العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ

كتاب يدعو إلى فحص تاريخ أميركا العنصري

في الوقت الذي يقف فيه انتخاب أول رئيس أسود للولايات المتحدة كدليل على التقدم الذي تحقق في مجال مكافحة العنصرية يسلط كتاب حاصل على جائزة بوليتزر ويتناول حقبة وحشية في تاريخ الولايات المتحدة الضوء من جديد على الماضي العنصري للبلاد.

ويروي كتاب (الرق تحت مسمى آخر) أنه بعد عقود من الزمان من إعلان التحرير الذي أصدره الرئيس الأميركي السابق أبراهام لينكولن العام 1863 ويقضي بمنع الرق في الولايات المتحدة عاد مئات الآلاف من الأميركيين الأفارقة إلى الرق من خلال تشغيل السجناء منهم في أعمال شاقة.

وقال مؤلف الكتاب دوجلاس بلاكمون إن هذه الرواية ضرورية تماما لفهم سبب استمرار بقاء الانقسام العرقي بالولايات المتحدة وسبب تراجع الأقلية من السود وراء بقية سكان الولايات المتحدة فيما يتعلق ببرامج الرعاية الاقتصادية والاجتماعية.

ويشير الكتاب إلى أن هؤلاء السجناء يلقى القبض عليهم تماشيا مع قوانين مثل قانون مكافحة التشرد والتي وضعت للإيقاع بهم. وبعد ذلك ينقلون للعمل في مناجم الفحم ومصانع الصلب وصناعات أخرى مزدهرة في الجنوب.

ويقيد كثير منهم كما يذكر الكتاب أمثلة لعودة بعض مظاهر الرق من جديد مثل الأوضاع المروعة لهؤلاء السجناء وتعرضهم للضرب واستخدام الكلاب في ملاحقة الهاربين وجرائم قتل في حقهم من دون معاقبة المسئولين.

ومعظم من ألقي القبض عليهم وفقا لهذا النظام من الرجال السود، غير أن بعضا منهم من البيض أو نساء من السود. والفصل العنصري والإعدام من دون محاكمة من مظاهر الحياة التي أصبحت معروفة نسبيا في جنوب الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية إلا أن بلاكمون قال إنه جرى تجاهل بشكل كبير الرق الجديد.

وقال بلاكمون «إن منذ نشر الكتاب تقدم الكثيرون من الأميركيين الأفارقة بروايات عن أجدادهم الذين أدينوا ثم طبق عليهم نظام الرق من جديد بعد انتهاء الحرب الأهلية». وتابع أطلق (الكتاب) حوارا بين...الأميركيين الأفارقة المتعطشين لمعرفة سبب استمرار معاناة عشرة ملايين أميركي أسود من الفقر والاستعباد طوال هذه الفترة.

وفاز كتاب آخر يتناول الماضي العنصري للولايات المتحدة بجائزة بوليتزر الأسبوع الماضي وهو كتاب (همينجز من مونتيتشلو... عائلة أميركية) للكاتبة أنيت جوردون ريد والذي يتناول عائلة من الرقيق تربطها قرابة بثالث رئيس للولايات المتحدة وهو توماس جيفرسون.

وقال بلاكمون «إن الكتابين أوضحا تجدد الرغبة في التعامل من جديد مع عناصر منسية في ماضي الولايات المتحدة في ظل أجواء جديدة انتخب من خلالها باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة العام الماضي».

العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً