صرح مسئول بارز في الأمم المتحدة أمس (الجمعة) أنه سيتم نشر القوات الدولية في المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب في السودان؛ لمنع وقوع أية أعمال عنف قبل الاستفتاء الذي قد يؤدي إلى تقسيم أكبر دولة إفريقية.
وصدرت الأوامر بنشر مزيد من القوات في «المناطق الساخنة» على الحدود بعد أن تم إبلاغ مجلس الأمن بأن رئيس جنوب السودان سلفاكير يخشى أن يكون الشمال يحضر لحرب مع الجنوب بسبب الاستفتاء بشأن الاستقلال المقرر إجراؤه في التاسع من يناير/ كانون الثاني.
من جانبه، كرر الرئيس الأميركي، باراك أوباما الخميس التزامه بإجراء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان بطريقة سلمية وطبقاً لما هو متفق عليه، محذراً من سقوط «ملايين القتلى» في حال فشلت العملية.
نيويورك، الخرطوم - أف ب
صرح مسئول بارز في الأمم المتحدة أنه سيتم نشر قوات دولية في المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب في السودان لمنع وقوع أية أعمال عنف قبل الاستفتاء الذي قد يؤدي إلى تقسيم أكبر دولة إفريقية.
إلا أن وحدة الموقف الدولي بشأن السودان تلقت ضربة أمس الأول عندما عارضت الصين مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن مراقبة العقوبات ضد حلفاء الرئيس عمر البشير. وصدرت الأوامر بنشر مزيد من القوات في «المناطق الساخنة» على الحدود بعد أن تم إبلاغ المجلس بأن رئيس جنوب السودان سلفاكير يخشى أن يكون الشمال يحضر «لحرب» مع الجنوب حول الاستفتاء بشأن الاستقلال المقرر إجراؤه في التاسع من يناير/ كانون الثاني المقبل.
وأكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس أن سلفاكير طلب أثناء لقائه سفراء من مجلس الأمن في الأسبوع الماضي إقامة منطقة عازلة بعرض 16 كيلومتر يوجد فيها جنود الأمم المتحدة فقط.
وقالت للمجلس إن «سلفاكير حذر من أنه يخشى أن يكون الشمال يعد لحرب وإنه ربما يقوم بنشر قواته جنوباً». وعقب الاجتماع قال قائد قوات حفظ السلام الدولية، آلان لي روي إنه سيتم نشر القوات الدولية باتجاه المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب خلال أسابيع.
في هذه الأثناء، كرر الرئيس الأميركي، باراك أوباما التزامه بإجراء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان بطريقة سلمية وطبقاً لما هو متفق عليه محذراً من سقوط «ملايين القتلى» في حال فشلت العملية.
ورداً على سؤال من شبان أميركيين خلال منتدى بث مباشرة عبر شبكة «ام تي في»، قال أوباما إن الملف السوداني يشكل «أحد أولوياتنا».
وأضاف «أنه شيء يتطلب انتباهنا لأنه في حال اندلعت حرب بين الشمال والجنوب في السودان فإن هذا لا يعني أن هناك إمكانية لسقوط ملايين القتلى ولكن أيضاً أن مشكلة دارفور ستصبح أكثر تعقيداً». وأوضح «يمكن أن تشعر الخرطوم، مقر حكومة شمال السودان، بمزيد من التهديد وأن لا تسعى إلى الاهتمام بأعمال العنف التي ستحصل في غرب السودان ودارفور».
وكانت قضية وضع منطقة أبيي واحدة من أبرز القضايا المثيرة للخلاف بين شمال السودان وجنوبه، ما دفع إلى إجراء استفتاء بشأنها، حيث يريد شمال السودان الاحتفاظ بما تدره من عائدات النفط. ومن المقرر أن يجري السودان استفتاءين في اليوم نفسه، أحدهما بشأن تحديد مصير استقلال الجنوب، والثاني بشأن ما إذا كانت أبيي ستبقى تابعة للشمال.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بي.جيه كرولي: «لا نزال نرى أن الطرفين يجب أن يجتمعا وينفذا التزامهما بشأن إجراء استفتاء أبيي في التاسع من يناير المقبل». وكان مسئول بارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قال في وقت سابق إنه من الممكن تأجيل استفتاء أبيي، بعد انتهاء أحدث جولة من المحادثات بين الشمال والجنوب من دون التوصل إلى حل بشأن شروط الاستفتاء.
بدوره، أعلن المعارض الإسلامي السوداني، حسن الترابي مساء الخميس في الدوحة أنه يرجح انفصال جنوب السودان بنتيجة الاستفتاء المقرر في مطلع العام المقبل.
وقال الترابي الذي وصل إلى الدوحة الخميس قبل أن يبدأ جولة أوروبية تشمل عدة دول، في تصريحات للصحافيين «التيار الغالب بدا يتجه نحو الاستقلال الذي يسمونه الانفصال وهذه هي القراءة الغالبة التي لن تتبدل». لكن الترابي استبعد قيام حرب جديدة بين شمال وجنوب السودان، وقال «لا أظن أن هناك قوة لدى الجيش السوداني للقتال بوجود عشرة آلاف جندي أممي غربي في الجنوب والحرب في هذه المرحلة تعني حرب العالم كله وليس الجنوب».
وأوضح الترابي إن «جيش الجنوب نظامي ولا أحسب الحكومة السودانية ستقاتله»، مضيفاً «ما تقوله الحكومة ودعوات الجهاد هو نوع من التهديد كي يصوتوا كما يشاءون».
وحذر الترابي من «تمزق» السودان، وقال «أخشى في السودان أن يحدث لنا ما حدث في الصومال بل أسوأ من ذلك، فالصومال شعب واحد وبلد واحد ودين واحد ولكننا أنواع».
العدد 2962 - الجمعة 15 أكتوبر 2010م الموافق 07 ذي القعدة 1431هـ