاح الضمان الصحي الذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الجاري.

وبدأت التظاهرة بقسم الولاء للعلم الأميركي والنشيد الوطني.

ونظم قادة السود وعلى رأسهم القس آل شاربتن المدافع عن الحقوق المدنية تجمعاً موازياً واتهموا غلين بيك بخيانة رسالة المساواة بين الأعراق التي دعا إليها مارتن لوثر كينغ. وقال شاربتن إن «الناس الذين ينتقدون تظاهراتنا يحاولون الآن التظاهر. قد يكونوا يملكون الشارع لكننا نملك الرسالة. قد يمتلكون المنبر لكننا نملك الحلم».

وأكد غلين بيك المدمن السابق على الكحول الذي يؤكد أنه شفي من إدمانه بعد اعتناقه ديانة المورمون، أن تزامن هذه التظاهرة مع ذكرى خطاب مارتن لوثر كينغ مجرد صدفة غير مقصودة.

وبيك يسخر في برامجه على محطة فوكس نيوز التي يتابعها أكثر من مليوني مشاهد يومياً، من «العدالة الاجتماعية» واتهم باراك أوباما بالعنصرية حيال البيض.

من جهتها، أكدت المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائبة الرئيس سارة بالين في بداية كلمتها أنها تشعر بـ «روح مارتن لوثر كينغ». ووسط هتاف «يو اس ايه!» (الولايات المتحدة)، أشادت بالين التي يتوقع كثيرون أن ترشح نفسها للانتخابات الرئاسية في 2012، بالقوات المسلحة الأميركية في الخارج. ووسط حشد غلب عليه البيض، قال لو تريبيوس المتقاعد الآتي من ولاية تينيسي في الجنوب للمشاركة في التظاهرة «نريد أن يعود بلدنا إلى مبادئه الأساسية».

أما داون البالغة من العمر 47 عاماً والتي قدمت من ولاية فيرجينيا المجاورة، فقالت «أعتقد أن مارتن لوثر كينغ كان سيكون معنا» لو أنه لا يزال حياً.

وأكدت أنها لا تخشى حصول أي صدام مع أنصار مارتن لوثر كينغ المتجمعين في مكان مجاور. وقالت «لا أرى لماذا يمكن أن يفكروا إننا يجب ألا نكون هنا اليوم».

وبطلب من المنظمين لم ترفع أية لافتة ذات طابع سياسي. إلا أن ما كتب على القمصان وما أطلق من هتافات كان أكثر من واضح ليترجم اتجاهات المشاركين السياسية.

ومن هذه الشعارات «أعيدوا لنا أميركا» و»هل لديك مبادئ؟» و»نعم للحرية».

وينتقد أنصار حزب الشاي بشدة سياسة الحكومة الاقتصادية التي جعلت الحكومة الفيدرالية تقع تحت وطأة عجز مالي كبير بسبب الأزمة الاقتصادية الأخيرة ولإنقاذ المصارف المتعثرة.

وهم يشبهون تحركهم بتحرك جرى العام 1773 ضد الضرائب التي كان يفرضها المستعمر البريطاني.

وقبل شهرين من الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية، تمكنت هذه التحركات من التأثير على نتائج الانتخابات داخل الحزب الجمهوري، إذ استبعد المرشحون الذين اعتبروا وسطيين أكثر من اللازم.

العدد 2916 - الإثنين 30 أغسطس 2010م الموافق 20 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً