العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ

مصرع قرنق لا يؤثر على الشركات الراغبة في العمل بالسودان

يبدو ان الشركات التي تنوي الاستثمار في جنوب السودان لم يؤثر على خططها مقتل زعيم الثوار السابق جون قرنق، وانها مطمئنة الى ان اتفاق السلام بين الشمال والجنوب مازال ساريا وذلك بعد تعيين خليفة له.

وسارعت الحركة الشعبية لتحرير السودان الى تعيين نائب قرنق سالفا كير زعيما لها في أعقاب مصرع قرنق في حادث تحطم مروحية في مطلع الاسبوع.

وقتل العشرات في أعمال شغب في العاصمة الخرطوم منذ يوم الاثنين بعد أن خرج مواطنون جنوبيون غاضبون للشوارع احتجاجا على اعلان وفاة قرنق. لكن مسئولين قالوا ان جنوب السودان ساده هدوء نسبي ما ساهم في دعم ثقة المستثمرين.

وأكدت الحركة الشعبية والسلطات السودانية الاستمرار في احترام اتفاق السلام المبرم في يناير/ كانون الثاني الذي أنهى حربا استمرت 21 عاما بين الشمال والجنوب في أكبر دول القارة الافريقية مساحة. ولا يوجد اقتصاد رسمي في جنوب السودان منذ بدأت الحرب العام 1983 وترتبط الأنشطة الاقتصادية المحدودة في المنطقة بعمل منظمات المساعدات.

ومنذ يناير سعى قرنق الذي عين أخيرا نائبا لرئيس السودان لاحياء الاقتصاد ولقيت دعوته الشركات الاستثمار في المنطقة تأييدا قويا.

وأبرمت الحركة الشعبية اتفاقا نفطيا مبشرا مع شركة وايت نايل "النيل الأبيض" المسجلة في بورصة لندن في فبراير/ شباط لكن الصفقة أثارت خلافات مع حكومة الخرطوم التي اعترضت على قيام الحركة بمنح عقود نفطية.

وقالت شركة وايت نايل يوم الاثنين انها تلقت رسالة قوية جدا من السودان مفادها أنه لا تغيير في خطط العمل.

ويأتي غالبية انتاج النفط في السودان البالغ 320 ألف برميل يوميا من حقول في الجنوب تستثمر فيها شركات من الصين وماليزيا والهند.

وقال كيفا بوسير المتحدث باسم بنك كينيا التجاري "الخطط لا تتبدل بين عشية وضحاها. فما دام اتفاق السلام ساريا لن يتغير شيء حقا". ووافق البنك المركزي الكيني لبنك كينيا التجاري على خططه لفتح فرع في مدينة رومبك الجنوبية في السودان.

وقال بوسير "نحن فقط ننتظر انشاء بنك جنوب السودان الذي سيتمكن من ترخيص نشاطنا". وقال بول انرايت المستشار لدى شركة انيشياتيفز لادارة المخاطر "نحن ماضون قدما في خططنا ولن ندع ذلك يؤثر فينا". وأضاف أن "الاسلوب الذي عالجت به الحركة الامر ايجابي وناضج. ولا نرى سببا للتوقف أو الاحجام عما نريد أن نفعله في السودان... وأعتقد أنهم يبعثون بكل اشارة ممكنة على ضرورة استمرار خطط الاستثمار التي وضعت قبل وفاة قرنق". وتتأهب شركات من افريقيا ومن خارجها لاستثمار الفرص السانحة في جنوب السودان وتركز على قطاعات مختلفة مثل البناء والنفط والمصارف والزراعة وتأمل ان يكون لها نصيب من مليارات الدولارات التي تعهد بها المانحون.

وتعهد المانحون في اجتماع عقد في اوسلو في ابريل/ نيسان بتقديم 4,5 مليارات دولار في الفترة من 2005 الى 2007 لتمويل مشروعات في الجنوب.

وقال المتحدث باسم شركة ايست افريكا بورتلاند للاسمنت ديفيد ماينجي "نحن موجودون فعلا في جنوب السودان" مشيرا الى استخدام منتجات شركته في انشاء طريق رئيسي في الجنوب.

وأضاف ان الفرص المتاحة كثيرة وان مقتل قرنق ربما "يؤخر العملة لاننا سنضطر الى الانتظار للتأكد من استمرار اتفاق السلام". وقال المدير بمنظمة بريد أوف لايف افريكا مالي نثيوا "برنامجنا اهتز فقط بوفاة قرنق. لكنها مفارقة أننا نتلقى مزيدا من الاستفسارات من المستثمرين الراغبين في معرفة ما يجري على الأرض". والمنظمة مؤسسة غير حكومية تعمل على الترويج للاستثمار في الجنوب بعد اتفاق السلام.

وقال نثيوا انه منذ انتشار نبأ مقتل قرنق تلقت منظمته 46 استفسارا من مستثمرين محتملين بالمقارنة مع المتوسط اليومي السابق الذي يقل عن عشرة استفسارات.

وتحرص كينيا بصفة خاصة على أن تسبق شركات جنوب افريقيا في الفوز بفرص استثمارية في جنوب السودان وتهدف لمد خط سكك حديد يربط جنوب السودان بميناء مومباسا

العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً