العدد 2947 - الخميس 30 سبتمبر 2010م الموافق 21 شوال 1431هـ

جمعية البحرين للإنترنت

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعيداً عن الصخب السياسي الذي يسود البلاد، وفي ظل أجواء يسيطر عليها الهدوء والحكمة، وترفرف فوقها رايات الألفة، تعقد، بعد أيام، «جمعية البحرين للإنترنت» اجتماع جمعيتها العمومية الذي ستنتخب فيه مجلس إدارتها الجديد المكون من تسعة أعضاء، واثنين كأعضاء احتياط. العديد منا يجهل الكثير عن هذه الجمعية الفتيَّة، التي خرجت من رحم «نادي البحرين للإنترنت»، الذي تأسس في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي، وهو ليس على اطلاع كافٍ بتاريخ تأسيسها وتطوره، رغم أهمية الدور الذي مارسته «الجمعية»، على امتداد السنوات التي تقترب من العشر سنوات من عمرها. تتميز هذه الجمعية، إسوة بعدد محدود من الجمعيات المهنية البحرينية الأخرى، بمميزات يمكن إجمال أهمها في النقاط التالية:

1. مهنيتها العالية، سواء على مستوى أعضاء مجالس إدارتها التي تعاقبت على تسيير أمورها خلال الفترة المنصرمة، أو الأعضاء الذين انتسبوا إليها خلال الفترة ذاتها، وهو أمر في غاية الأهمية، وفي منتهى الصعوبة، سواء في المرحلة التي سبقت المشروع الإصلاحي، عندما كان «الولاء غير المبرر» للسلطة التنفيذية، هو مفتاح نيل ترخيص الإنشاء، وكسب الدعم، أو الفترة التي تلت ذلك، عندما شاهدنا اندفاع قوى المعارضة المختلفة من أجل السيطرة على مجالس إدارات مؤسسات المجتمع المدني من أمثال «جمعية البحرين للإنترنت». هذه «الاستقلالية المهنية» وفرت لجمعية البحرين للانترنت بيئة إنتاجية خصبة، مكنتها من وضع العديد من البرامج ذات العلاقة بصناعة الإنترنت، وتنفيذها بنجاح، من جانب، كما حالت دون انحراف الجمعية عن العمل من أجل تحقيق أهدافها، المهنية والاجتماعية، من جانب آخر.

2. الحصانة ضد التسييس الطفولي، أو الجرعات السياسة الزائدة عن الحاجة، حيث نأت الجمعية بنفسها عن الانخراط المباشر في العمل السياسي، وتحاشت التحول إلى واجهة تتخفى تحت أرديتها القوى السياسية، كما عانت من ذلك جمعيات مهنية أخرى. دفعت الجمعية ثمناً باهظاً لهذه «السياسة»، لكنها بالمقابل، تمكنت وبنجاح ملموس من التمسك بمهنيتها، ما كان له أكبر الأثر في محافظة الجمعية على تماسكها الداخلي أولاً، وعدم انجرارها نحو الخلافات السياسية ثانياً، وكسب عدد لا بأس به من الأعضاء المنتجين ثالثاً.

3. تنفيذ ناجح لبرامج تحتاجها سوق المعلومات والاتصالات، من خلال تعاونها مع شركات عملاقة من مستوى شركة «مايكروسوفت»، وعن طريق التنسيق مع بعض الشركات المحلية النشطة في المجال ذاته، تمخض عنها برامج تدريبية تمكنت من تأهيل أكبر قطاع ممكن في مجال تقنية المعلومات، وعلى وجه الخصوص منه ذي الصلة بصناعة الويب. ولا يمكن هنا إغفال اللقاءات الدورية التي عقدتها الجمعية، في مقرها، قبل أن تضطرها ظروفها المالية الصعبة إلى إغلاقه، من بينها تلك المحاضرة التي ألقاها حسن الشهابي قبل سنتين عن «الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك»، في وقت لم يكن الكثيرون منا قد سمعوا بتلك الظاهرة التي تعم الإنترنت اليوم. ولم تكن تلك المحاضرة سوى واحدة من عشرات لم تكن تقل أهمية عنها.

4. تنسيق مثمر مع مؤسسات المجتمع المدني، مثل الجمعيات النسائية، من أجل نشر الوعي بأهمية الإنترنت وقدرتها الفائقة في نقل المجتمع خطوات متقدمة على طريق البناء والتطوير، من خلال تناغمها مع الخطط الوطنية مثل رؤية 2030. ولعل ذلك البرنامج التدريبي الذي نفذته الجمعية مع «جمعية أوال النسائية» من البرامج التدريبية المميزة التي ساهمت في مشروعات «محو أمية الحاسوب في البحرين»، وكان من العوالم التي أمدّت البحرين بالعناصر الإيجابية في تحسين موقعها العالمي من حيث جاهزيتها «المعلوماتية».

5. وضع البحرين على الخارطة العالمية، حيث نسجت الجمعية علاقات مهنية إيجابية حميمة مع منظمات دولية في الحقل ذاته، لعل من أبرزها «جائزة القمة العالمية»، وهي المنظمة التي تنظم «جائزة القمة العالمية للمحتوى الإلكتروني». ونجحت الجمعية، ومن خلال أعضائها النشطين، من أمثال وحيد البلوشي، وعبدالله الحامد، وأحمد الحجيري، ونواف عبدالرحمن، وأحمد البلوشي، وعلي سبكار وآخرين، ليس هنا مجال سرد قائمة أسمائهم كاملة، في نيل بعض الأعمال البحرينية على الإنترنت، مثل «بوابة المرأة» جوائز تلك القمة. كذلك ساهمت جهود هؤلاء وآخرين غيرهم في أن يكون للبحرين مقعد ثابت في مجالس منظمة القمة تلك.

واليوم، والجمعية تسير نحو اجتماعها القادم، من أجل اختيار مجلس إدارتها المقبل، يطمح أعضاؤها أن يروا جمعيتهم وهي تسير، كما عوّدتهم خلال السنوات الثماني من عمرها، بخطى ثابتة، وإرادة متماسكة، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات، على الطريق الذي سلكته، من خلال تعزيز نقاط التميز التي حافظت عليها خلال الفترة المنصرمة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العمل من أجل قضية أساسية مركزية واحدة هي: تجيير الاجتماع القادم الذي سينعقد يوم 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2010، للخروج بإطار عام لبرنامج عمل مستقبلي، يلتزم بوضع بنوده التفصيلية مجلس الإدارة المنتخب، الذي نتوقع أن يشكل أعضاؤه إضافة نوعية جديدة لعمل الجمعية.

ليس هناك من ينكر صعوبة تحقيق ذلك، لكن جمعية بمستوى «جمعية البحرين للإنترنت»، وبخبرة «كهولها» وحماس شبابها، قادرة على أن تستمر في الاحتفاظ بالتميز الذي حققته، فليس هناك ما يحول دون ذلك.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2947 - الخميس 30 سبتمبر 2010م الموافق 21 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:24 ص

      شكرا للكاتب القدير ونتمنى أن يكتب المزيد

      شكرا للكاتب القدير ونتمنى أن يكتب المزيد ... مع تحيات Nadaly Ahmed

    • زائر 5 | 10:32 م

      و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.

      لو أدرك بوكابون هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب. و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.

    • زائر 3 | 10:17 م

      يجب أن تكون حريصة على بناء وتطوير ما هو موجود على أرض الوطن

      يجب أن تحافظ على سيادة وكرامة ورفعة وازدهار وسمو مكانة الوطن والمواطن يجب أن لا تُؤسس من أجل مكاسب شخصية بل من أجل الوطن يجب أن لا تتعاون مع كائنا من كان من أجل تحقيق النجاح والانتصار على حساب الوطن والمواطن هذه بعض من أصول وأخلاقيات الجمعيات الشريفة النزيهة ويجب التحري بعدم تغلغل فئة بوكابون داخلها لأن هذه النوعية مثل سوسة النخيل

اقرأ ايضاً