العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ

الانقلابيون يتفاوضون مع أعداء الطايع

استنكار دولي وتعليق عضوية إفريقي وتحفظ عربي

علمت "الوسط" من مصادر عسكرية مطلعة أن القادة الانقلابيين الموريتانيين دشنوا مفاوضات مع قائد تنظيم "فرسان التغيير" الرائد صالح ولد حنانا في معتقله بواد الناقة والذي قاد عددا من المحاولات الانقلابية ضد الرئيس معاوية ولد الطايع قبل أن يلقى عليه القبض ويحكم عليه بالمؤبد. وتولى مدير عام الأمن الوطني علي ولد محمد فال الرئاسة في موريتانيا خلفا لولد الطايع. وبدأ الرئيس الجديد أمس أول مشاوراته السياسية بإجراء مباحثات مع سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في العاصمة الموريتانية. وطلب فال من حكومة النظام المخلوع استئناف أعمالها.

على صعيد متصل لاقى الانقلاب استنكارا دوليا فقد وصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كايسي الوضع بأنه "مضطرب جدا". وندد به الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. وعلق الاتحاد الإفريقي مؤقتا عضوية موريتانيا.

من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حرصه على كل ما من شأنه تحقيق استقرار وأمن ورفاهية الشعب الموريتاني.


قادة الانقلاب يحاورون ولد حنانا وسط استنكار دولي وأسف إسرائيلي

مدير الأمن الوطني يرأس موريتانيا والمواطنون يستأنفون حياتهم

نواكشوط، عواصم - المصطفى العسري، وكالات

تسلم مدير عام الأمن الوطني علي ولد محمد فال أمس السلطة في موريتانيا إثر انقلاب عسكري نفذه في غياب الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع. .. ويعتبر فال أحد المقربين من الطايع، وساهم بشكل نشط في الانقلاب الذي أوصل ولد الطايع إلى السلطة في ديسمبر/كانون الأول ،1984 كما دافع عن ولد الطايع وصد عنه خلال العامين الماضيين ثلاث محاولات انقلابية.

وساد الهدوء شوارع نواكشوط إذ أبقى الانقلابيون القوات التي نشرت في النقاط الاستراتيجية في المدينة في مكانها، ولم ينجم عن الانقلاب أية ضحايا. وقال مصدر مقرب من منفذي الانقلاب إن الكثير من الضباط بينهم رئيس هيئة الأركان العربي ولد سيدي علي وقائد الحرس الوطني عينينا ولد أية وقائد فوج المظليين محمد ولد فايدا اعتقلوا فيما لم يعتقل أي عضو من أعضاء الحكومة. وقالت مصادر مطلعة إن غالبية أركان نظام حكومة الرئيس المخلوع توجهوا إلى مكاتبهم بأوامر من الرئيس الجديد. كما افتتحت الحدود التي كانت مغلقة مع الدول المجاورة السنغال ومالي والمغرب، وفتح مطار نواكشوط أبوابه أمام المسافرين بعد إغلاق استمر بضع ساعات.

وينتظر أن تشهد الساعات المقبلة لقاءات لقادة موريتانيا الجدد مع زعماء الأحزاب السياسية الذين وجهت لهم الدعوة من دون استثناء ومنهم أحزاب كان الرئيس المخلوع يرفض الاعتراف بها. ودعت أحزاب المعارضة القادة إلى الالتزام بتعهداتهم والمحافظة على الاستقرار، وطالب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود بضرورة تشكيل حكومة انتقالية تعكس مختلف التوجهات، متمنيا أن يجري انتقال السلطة من دون تصفية الحسابات أو إراقة الدماء.

في حين تجمع مئات الأشخاص عند مسجد قرب سجن العاصمة على أمل الإفراج عن أقارب لهم وخصوصا من يشتبه بأنهم إسلاميون متشددون شاركوا في تمرد للجيش في يونيو/ حزيران .2003

وقالت مصادر مقربة من الرئاسة النيجرية إن قسما من الوفد الرئاسي المرافق لولد طايع غادر نيامي إلى جهة مجهولة. إلى ذلك علمت "الوسط" من مصادر عسكرية مطلعة أن قادة الانقلابيين دشنوا مفاوضات مع قائد تنظيم "فرسان التغيير" الرائد صالح ولد حنانا في معتقله بواد الناقة والذي قاد في السنوات الأخيرة عددا من المحاولات الانقلابية ضد ولد الطايع قبل أن يلقى عليه القبض ويحكم عليه بالمؤبد.

وعلى صعيد الأصداء المحلية، أعلن الحزبان المعارضان دعمهما للانقلاب. وأشار رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه أن الانقلابيين وعدوا بإقامة نظام ديمقراطي تعددي الأمر الذي كان يرفضه الرئيس المخلوع. ومن جانبه برر حزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يمثل التيار الناصري الموريتاني الانقلاب بقوله إن الرئيس المخلوع طغى وتجبر.

أما دوليا، فندد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بالانقلاب. وفي واشنطن، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كايسي الوضع بأنه "مضطرب جدا". ونددت المفوضية الأوروبية "بالاستيلاء على السلطة بالقوة". ونددت بريطانيا، باسم الاتحاد الأوروبي، بالانقلاب وأوضحت أنها تتابع بانتباه التطورات الجارية. وأدانت المنظمة الدولية للفرنكفونية "الاستيلاء على السلطة بواسطة القوة".

كما أسفت "إسرائيل" للانقلاب مبدية تريثا حيال إقامة علاقات مع السلطة الجديدة. فيما قال أول سفير إسرائيلي في موريتانيا إن "إسرائيل" غير مهتمة كثيرا بما يحدث في موريتانيا لأنه شأن داخلي بحسب تعبيره، مؤكدا أن العلاقات الأميركية والإسرائيلية مع موريتانيا لن تتضرر في ظل الحكم الجديد.

وعلى الصعيد العربي، أعرب الأمين لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن حرصه على كل ما من شأنه تحقيق استقرار وأمن ورفاهية الشعب الموريتاني، مؤكدا أهمية الالتزام بميثاق الجامعة بخصوص التعامل مع الدول الأعضاء باعتبارها دول ذات سيادة. فيما لم تسهب الدول العربية في التعليق على الانقلاب، لكن مصريين كانوا متجمعين في تظاهرة لحركة "كفاية" المناوئة لبقاء الرئيس حسني مبارك، هتفوا ابتهاجا بالانقلاب ودعوا المصريين إلى الاقتداء بالانقلابيين.

بين الملك الشجاع... والمخاوف على السودان

بيروت - آمنة القرى

العرب يعزون الملك الشجاع

سجلت مختلف الصحف العربية حدث رحيل العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز في الرياض، فنعت خادم الحرمين الشريفين مذكرين بأعماله وصفاته الحميدة طوال حياته. وقد أعلنت مختلف العواصم العربية الحداد الرسمي لثلاثة أيام وصدرت بيانات تنوه بمزايا الملك الراحل، واستدعى رحيل العاهل الكبير إرجاء القمة العربية الطارئة التي كانت مقررة الأربعاء لأيام عدة. وقد لاحظ الجميع أن الأسس والمفاهيم التي وضعها فهد لم تهتز حتى برحيله. فتكررت عبارة "خير خلف لخير سلف" وقد راهن كثيرون على أن يعزز تسلم العاهل السعودي الجديد الملك عبدالله بن عبدالعزيز من فرص إعادة الحياة لمبادرة السلام التي عرفت باسمه وأطلقت من قمة بيروت. وسلط الجميع الأضواء على مسيرة العاهل الراحل الغنية بالمحطات التاريخية ووصفوه بالملك الشجاع. وشددت الصحف الكويتية على وقفته إلى جانب الكويت إبان الاجتياح العراقي لبلادهم. فأشارت جميعها إلى "فزعته" التاريخية لتحرير الكويت من الغزو العراقي، يوم راهن كثيرون على قيود قد تحد من قراره فلم يتردد ولم يتأخر. واستذكرت الصحف اللبنانية وقفاته إلى جانب لبنان والتي كان من أبرزها رعايته اجتماعات النواب اللبنانيين في مدينة الطائف التي أثمرت "وثيقة الوفاق الوطني" المعروفة بـ "اتفاق الطائف". وأبرز كثيرون أيضا برقية العزاء التي وجهها الزعيم الليبي معمر القذافي بالملك فهد، مذكرة بأن العلاقات بين طرابلس والرياض كانت وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني ،2003 بعد أنباء نفتها طرابلس عن مخطط ليبي لاغتيال الأمير عبدالله. وكان من تداعيات إعلان وفاة الملك فهد إعلان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إرجاء القمة العربية الطارئة.

في حين نقلت "السفير" اللبنانية عن مصادر دبلوماسية عربية ان القمة ألغيت. وعلى ما يبدو امتدادا للسجال بين الجزائر ومصر بشأن القمة قبل تأجيلها، لفتت "الأهرام" المصرية في المانشيت إلى أن "لا تغيير في جدول أعمالها..." وأن "الموعد الجديد يحدده الرئيس مبارك بالتشاور مع القادة العرب"... لكنها لم تشر في متن الخبر إلا إلى تصريح نسبته إلى أمين عام الجامعة عمرو موسى قال فيه: إن "تحديد الموعد الجديد للقمة متروك للرئيس مبارك على ضوء اتصالاته مع القادة العرب". وخصوصا أن إعلان مبارك الأول عن موعد ومكان القمة كان وراء الأزمة التي نشبت مع الحكومة الجزائرية التي تعتبر أن رئيسها هو المفترض أن يعلن القمة.

مصرع قرنق يهز السودان

من جهة أخرى، شغل الصحف العربية حادث مقتل الزعيم السوداني الجنوبي النائب الأول للرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق الذي قاد المتمردين على مدى عقدين حتى وقع اتفاق سلام وانضم إلى الحكومة التي حاربها... ولفتت إلى أعمال الشغب في الخرطوم، فيما رأى كثير من المراقبين ان وفاة النائب الأول قد تطيح باتفاق السلام الهش. وعلى رغم تعهد كل من "الحركة الشعبية لتحرير السودان" والرئيس عمر البشير، المحافظة على اتفاق السلام، أبدت الصحف مخاوف على مصير السلام، إذ طالب مسئولون في الحركة فتح تحقيق بشأن ملابسات مصرع قائدهم، بينما سرت تكهنات بشأن إمكان ان يكون مقاتلو "جيش الرب" الأوغندي المتمرد أسقطوا الطائرة. وعبرت إحدى الافتتاحيات عن تلك المخاوف بالقول: إن "زلزال قرنق يهزم السودان". بينما أعطت الصحف المصرية بشكل لافت أولوية لحادث مقتل الزعيم السوداني. وتساءلت جميع افتتاحياتها عن مصير السلام في السودان مؤكدة ضرورة تجاوز المحنة.

"القدس العربي": قرنق تجاهل تعيين خليفته

واعتبرت افتتاحية "القدس العربي" الفلسطينية، ان أكبر أخطاء قرنق، انه لم يترك نائبا قويا يواصل سياساته. مضافا إلى ذلك ان هناك حركات انفصالية في الجنوب كانت تشعر بالغيرة تجاه نجاحه، والحصول على ما حصل عليه من مكاسب، فلم تستبعد ان تبدأ هذه الحركات حربا جديدة في الجنوب. وذكرت أن أميركا استثمرت الكثير من الجهد والمال والسلاح لدعم قرنق، ونجحت في إجبار حكومة الانقاذ على تقديم تنازلات ضخمة، ولكن يبدو أن كل ذلك مهدد بعد أن لعب القدر الدور الذي لم تستطع الحكومات السودانية المتعاقبة لعبه، أي إبعاد قرنق من الحياة السياسية السودانية.

"الجمهورية": مصر واستقرار السودان

وأكدت "الجمهورية" المصرية أن مصر التي يهمها أمن واستقرار السودان والتي شاركت في جهود المصالحة بين مختلف الأطراف تأمل ألا يؤدي هذا الحادث المفجع إلى انفراط عقد الوحدة الوطنية، وأن ينتبه الشركاء إلى محاولات إثارة الفتنة وإيقاظ النعرات الطائفية على النحو الذي جرى في الخرطوم وبعض مدن الجنوب. كذلك أكدت "الأخبار" المصرية العمل من أجل أن تظل هذه الخسارة في حدها الأدنى وألا تتجاوز حدود فقدان زعيم وطني كبير بحيث لا تؤثر على مستقبل شعب السودان. وقالت افتتاحية "الأهرام" يكفي السودان خسارة قرنق

العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً