ركز المؤتمر الثامن لمنتدى الأعمال الناطق بالفرنسية أمس على مستقبل الاستثمارات في إفريقيا لاسيما في الدول الناطقة بالفرنسية، مشيراً إلى وجود آفاق استثمارية واعدة ولكن في الوقت نفسه تحديات يجب التغلب عليها.
ودعا المنتدى الذي عقد هنا على مدى يومي 21 و 22 أكتوبر/ تشرين الأول إلى ضرورة المضي قدماً في مسارين استثماريين متوازيين الأول يهتم بالتنمية فيما يهتم الثاني بالمشروعات الاقتصادية بعيدة المدى.
وأشار المشاركون في المنتدى إلى عنصر الاستقرار السياسي ودوره في جذب الاستثمارات إلى القارة السمراء وظهور اهتمام دولي بالاقتصاد الأفريقي مع دخول لاعبين جدد من الصين والهند وأميركا اللاتينية ومعهم برامج استثمارية ذات توجهات جديدة.
وفي هذا السياق شدد خبير مراقبة الجودة والاختبارات بإحدى الشركات في مداخلته على ضرورة سيطرة أفريقيا على أنشطتها التجارية وحصولها على مزيد من السيطرة على إنتاجها وصادراتها وتحسين مراقبة الموانئ والعمليات الجمركية.
كما اشار الخبير أندريه سوماه الى أهمية تطوير الأساطيل التجارية وتأثير الأفارقة في مسار المواد الخام التي يتم استخراجها من قارتهم.
من جهته أكد الخبير المتخصص في الاقتصاد الإفريقي تييري تيني على أهمية رعاية مجال التنمية البيئية والتدريب المهني والتصميم الصديق للبيئة والادارة المستدامة للنفايات وادارة الطاقة كأحد أوجه النشاطات الحيوية التي يجب الاهتمام بها في القارة.
وأوضح ان إفريقيا ستثبت انها ساحة جديدة لتلك المشروعات التي تعود بالربح على المستثمرين الأجانب وعلى السكان الأفارقة في آن واحد مشيرا الى امكانات القارة في مجال الطاقة المتجددة وتوافر الأراضي الصالحة للزراعة وتنوعها الحيوي الغني.
الا أنه رأى ان القضية الحقيقية تكمن في ضعف البنية التحتية الإفريقية في العديد من دول إفريقيا وجنوب الصحراء وعدم وجود تقييم اقتصادي لتلك الفرص الاستثمارية لتقديم حوافظ المشاريع للجهات الممولة.
ولفت الى أهمية الابتكار كحجر الزاوية في النمو الاقتصادي الصديق للبيئة واستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات والحاجة الى الاستغلال المستدام للموارد.
من جانبه انتقد المستشار الاقتصادي هادي السبلاوي النظر الى الاستثمار في إفريقيا على انه حقل اختبار.
وقال في حديث مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان استمرار النظر الى إفريقيا على انها حقل اختبارات مفهوم يعود الى فترات الاحتلال حيث كان الغرب يخشى منافستها الاقتصادية.
وأوضح السبلاوي الذي شغل منصب خبير اقتصادي بمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أهمية الاستثمارات العربية في أفريقيا منتقدا ضعفها حتى الآن مقارنة مع الاستثمارات الاجنبية الأخرى في حين ان القارة السمراء لديها امكانات استثمارية هائلة.
العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ
