العدد 2924 - الثلثاء 07 سبتمبر 2010م الموافق 28 رمضان 1431هـ

كلمة موجهة إلى من يهمه الأمر

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

إن الوطن الجامع هو ما تصبو إليه جميع شعوب العالم، بما فيها الشعب البحريني الطامح إلى ما هو أفضل من خلال وطن تتنوع فيه الرؤى والأفكار كالفسيفساء تلتقي بوطن واحد موحد بجميع مذاهبه وثقافاته.

والسؤال عن أي وطن نتحدث هل هو الوطن الذي يعد مسقط رأس الآباء والأجداد أم هو المكان الذي يحمينا ويؤوينا أم المكان الذي يسمح لنا بحرية التعبير أم هو الإحساس بالقلب والواقع، إن كل تلك الأسئلة تحمل إجابة واحدة وهي نعم، كما إنها تقودنا إلى وطننا البحرين الذي يعد كالسحاب الذي يظللنا بظله ويرافقنا في ترحالنا، فالبحرين التي كبرت أجسامنا فيها، واكتسبنا الخبرة في الحياة ونحن نحبو على أرضها إلى أن طاولت هاماتنا السحاب، تحولت فينا إلى ما هو أكثر ضرورة من الدم والعروق، وصارت جزءاً من تكويننا.

إن ما مر به وطننا من أحداث متكررة في جميع المحافظات من قبل ثلة ارتضوا الخروج على الجماعة والقانون مستمدين تغطية ضعفهم بصبية وشباب الوطن أحوج إلى طاقاتهم في البناء، وآلام الأمهات والآباء جراء تورط أبنائهم في أحداث الشغب والإرهاب وذلك بالاعتداء على المدنيين الأبرياء وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، بغية إحداث موجة من الرعب والخوف، إيمان من القائمين عليه بأنه عمل مبرر في وجهة نظرهم ويخدم توجهاتهم.

ونحن نتناول هذا الموضوع فإنه ليس موجهاً إلى طرف بعينه ولكنه موجه إلى فعل بعينه، فالعمل الإجرامي والإرهابي ليس له دين أو مذهب. كما عند الحديث عن خطباء المنابر الدينية، فإننا نتطرق في الأصل إلى إحدى الرسائل الموجهة التي جاءت بكلمة جلالة الملك بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، حيث حملت كلمة جلالته عدة رسائل موجهة إلى من يهمه الأمر وما أردنا التطرق إليه في هذا المقال هو الرسالة التي وجهت إلى خطباء المنابر ومن يعتليها، وكيف يتم استغلالها من قبل البعض، لما تتمتع به هذه المنابر من تأثير فكري، إذ اختزلت رسالة جلالته مضمونها بتوجيه التعليمات إلى السلطة الحكومية بأن تقوم بواجباتها تجاه دور العبادة بحيث لا يعتليها إلا من تتوافر فيه الشروط العلمية والمواطنة والأخلاق الصالحة والتشبع بالوسطية والاعتدال ونبذ العنف ضمن برنامج شامل، حيث هناك بعض الخطباء بخطبهم قد شطروا المجتمع البحريني، كما أنهم لم يستوعبوا الاستحقاقات من المشروع الإصلاحي الداعي الى الوطن الجامع، فكان النتاج جراء تلك الخطب التشطيرية تقسيمنا إلى تيار سني وتيار شيعي حتى في المطالبات التي تتعلق بالمواطنة تحت الوطن الجامع.

كما أننا لم نسلم حتى من بعض رجال الفكر والثقافة والمجتمع المدني، إذ استبدلوا أدوارهم التي من المفترض أن يقوموا بها، بما يفتح التقريب بين المذاهب أو تجسير التواصل بين الثقافة الإسلامية السمحة وباقي الحضارات، إلى التخندق في المناكفات الطائفية والحزبية السياسية والمطالبات الفئوية، ومنها بعض المؤسسات المدنية والحقوقية، وهذا ما دعا إليه جلالته من خلال الكلمة التي ألقاها مؤخراً، إذ بذلك وضع جلالته يده على الجرح الذي نكابر ونتعفف عن الحديث عنه، نعم هناك من يعمل على هذا التشطير دينياً ومذهبياً وعرقياً من خلال المنابر.

لقد كانت كلمة جلالته بمثابة الرسائل إلى من أراد بالبحرين خيراً، خاصة بعد مخاطبة ضمائرنا، ضمير المواطن وذلك بأن الإسلام دين البر والإحسان ودين الأمن والسلام والدعوة إلى التشبث بمبدأ الأخوة الواحدة والتضامن والسلم الاجتماعي والابتعاد عن الفتن، كما أن القانون فوق الجميع لحماية المجتمع والدولة والنظام، وأن الأحداث التي شهدتها البحرين هي خلاف أخلاق المواطن البحريني، نعم هي خلاف أخلاقنا المتسامحة المنفتحة منذ القدم.

إن البحرين ومنذ القدم كانت منهاجاً للتعايش السلمي ليس بين الديانات فقط بل حتى مع مختلف الثقافات. وإن الرسائل التي تضمنها هذا الخطاب تستوجب الوقوف عندها والتأمل بها لأنها وببساطة من الممكن العمل على أساسها ليس من قبل المعنيين فقط، ولكن حتى على مستوى المواطنين البسطاء الذين أنا واحد منهم، إذ لا يختلف اثنان ممن سمع أو قرأ كلمة جلالته بأنها تعد كلمة الأب الحاني خاصة حين قال بما يعني ورغم ما مرت به البحرين من أحداث إلا أنه سوف تتواصل مسيرة البناء والنماء والإصلاح ودعم أسس دولة الحق والقانون.

فلنعمل جاهدين على ذلك كلٌ في موقعه كمواطنين صالحين بإذن الله يجمعنا وطن جامع، ولنفوت الفرصة على كل من يعمل على تشطيرنا مذهبياً أم عرقياً.

وكل عام وأنتم والأمة الإسلامية والعربية بألف خير.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2924 - الثلثاء 07 سبتمبر 2010م الموافق 28 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 12:45 م

      كلمة موجهة للكاتب

      أحذر الانزلاق كما أنزلقت أقلام الفتنة , وقل الحق ولا تخاف ولا تصب نقدك على الناس الفقارة وكفى وأنصح الهوامير سارقي الاراضي والبحار أن يتقوا الله في الناس وأنت فقير من الناس لا تنجر ونتمنى لك الموفقية فأنت ذو قلب طيب أن شاء الله

    • زائر 12 | 9:52 ص

      لاينجر الوضع الى الشارع

      حلو المشكله قبل ماينجر الوضع الى شارع وبعدين بتقولون صلو على النبي

    • زائر 11 | 9:33 ص

      اوقفوهم انهم مسئولون

      لما كان احد النواب السبابين في كل يوم جمعة يشتم ويسب لم تتحرك انت ولاغيرك لمنعة فهو يسب طايفة كبيرة ولم يقولوا لايصعد المنبر الا ذو موهل وهو بعيد عن هدا وتركوا له الضوة الاخضريسب يمين ويشتم يسار000 ولكن اين الحق واين صاحب الحقيقة

    • زائر 10 | 9:16 ص

      من مقال : عبد الجليل النعيمي - الوسط

      "فنادرة جداً الحالات التي تجد فيها بين من مارسوا أشكال الاحتجاج اليائس هذه من هم من أبناء الذوات الغنية أو من أصحاب الأعمال أو الوظائف المعقولة، أو المشغولين بترتيبات السكن أو الزواج.
      وإلا ففي أية تربة اجتماعية سيجد المغرِّرُون مغرَّرَاً بهم؟!"

    • زائر 9 | 8:19 ص

      يا كاتب

      أنت ما وقعت على أس المشكلة بل تتكلم كما يردده البعض , ولم تأتي بجديد ينفع القاريء , فرجاء راجع مقالك جيدا وصحح الاخطاء , مع احترامي لشخصك الكريم تقبل النقد , ولا تفهم على شكل مغير , أنت ويين وحل المشكل بالبلد وين .

    • زائر 8 | 5:37 ص

      من اكبر الأخطاء اللعب على وتر الطائفية

      حذر الكثيرون من المطب في هذا الخندق وهو اللعب والعزف على وتر الطائفية الذي هو من اخطر الأمور وكما أخطأت السلطة في ذلك فإن بعض جماعتنا أيضا انساق في هذا المطب من غير لا يدري. علينا الإنتباه في الطرح حتى لا ننزلق إلى هذا المنزلق الخطر الذي يودي بهلاك أي أمة تتبناه

    • زائر 6 | 3:58 ص

      العدل

      كلامٌ جميل ودعوةٌ حكيمة و صادقة(أنا شخصياًلاأشك في صدقها)ولكنها_للأسف الشديد_ تنقصها العدالة في القول فنحن مطالبون شرعياًوإنسانياًوحضارياًوقيمياً,بأن نكون عادلين وخصوصاً في رسالة القلم وأنت يا عزيزي ساويت بين الجلاد والضحية بل وضغطت على الضحية,ففرقٌ كبير يا أخي بين من عانى من الإهمال والتجاهل والتمييز والإفقار والتجهيل ووووو من صنوف الحط من القيمة الإنسانية وبين المتسبب له في ذلك.إننا بحاجة إلى كلمة الحق المكتملة العادلة والدعوات الحكيمة الصادقة ولكنها قبل ذلك عادلة,عادلة,عادلة

    • زائر 4 | 12:28 ص

      نتمنى أن تكمم أفواه الطائفيين

      نتمنى بحق أن تكمم أفواه الطائفيين والفئويين ومن يستغلون دور العبادة أو صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية لإثارة النعرات الطائفية وتأجيج الفتن بين أبناء البحرين أو بين الشعب والحكومة فوالله إن من يفعل ذلك لا يضمر الخير لهذا الوطن سواء كان من هذه الطائفة أو تلك

    • زائر 3 | 12:26 ص

      اي نعم

      في يوم من الايام اتهم اناس اناس اخريين بتهم لا انزل الله بها من سلطان ومع مرور الايام وجري الاحداث نرى هؤلاء المتهمون ماثلون امام المحكمة وقد توفرت لهم كل سبل المحاكمة العادلة وظهر امام هذه المحكمة ان هؤلاء المتهمون الخارجون عن الجماعة .... انهم بريؤون مما نسب لهم من تهم. وان الصحف والاقلام التي نشرت صورهم وشهرت بهم قبل المحاكمة قد عوقبت من قبل الناس انها صحف واقلام تشتري شرف الناس
      فلنقف مع القانون المتهم بريء حتى تثبت ادانته. اليس هذا في دسنورنا؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 2 | 11:18 م

      من يفوت فرصة التشطير ؟ وعلى من؟؟؟؟؟؟؟؟

      نعم لوطن الاباء والاجداد المعروفين بالطيبة والكرم والجود والتسامح ولكن للاسف التجنيس هو بداية التشطير

    • زائر 1 | 10:56 م

      ؟!!!

      من اعتدى على الابرياء؟ لو اردت الحقيقة فالجواب هو الشرطة التي قامت بالاعتداء على غالبية الاعتصامات السلمية ولم يسلم منها حتى النساء في النيابة العامة ...

اقرأ ايضاً