العدد 1073 - السبت 13 أغسطس 2005م الموافق 08 رجب 1426هـ

النصب والاحتيال

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ابتلت البشرية منذ الأزل ببعض ضعاف النفوس الذين لا يخافون الله ولا رسوله وينصبون على الفقراء والمساكين الذين يكسبون رزقهم بعرق جبينهم خصوصا العمال الأجانب وفي ذلك بلاء وشر لابد من اجتثاثه خصوصا في البحرين التي يعرف أهلها بالطيب والكرم منذ القدم، ولكن فجأة تحول ذلك لدى البعض إلى نصب واحتيال إلى درجة أصبح وباء على الجميع، وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة، إذ نصب أحد البحرينيين في العقد الخامس من عمره على عمال أجانب وبعض البحرينيين.

الرجل أوهم الجميع أنه صديق للعائلة المالكة وأنه يعمل في دائرة الهجرة والجوازات - وقد يكون كذلك - ويحمل هواتف نقالة ولكن من غير المعروف هل جميعها ملك له ويستبدل نوع السيارة التي يستقلها مع سائق خاص واستطاع بدهاء أن ينصب ويستولي على نحو 800 دينار من ثلاثة أشخاص، وليته وظف هذا الذكاء في ما ينفع البحرين وأهلها.

وفي مؤشر على فساد الأخلاق - وهذه مصيبة كبرى - أنه لم يحترم حتى العائلة الحاكمة التي قال إنه صديق لها وحاول تشويه صورتها أمام الجميع. كما حاول كذلك إقحام مسئول كبير في إحدى الوحدات المصرفية الخارجية في القضية، إذ أوهم الجميع أنه يعمل من أجل ذلك الشخص وأنه يحاول الحصول على حراس للفلل المؤجرة إليه بسرعة وأنه يستطيع تحويل التأشيرات بسرعة وكذلك الحصول عليها، إذ إنه يعمل مديرا لهذا القسم "التأشيرات".

لا أعرف كيف استطاع هذا الشخص ذو الهيبة الخارجية والنفس الداخلية المريضة أن ينصب على هؤلاء الفقراء، ولكن لأول مرة أشاهد عملية نصب وتعد على هيبة العائلة الحاكمة وعلى دائرة حكومية وعلى مصرف له وزنه في الحياة الاقتصادية بهذه الطريقة.

وعلى رغم حدوث بعض أعمال النصب والاحتيال في مصارف وشركات خاصة، بل وحتى دوائر حكومية، لكن الشخص فعلها وذهب وأغلق الهواتف من دون سابق إنذار معتقدا أنه يستطيع الإفلات بجلده ولا يعرف أن ما فعله السابقون له نالوا جزاءهم ولو بعد حين.

القضية ليست قضية شخصية ولكنها مؤشر قوي على مدى ما وصلت إليه الأمور عند بعض ضعاف النفوس لاستغلال مناصبهم بل والتعدي على الآخرين للضحك على ذقون العباد وخصوصا العمال الأجانب الذين بعضهم لا يجد ما يقتات به، ولكن ليس هناك ذرة شك في وجود أشخاص أفاضل حريصين على تقدم ورفاهية أهل البحرين وسيادة القانون فيها.

على رغم المقولة إنه لا مكان للأشخاص الأغبياء في هذه الدنيا وأن الحياة للأقوى، إلا انه إذا كان لدينا مثل هذا الشخص وترك من دون محاسبة على فعلته النكراء ولم ينل حقه الذي استوفاه بيديه فنقول على الدنيا السلام

العدد 1073 - السبت 13 أغسطس 2005م الموافق 08 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً