قال المرشحان للمقعد النيابي في الدائرة السادسة بمحافظة الوسطى محمد آل الشيخ والشيخ حسن عيسى إن الدائرة تحتاج بشكلٍ رئيسي بعد القبضة الأمنية إلى حلحلة الملف الأمني بالتعاون مع جميع القوى الأهلية والرسمية التي يمكن أن يكون لها صدى إيجابي في سبيل إنهاء هذه الأزمة الأمنية، مشددين على أن «جزيرة سترة بها كثافة سكانية كبيرة وتعاني من البطالة ونقص السكن والفقر وسيكون كل ذلك أولوية في عملنا النيابي المقبل».

ومن جهته، وصف المرشح محمد آل الشيخ السنوات الأربع الماضية بأنها «سنوات عجاف»، وقال: «سترة تعاني من نقص شديد في الخدمات و75 ألف نسمة لم يكن لهم تمثيل صحيح وإنما «منقوص» ومع الأسف هذا شكّل جانباً سيئاً وسلبياً انعكس على الناخب بدرجة أولى وانعكس على التجربة النيابية لدى الناس في المنطقة».

أما الشيخ حسن عيسى فقال إن التنكر للإنجازات المتحققة خلال الفصل التشريعي الثاني وما قامت به كتلة الوفاق ليس من الإنصاف، وقال «الإنجازات موجودة، لكنها أقل من طموحنا وطموح الأهالي بسبب سنوات الحرمان الطويلة التي عاشتها جزيرة سترة.

كما عبر المرشحان عن تفاؤلهما بالفوز، إذ عد الشيخ حسن الدائرة وفاقية خالصة ومضمونة، فيما عوَّل آل الشيخ على «وعي أهالي الدائرة في اختيار الأصلح والأكفأ والمجرب»، مشيراً إلى أن «الناس أفاقت من حلم أن سترة وفاقية». جاء ذلك في المناظرة التي أجرتها «الوسط» بين مرشحي سادسة الوسطى، وهذا نصها:

مع قرب موعد الاستحقاق الانتخابي... كيف يقرأ كل منكما حظوظه الانتخابية؟

- محمد آل الشيخ: اعتقد بأن حظوظي واعدة فالناس مارست تجربة سابقة اربع سنوات وصفها معظهم أهالي الدائرة بأنها «سنوات عجاف» لا تريدها أن تتكرر، الناس تستذكر مواقف سابقة وإنجازات برلمان 2002... جزيرة سترة تعاني من نقص شديد في الخدمات و75 ألف نسمة لم يكن لهم تمثيل صحيح وإنما «منقوص» ومع الأسف هذا شكَّل جانباً سيئاً وسلبياً انعكس على الناخب بدرجة أولى وانعكس على التجربة النيابية لدى الناس في المنطقة... الناس كانت ترى أن الأمور في 2002 تتحرك في الاتجاه الصحيح وبتدرج مرض، وكنت أتمنى أن يستمر هذا التوجه ولكن مع الأسف ما حدث هو العكس... ما قام به نواب 2002 كان عملاً بكل المقاييس أفضل بكثير من أداء النواب الحاليين وهو ما فعلته وفعله النواب من منطلق الإحساس بالمسئولية ولم نتحمل المسئولية كاملة لكننا مقصرون... إن حقوق الناس مسلوبة ومنتقصة وجاءت فترة التمثيل الحالية لتعمق انتقاص الحقوق ولهذا انهالت عليَّ الاتصالات منذ أزيد من عام قبل إعلان ترشحي تستحثني على إعادة الترشح بسبب ما رأوه من أداء نيابي غير مرض وتمثيل منقوص لجزيرة سترة في البرلمان... نحن نتحدث عن «أداء» ونحتفظ بكامل التقدير والاحترام للأشخاص.

- شيخ حسن عيسى: لا أحتاج الى الإطالة في هذا الأمر... ولكني أقول إن جماهير جزيرة سترة عرفت بولائها للوفاق ولاتزال وأعتقد بأن الجماهير أعطت صوتها وثقتها في ليلة تدشين خيمة الوفاق الانتخابية في هذه الدائرة بما لا يدع مجالاً للشك بأن الأمر قد حسم.

ما تفضل به الاخ محمد من أن التمثيل المنقوص يرتبط في واقع الامر بأسباب واضحة لا علاقة لها بأداء النواب بقدر ما له علاقة بالتوزيع الظالم للدوائر، ما أوجد تمثيلاً منقوصاً لهذا التيار... كما يتعين علينا ألا نغفل أن الوفاق تمثل صوت المعارضة في البرلمان وهو ما يجعلها مستهدفة.

أما وصف المرحلة السابقة بأنها كانت «سنوات العجاف» فأتصور بأنه ليس وصفا دقيقا وفيه اجحاف كبير بما تم تحقيقه لسترة خصوصاً... فإذا قرأنا الانجازات المتحققه وخصوصا على الصعيد البلدي فإن أكبر نصيب من الخدمات خصت بها جزيرة سترة، ومعروف أن سترة جزيرة كبيرة والفقر فيها مستشر، وبالتالي فإن الخدمات قد لا تكون واضحة كما يجب... وأما حظوظي في الدائرة فستقرره نتائج الاقتراع في يوم الاستحقاق في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

الأخ محمد آل الشيخ، على رغم أن الأنباء تتوارد عن تلقيك دعما من جمعية الرابطة الإسلامية، إلا أنك تنفي ذلك باستمرار. لماذا؟

- من حيث الأصل، لا توجد لدي عضوية في جمعية الرابطة، وأنا شخص مستقل، واعتمادي على نفسي، أما عن علاقتي بالرابطة، فأنا على علاقة وطيدة مع الجميع، ولا أنكر صداقتي معها كما هي صداقتي مع باقي الجهات ومنها الوفاق، ولا أعتقد بأن لي مصلحة في التحالف معها في هذه الدائرة.

أود القول إن سترة ليست وفاقية، الناس أفاقت من هذا الحلم، الناس أصبحت أكثر وعياً، ولو كانت الدائرة محسومة كما تفضل به الشيخ حسن فلماذا كان حضور الأهالي لمقري الانتخابي أكثر من الحضور لديه، على رغم أن الحضور ليس مقياساً على حسم الدائرة، أجد أن الأداء هو الذي يحدد ولاء الدائرة وجماهيرها، وهذا هو الصحيح والأصل، بأن تصوت للشخص الذي يحقق طموحاتك.

سؤالي بشكلٍ أوضح، هل تلقيت اتصالات من «الرابطة» لدعمك؟

- محمد آل الشيخ: لا. المصاريف المالية لحملتي بسيطة كما هي مصاريف كل حملة، وهذا الحديث عن دعمي نوع من الاسطوانة المتكررة، فلو كانت الرابطة لديها جماهير في الدائرة، ربما وجدت أن الدعم ذا فائدة أكبر.

شيخ حسن... هناك مخاوف جدية من توظيف الدين لصالح حملاتكم الانتخابية، وخاصة أمام المرشحين الوطنيين والمستقلين، هل من تطمينات لتلك القوى السياسية المنافسة بهذا الشأن؟

- الشيخ حسن: أولاً نحن نعتقد بأن الدين الذي لا يقود حياة أو يساهم في تسيير شئون الدولة والناس هو ليس بدين... ديننا الذي نعرف ونعتقد به هو ذلك الدين الذي يتوافر على منظومة متكاملة من القوانين والنظريات التي تساهم في تنظيم شئون ومصالح وحياة الناس... ولذلك فإن الإسلام له رأي في المضمار السياسي، من هذا الفهم فإن من حق المعمم باعتباره مواطنا يتمتع بجميع الحقوق والواجبات التي نص عليه الدستور وتقرها الأعراف الإنسانية... أما الحديث عن تدخل الدين واستغلاله في حملات الدعاية الانتخابية فالقانون واضح في هذا الأمر ونحن ملتزمون بالقانون في كل خطواتنا ولذلك نحن نطمئن كل من يبدي تخوفاً من هذا الأمر.

نائب الأمين العام للوفاق ذكر في آخر كلمة له أن كتلة الوفاق تطلع كبار علماء الدين على كل قضية وملف لها اتصال بالجانب الشرعي... لماذا إذاً الحرص على ترشيح معممين؟ هل هي لجنة شرعية (داخلية) أم ماذا؟

- الشيخ حسن: الوفاق تمثل تياراً ملتزماً دينياً له حضور اجتماعي وسياسي واسع، واتصالها بعلماء الدين يرتبط بالنواحي الفقيهة فقط أما العمل السياسي اليومي فهو متروك لاجتهاد ورؤية الاخوة انطلاقاً من روح البرنامج المحدد سلفاً... الوفاق ترتبط بالعلماء الذين لهم رؤية سياسية من منطلق ديني وهو موقف والتزام شرعي، أما وجود المعممين في الكتلة فأظن أن الجميع يعلم بأن مرشحي الوفاق فيهم معممان اثنان فقط، وكما أسلفت فإن المعمم اذا ما توفرت فيه الكفاءة والنزاهة والمقدرة على العطاء في هذا الجانب فمن حقه أن يمارس حقه الدستوري في تمثيل مصالح الناس.

آل الشيخ... يتحدث البعض عن وجود ايعاز رسمي لبعض الوجوه لمنافسة الوفاق في دوائرها... كما يشيرون لتلقي أموال بهذا الشأن؟

- آل الشيخ: ما دفعني الى الترشح هو ضميري واحساسي بالمسئولية الوطنية... أما القول إن هناك إيعازا رسميا وجه للبعض فهو أمر قد يكون موجودا في غمار السياسة فأصابعك ليست كلها سواء ولكني أؤكد أنني لست واحداً من هؤلاء... فأنا مترشح في 2002 قبل أن تقرر جمعية الوفاق المشاركة في 2006 أصلاً في وقت كانت فيه قوى المعارضة تعيش حالة «غيبوبه سياسية» ونحن من أيقظناها... نحن الأصل في التجربة... ولقد دفعنا ثمن موقفنا غالياً... كان يقال إننا بعنا دماء الشهداء ووصمنا بخيانة الوطن، وإننا خارجون عن خط العلماء... لقد آمنا بأن التجربة بكل نواقصها يجب أن تأخذ مداها من التطور والنمو وهو موقف بنت عليه المعارضة لاحقاً خياراتها في المشاركة.

ولكن خطاب المعارضة تطور كثيرا واصبح أكثر واقعية ونضجا؟

- نعم بكل تأكيد... وهذا هو التطور الذي ندعو له ويجب ألا يتوقف عند حد، منذ تجربة 2002 الى 2010 حدث تطور سياسي واضح ونحن نريد أن يتطور وعي المواطنين لكي يساهموا بشكل ايجابي أكبر في صناعة مستقبلهم نحو الأفضل... دور الناخب والنائب أن يعرف ويتعلم ويتخذ القرار الملائم... إنني فخور بأن التجربة النيابية أخذت موقعها الملائم في وعي الناس والقوى السياسية، فالمشاركة السياسية هي التي تجعلنا نتأمل خيراً في طريق الإصلاح ونقود بقرارنا عملية التغيير.

من هنا يجب أن تكون هناك نتائج ملموسة لعمل النائب... يجب أن نساهم في نقد الأداء ونساهم في الارتقاء بأداء النواب واختيار المرشح الأكفأ... جزيرة غنية بمثقفيها وكوادرها وهي تستحق تمثيلاً يتلاءم مع مكانتها وتطلعات أهلها.

إذا كانت الوفاق تسعى لمصلحة البلد وتبني الملفات التي تؤرق الموطنين فكلنا الوفاق. إنني لا أؤيد الفوز بالتزكية... فهذا النوع من الفوز هو خسارة جماهيرية ومنقصة للتجربة والفوز الحقيقي هو ما يتم عبر تفعيل إرادة الناس وما يفرزه صندوق الاقتراع.

- الشيخ حسن عيسى: المقاطعة التي حصلت في 2002 هي نتيجة حراك لتصحيح المسار وهو حراك سياسي طبيعي من اجل تغيير مسار خاطئ كان موجوداً وهو نتيجة وإفراز لعملية التطور الذي أشار لها الأخ محمد... أما الحديث عن سلبية الفوز في الانتخابات بالتزكية فهو على نوعين: النوع الأول هو الذي يحدث في ظل غياب حقيقي لإرادة الناس وصوتها، أما النوع الثاني فهو نتيجة لحراك وتوافق مجتمعي حول شخص يحظى بمكانة وتقدير وثقة الناخبين وهو فوز لا أرى أنه يمثل حالة سلبية.

الشيخ حسن، بعد إعلان الوفاق لقائمتها النيابية، وجهت لها ملاحظات تتعلق بمدى كفاءة بعض مرشحيها واهليتهم للتصدي لهذا الموقع الوطني، وكنت أنت من الشخصيات التي تمت الإشارة لها بهذا الشأن. كيف ترد على ذلك؟

- ما هو مفهوم الكفاءة؟ هل هي الشهادة القانونية والسياسية؟ التاريخ أثبت أن الشهادات الأكاديمية ليست وحدها المعيار الحقيقي على اهلية العضو النيابي، الكفاءة الأهم هي الكفاءة التي تبنى على التجربة وفي ذلك لي تاريخ واضح، فقد كنا في عمق التاريخ النضالي لشعبنا.

مرة أنت تحصل على كفاءة جاهزة 100 في المئة، وهذا صعب في مثل هذه التجربة الوليدة أن تحصل على هذا النموذج، لذلك لابد أن نبحث عن شخصية قابلة للنمو والتطور، واعتقد بأنني قادر على استيعاب المرحلة، سأكون مستعداً مع الكتلة التي ستساعدني على الارتقاء والسير سريعاً لهذه المرحلة.

أود التشديد على أن الدائرة محسومة، والحضور الحاشد الذي قدم الولاء للوفاق والتشجيع لي قرينة جلية لا تحتمل التأويل، كما أن هناك قرائن أخرى على «وفاقية» الدائرة ومنها أن جزيرة سترة تضم حراكاً أكثر ميلاً للوفاق، بحسب الواقع الملموس.

ثم من قال إن الناس لم تكن واعية ولم تفق، الشعوب أفاقت منذ زمن طويل والتراكمات السابقة استفاق منها الشعب منذ القدم، وكانت بداية الثمانينيات مرحلة مهمة في الوعي الوطني، ولسنا بحاجة إلى اتهام الجماهير بأنها كانت نائمة وأفاقت اليوم.

السؤال لكما الاثنين، إذا افترضنا أنكما ستتنافسان وفق برامج محددة، هل لكما أن تعرضا أهم البرامج التي ستقدمونها للناخبين في دائرتكم؟

- محمد آل الشيخ: ممثل المجلس النيابي يمثل الشعب بأسره، ويجب أن نعالج جذر المشكلة، وأهمها عدم عدالة الدوائر الانتخابية، إذ نرى أن التوزيع العادل للدوائر الانتخابية هو مطلب وطني يجب أن تتحد عليه جميع الكتل والقوى الوطنية.

كذلك أعتقد بأن مسألة التجنيس، تحتاج إلى إسقاط قانون الجنسية الحالي، والذي صدر قبل إصدار الدستور في 1973، فهذا القانون اعتبره أقسى من قانون امن الدولة، والدولة نجحت في إيهامنا بخلاف ذلك، كما لابد من معالجة النقص في الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية.

أما عندما أتحدث على صعيد دائرتي، سترة زاخرة بشتى طبقات المجتمع، وكلهم يحتاجون أن ينالوا حظهم ونصيبهم في الوظائف، فلماذا يقدم المجنس على المواطن في الوظائف، ولماذا يقدم عليه في المسكن والخدمات؟ ينبغي أن يكون هذا الملف هو الشغل الشاغل للنواب، ولا تستطيع الحكومة أن تنال من وحدتنا إذا قدمنا حراكاً متواصلاً فيه.

- الشيخ حسن عيسى: هناك ملفات سياسية معقدة في تركيبتها، وهذه الملفات بحاجة إلى مواصلة وتراكم جهود فيها، أما ما يخص الدائرة، فنحتاج بشكلٍ رئيسي بعد القبضة الأمنية إلى حلحلة الملف الأمني بالتعاون مع كافة القوى الأهلية والرسمية التي يمكن أن يكون لها صدى إيجابي في سبيل إنهاء هذه الأزمة الأمنية.

وعلى صعيد الدائرة، فجزيرة سترة فيها كثافة سكانية كبيرة تعاني من البطالة ونقص السكن والفقر وسيكون كل ذلك أولوية في عملنا النيابي المقبل.

- محمد آل الشيخ: أود أن ألفت إلى أنني أقدم نقداً موضوعياً لأداء الوفاق، حتى يكون هناك تصحيح للمسيرة، لم نجد في المجلس المنتهي الكثير من الإنجازات، وفي المقابل وجدنا استقطاع الـ 1 في المئة، أما الوزير عطية «ما شفناه طار»، ويبدو أنه سيستمر، وحتى الأشخاص الطائفيين رأينا كيف كان نواب الوفاق يصلون وراءهم.

نريد نواباً يدافعون عن مطالب الناس، مشروع إسكان وادي السيل تم إنشاؤه في ثمانية أشهر، بينما تخصيص أرض لإسكان سترة استغرق سنوات، وهنا أقول إذا كان المسئول الحكومي ضميره ساكتاً وجب علينا كنواب أن نصدح بصوت الحق.

- الشيخ حسن عيسى: في هذا الأمر تجنٍ واضح على الوفاق، لماذا لا يتم النظر إلى الإنجازات التي تحققت بنظرة أكثر إنصافاً وعدالة؟

- محمد آل الشيخ : إنجازات الوفاق هي شعارات، بينما الواقع أنها أوجدت تكاليف مالية على الناس، وتلك هي الحقيقة المرة.

الأخ محمد تشددون في تصريحاتكم على «التصويت للأجدر والأكفأ»... كثيرون يرون أن الأجدر والأكفأ هو من يترشح ممثلاً عن جمعية سياسية قادرة بمراكمتها للإنجازات والخبرة على تحقيق ما يعجز عن الخيار الفردي؟

محمد آل الشيخ: إذا كان أداء الكتلة أو الجمعية السياسية أداءً متميزاً وفاعلاً واستطاعت أن تثبت قدرتها على الصعيد التشريعي والبرلماني والرقابي فهو أمر سيفرض على الآخرين احترامه وتقديره، ولكن ما حدث عكس ذلك؛ نجد كتلة تضم 17 نائباً يكون أداؤها يقترب من الصفر، ويعترف بعض أعضاء الكتلة نفسها بأن أداءهم ضعيف ولا يتناسب ومكانة التيار الذي يمثله وعجزت عن تمثيل تطلعات الناس.

ذكر الشيخ حسن أن الوفاق مستهدفة والسعي لتصويرها عاجزة وفاشلة أمام جمهورها مطمح لبعض الجهات؟

- محمد آل الشيخ: إذن ما هوي دوري؟ واجبي أن أحاسب كنائب وككتلة عريضة هذا البعض أو الجهة التي تسعى للنيل من حقوقي والانتقاص منها. أنا كنائب وكتلة قادر على أن أستجوب الوزراء وأطرح الثقة عنهم. لماذا لم تفعل الوفاق ذلك؟

ولكن جميع الكتل النيابية أشادت بدور كتلة الوفاق وأدائها؟

- محمد آل الشيخ: لقد بلعت الوفاق الطعم. مطلوب أن تستمر الوفاق بهذا الأداء البرلماني الهزيل وتصوير أدائها على أنه أداء متميز وينطلي عليها هذا التضليل. هذه هي الطريقة الحكومية لضمان استمرارية الوضع على ما هو عليه. وهذا هو فن السياسية الذي تجيد الحكومة اللعب عليه، تمدحك من أجل أن تشعر بالزهو وتصدق نفسك أنه «عبط سياسي».

أرى أن البديل يتمثل في اختيار الشخص الكفء والقادر على العمل البرلماني بشقيه الرقابي والتشريعي، نحن في نزال سياسي لابد فيه من تحقيق الإنجازات، الناس «شرشحت» الوفاق بسبب أدائها الهزيل، لذلك أقول: إذا كانت الكتل بهذا المستوى فأعتقد أن البديل هو للمرشح «الكفاءة». شخص مجرب وأثبت مقدرته في الفصل التشريعي الأول. يؤلمني أن الناس باتت تطلق على بعض نواب الوفاق بأنهم نواب سايلنت. نحن مواطنين ولنا مطالب سياسية ولا يجوز أن أهدر حقوقي. حقوقنا نحميها بالعمل وليس بدغدغة مشاعر الناس بالخطب والوعود.

الأخ محمد... يقول بعض أهالي سترة إن علاقتك الاجتماعية محدودة جداً بأهالي الدائرة، وانك تنشط اجتماعياً فقط في موسم الانتخابات؟

- محمد آل الشيخ: بالنسبة للمكبلات والمعوقات داخل البرلمان فهي موجودة ويعاني منها المجلس بكل كتله النيابية. أنا كنت نائباً سابقاً وعندما دخلت كنت على دراية بهذه الأمور. المفترض أن هذا الواقع الصعب يمنحنا دافعاً أكبر لاختيار الشخص القوي القادر على التعامل مع هذا الوضع.

لقد كان أداء نواب الفصل التشريعي الأول متميزاً وكان الأجدر أن يتحسن الأداء بشكل أكبر مع تطور التجربة. العمل البرلماني يحتاج إلى كفاءة قادرة على التعامل مع الملفات الصعبة وليس لرجل دين ممكن أن يخدم في مجال عمال آخر يحتاجه المجتمع فيه بشدة، ولهذا أدرك الشيخ علي سلمان هذه الحقيقة وخرج من الكتلة النيابية للوفاق.

الشيخ حسن: الشيخ علي سلمان لم يخرج لدور العبادة إنما لقيادة التيار.

آل الشيخ: اعذرني، دعني أواصل الإجابة... أما بخصوص وجودي الاجتماعي؛ فأنا على العكس، حضوري دائم ومتواصل ولديّ سكرتير يطلعني على الملفات والمشاكل التي تحتاج لمتابعة. بطبيعة الحال وجودي اليوم بدرجة أقل مما عليه وأنا نائب، ولكني أؤكد أن التواصل هي سمة من سمات أهل سترة بحكم القرابة والجيرة والإحساس العميق بروح الأسرة الواحدة. كما أن لي مشاركات في ندوات سياسية ومجلسي مفتوح. أسعى لأن أؤدي دوري الاجتماعي على أكمل وجه، ولكن في النهاية الكمال لله وحده وجميعنا مقصرون.

عندما كنا في البرلمان كان همنا تبني قضايا المواطنين والدفاع عن مصالحهم ولذا أخذنا على عاتقنا مهمة حل ملف العاطلين عن العمل وفتح باب التوظيف في وزارتي الداخلية والدفاع ونجحنا بالفعل في الحاق عدد كبير من العاطلين في شرطة المجتمع وهي كلها مبادرات تبنتها

لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني. كما نجحنا في إرجاع مفصولي وزارة الكهرباء الذين بقوا سنوات طويلة في انتظار إرجاعهم إلى وظائفهم. وبعيداً عن العمل البرلماني فإنني احد الأشخاص العاملين في المجال الخيري والاجتماعي. ولعل اهم القضايا التي أوليتها كل اهتمامي هو مشروع إسكان سترة المعطل، فقد قيل إن المعوق الأساسي للبدء فيه هو أنابيب الغاز، وتابعت شخصيا المسألة من باب المسئولية الوطنية دون أن أتدخل في صلاحيات المجلس البلدي والنواب، وأنا على تواصل مع وزير الإسكان ووزير شئون النفط والغاز رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا. كما أتابع موضوع «المرفأ البحري» ولا أدخر جهداً في سبيل حلحلة هذه الأمور. وحتى في الموضوع الأمني في الشق المتعلق بالأخوة المعتقلين فأنا لا أتأخر بطلب العفو من جلالة الملك لمعالجة هذه المسألة وإنهائها.

الشيخ حسن، يتحدث البعض عن أن دخول المعممين إلى مجلس النواب يعمق ويكرس حالة الطائفية في البلاد. ما تعليقك على ذلك؟

- الشيخ حسن عيسى: هذا الكلام غير مقبول، إذا كانت هناك عناصر متشنجة في داخل المجلس تنظر إلى اللباس الديني بحد ذاته على انه عنصر تأزيم فذلك غير مقبول، أداؤنا لن يحدده لباسنا بل عقولنا ومبادئنا، وسنقدم أداء وطنياً، كما قدمته الوفاق في المجلس الماضي، فهي لم تقدم حراكاً طائفياً قط، وجسدت مظاهر الوحدة الوطنية مع بقية الكتل في الملفات الوطنية التي طرقتها.

كذلك أجد أن هناك حساسية مفرطة في التعاطي مع العمامة في مجلس النواب، أنا مواطن لي الحق أن أعطي رأيي، وهذا رأي الجمهور الذي سيختارني، نحن قادرون على الإنجاز، وهذه هي العملية الديمقراطية التي تأتي بممثلين عنهم يرتضونهم، والتجربة السابقة أثبتت نجاح قيادة العمامة وعلى رأسها الشيخ عبدالأمير الجمري فقد كان قائداً وطنياً، وابحث في التاريخ فإنه مليء بالنماذج الخيرة، وقريباً هناك أداء متميز للشيخ علي سلمان في البرلمان وخارج البرلمان ووجوده أوجد حالة من التوازن وخطاباته كلها وحراكه يشهد على ذلك.

إذن، بماذا تفسر قلة المعممين في القائمة الوفاقية الحالية؟

- الشيخ حسن عيسى: الكثير من المعممين لديهم ظروفهم المضغوطة والتي لها وجود والتزامات ومن حق هذه العمامة أن تخدم الوطن في مناطق عدة، وذلك ليس تقليصاً لرسالة العمامة.

- محمد آل الشيخ: لماذا خرج الشيخ علي سلمان من البرلمان ولم يرشح نفسه هذه المرة؟

- الشيخ حسن عيسى: خروج الشيخ علي سلمان لا يعني عدم الكفاءة، وأنا أقول إنه إذا كان لديك نائبٌ ذو أداء متميز، فهل عدم فوزه في المرات المقبلة دليل على عدم كفاءته؟

ذكرت – محمد – إذا كانت الوفاق مع الوطن فكلنا الوفاق. هل هناك إمكانية لالتحاق آل الشيخ في كتلة الوفاق فيما لو كان الفوز حليفك؟

- محمد آل الشيخ: أنا لم أقل ذلك. قلت إذا كانت الوفاق تسعى لخدمة الوطن كله فكلنا ممكن نكوّن جبهة أو تكتلاً للعمل معاً. إنني مدرك أن العمل البرلماني عمل جماعي وليس فردياً وبالتالي يجب أن نتعاون ضمن تكتل يسعى لطرح الملفات الوطنية. سأتعاون مع أي تيار يخدم هذه الأهداف. فالكتل تنجح إذا تكاملت أدوارها وأتحدت من أجل تحقيق ما يتوق له الناس من تطلعات وأمان.

كلامك فيه تعميم نوعاً ما بخصوص كتلة الوفاق؟

- محمد آل الشيخ: حتى أكون واضحاً ومنصفاً فإن كتلة الوفاق تضم اثنين من النواب (والحمد لله أعيد ترشحيهم)، ولكني متأسف أيضاً على كفاءات خرجت من التركيبة منهم أعضاء بلديون. وآمل أن تكون في المجلس المقبل كوادر وطنية قادرة على تطوير التجربة وتعميق الإصلاح كما آمل أن تكون هناك مبادرات من قبل كتلة الوفاق لتضم كل ألوان الطيف السياسي وألا تكون صوتاً واضحاً، فالعمل السياسي عمل جماعي بطبيعته يقوم على التحالف ومد وشائج التفاوض مع القوى الموجودة وليس عملاً فردياً.

حدثاني عن حظوظكما بالأرقام التي تتوقعانها؟

- الشيخ حسن عيسى: لا أخفي عليك أن الملف الأمني أحدث نوعاً من الإحباط على أصل المشاركة، لكننا واثقون أن أصوات محبينا ستكون أكبر وأعلى هذه المرة.

- محمد آل شيخ: لو كنت مرشح الوفاق لحصلت على 100 في المئة، المهم هو الأداء، ارجع إلى النسبة التي حصل عليها السيد حيدر الستري، ثم عد إلى أدائه واحكم.

كلمة أخيرة...

- الشيخ حسن عيسى: نحن لا نسعى إلا لخدمة الوطن، وليس من الصالح ترك هذه المساحة لإيصال صوتنا إلى الجهات الرسمية، وأرجو للجميع التوفيق فهدفنا كلنا خدمة الوطن والمواطن.

- محمد آل شيخ: أقول للمواطنين صوّتوا للأكفأ، اتخاذ الناس للقرار السليم هو حماية لهم ولأبنائهم للأجيال القادمة، وهو تسريع لوتيرة الإصلاح، والعكس صحيح، وأقول يجب ألا تتكرر السنوات العجاف السابقة.