العدد 1114 - الجمعة 23 سبتمبر 2005م الموافق 19 شعبان 1426هـ

صباح الخير يا سعادة سفير معتقل "إكس"

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

حينما كنا صغارا لم نكن نفقه إلا معنى واحدا للفظة "إكس" والتي يرمز لها الحرف "X"، وإنها توضع للتعبير عن أن الفيلم المعروض في السينما هو من النوع الخطر أو المشتمل على مناظر إباحية غير مسموح بمشاهدته لغير البالغين سن الثامنة عشرة! الآن، وبعد أن "كبرنا وسبقتنا الأيام" تعلمنا أن هناك معنى آخر للفظة "إكس"، والفضل يعود إلى الإدارة الأميركية، فنحن تعلمنا منها الكثير، ولفظة "إكس" هي مما تعلمناه من معسكر غوانتنامو والذي يطلق عليه معسكر "إكس - راي". في هذا المعسكر المليء بكل الأحقاد والضغائن وجميع الأعمال التي لا تمت بصلة إلى قيم الحضارة والتقدم الذي وصلت إليه البشرية، هناك يقبع أسرانا البحرينيون، أبناء الدولة الصديقة والصديق الحليف للولايات المتحدة الأميركية. جميع مبادئ حقوق الإنسان ترفض الممارسات الشائنة التي تمارسها الإدارة الأميركية مع المعتقلين في هذا المعسكر، إذ تنتهك حقوق المتهم في محاكمة عادلة، وترفض ممارسته للعبادة، ويتم حرمان المعتقل من المياه الصالحة للشرب والطعام الملائم، فضلا عن العلاج في حال المرض. السفير الأميركي في البلاد، عليه أن يهتم بتحسين العلاقات والمحافظة على استمراريتها، ثم أليس من الأعراف الدبلوماسية عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول؟! أم إن سعادة السفير خرق العرف الدبلوماسي كما خرقت بلاده مبادئ حقوق الإنسان في معسكر "إكس"! على السفير الأميركي حينما يريد التحدث أن يلتزم بأبسط قواعد استقلال الدول وسيادتها، وعليه أن يسعى جاهدا - بدلا من الدفاع عن وزارة الخارجية البحرينية - لدى الإدارة الأميركية ويقول لها بالحرف الواحد: إن البحرينيين يطالبون بعودة أبنائهم... ذلك في حال كانت رغبته تحسين صورة بلاده والاحتفاظ بعلاقات جيدة مع شعب البحرين. يبدو من حديث السفير أنه متابع جيد لما يدور في المجتمع ولكنه ناقل سيئ للرسالة المطلوب منه إيصالها إلى الإدارة الأميركية، فبالله عليك يا سعادة السفير ما الفرق بين معسكر "إكس" وأي من المعتقلات الأخرى في العالم العربي أو العالم الثالث؟ وهي ذاتها "الممارسات" تقوم إدارتكم بإدانتها ليل نهار ومحل ابتزاز دائم للدول! سعادة السفير، نحن في البحرين ولا نريد من أحد أن يتدخل في شئوننا الداخلية، وكل ما نريد منك القيام به هو التحدث مع الإدارة الأميركية بشأن الإفراج عن أسرانا البحرينيين وبعد ذلك سنصدق رؤيتكم بشأن الديمقراطية والحريات العامة، التي بفعل إدارتكم في غوانتنامو قمتم بدعاية مضادة لكل ما هو أميركي... على رغم بعض ما تقوم به المنظمات الإنسانية أو تلك الداعمة لقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان. سعادة السفير، السلام ختام، هذه هي رسالتنا إليكم، وأما رسالتكم فقد لخصها لنا المعتقل البحريني جمعة الدوسري في رسائله التي تقطر دما... هذا ردكم على رسالة السلام التي بعثناها إليكم؟!

عطني اذنك

جهود مؤسسات المجتمع المدني المختلفة والتنظيمات السياسية، يجب أن تنصهر في بوتقة اللجنة الأهلية لمناصرة أسرانا في غوانتنامو، ويجب الوقوف مع هذا المطلب الوطني والواجب الديني في المطالبة بالإفراج عن المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو. وعلى الجميع توحيد الجهود كافة من أجل هذه الغاية.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1114 - الجمعة 23 سبتمبر 2005م الموافق 19 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً