العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ

واشنطن تريد إصلاح عملات الدول ذات الفائض التجاري

وزير الخزانة الأميركي يوجه رسالة لوزراء مجموع العشرين

صورة جماعية لوزراء المالية في مجموعة العشرين          (أ. ف. ب)
صورة جماعية لوزراء المالية في مجموعة العشرين (أ. ف. ب)

دعت الولايات المتحدة أمس (الجمعة) الدول التي تملك فائضاً تجارياً إلى إصلاح سياساتها في مجال العملة لتعزيز النمو العالمي وذلك خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في كوريا الجنوبية على خلفية مخاوف من تصاعد «حرب العملات».

غير أن المقترحات الأميركية التي أشارت إلى الصين دون أن تسميها يمكن أن تصطدم بمعارضة العديد من القوى بمن فيها الأغنى مثل اليابان.

وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر في رسالة موجهة إلى وزراء مالية بلدان مجموعة العشرين المجتمعين أمس في كوريا الجنوبية دون أن يشير إلى بلد بعينه، انه «على دول مجموعة العشرين التي تسجل فائضا متواصلا أن تجري إصلاحات بنيوية وضريبية وعلى صعيد سعر صرف عملتها لتعزيز موارد النمو الداخلية ودعم الطلب العالمي».

وكانت الولايات المتحدة اشتكت بالخصوص من استمرار الصين بتخفيض سعر اليوان لدعم صادراتها، وتعتبر الصين مسئولة عن أكثر من نصف العجز التجاري الأميركي.

واقترح غايتنر إلا يتجاوز الخلل في الميزان التجاري الخارجي لبلدان مجموعة العشرين نسبة معينة من إجمالي الناتج المحلي دون تحديد سقف. وقد يصطدم هذا المقترح بتردد الكثير من البلدان المصدرة مثل الصين وألمانيا والهند.

وأضاف غايتنر أن «على دول مجموعة العشرين أن تلتزم بعدم اعتماد سياسات لسعر صرف عملاتها تهدف إلى تحقيق مكاسب تنافسية سواء من خلال إضعاف عملاتها أو منع ارتفاع سعر عملة يعتبر مستواها أدنى من قيمتها الفعلية».

ويجتمع وزراء مالية وحكام البنوك المركزية لأكبر عشرين اقتصادا في العالم في جيونغجو جنوب شرق كوريا الجنوبية، حتى مساء اليوم (السبت) في مسعى لتقرير هدنة في حرب العملات القائمة منذ سبتمبر/ أيلول وتهدد الانتعاش العالمي.

واقترح مشروع بيان ختامي أن تتعهد دول مجموعة العشرين بـ «الامتناع عن أي خفض عملة لأهداف تنافسية»، بحسب وكالة الأخبار الاقتصادية داو دجونز. وتتمثل إستراتيجية خفض العملة في التلاعب بسعر صرف العملة لتحفيز الاقتصاد الوطني دون اعتبار للتعاون الدولي.

وتأمل الولايات المتحدة وأوروبا أن تفرض على الصين والدول الناشئة، مثل كوريا الجنوبية والبرازيل، مبدأ آلية لتنظيم أسعار الصرف.

وشدد غايتنر على وجوب أن تعمد «دول مجموعة العشرين الناشئة التي تبقى أسعار عملاتها أدنى بكثير من قيمتها الفعلية وتملك احتياطات مناسبة» إلى «السماح بارتفاع أسعار صرف عملاتها مستقبلا إلى مستويات تتناسب مع مكونات اقتصادها الأساسية».

وأضاف انه في المقابل فان على الدول التي تملك عجزا تجاريا كبيرا ان ترفع المدخرات من خلال تحديد «أهداف موازنة للأمد المتوسط ذات صدقية» وتعزيز صادراتها.

وقال مسئول فرنسي طلب عدم كشف هويته إن الرسالة الأميركية التي قدمت أثناء اجتماع دام ساعة لوزراء مالية مجموعة السبع الذي سبق اجتماع مجموعة العشرين، «لاقت قبولا طيبا».

وأضاف «لقد وقفنا على اختلاف في وجهات النظر حول المسألة».

وقالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كرستين لاغارد في أشارة إلى المقترح الأميركي «أنا لا اعلق لا على قضية العملات ولا على قضية ميزان الحسابات الجارية».

غير انه يبدو أن مقترحات غايتنر تثير تحفظات وحتى معارضة العديد من القوى.

وفي هذا السياق قال وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا ان المقترح الأميركي «ليس واقعيا». كما أعربت روسيا وألمانيا عن شكهما، بحسب الصحافة.

وفي الوقت الذي فاجأت فيه الصين الأسواق الأسبوع الماضي برفع نسبة الفائدة للمرة الأولى منذ 2007، فان بكين ترفض السماح بارتفاع سعر اليوان سريعا خشية التسبب في إفلاس صناعاتها التصديرية.

غير أن وزير المالية الكندي جيم فلاهيرتي قال اثر مباحثات مع نظيره الصيني شي شورين انه هناك «ارادة (لدى الصين) بفتح المجال أمام المزيد من المرونة لاحقاً».


رئيس كوريا الجنوبية يدعو إلى اتفاق حول إصلاح صندوق النقد الدولي

جيونغجو - ا ف ب

دعا رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك أمس (الجمعة) إلى تعزيز صدقية مجموعة العشرين من خلال التوصل إلى اتفاق حول إصلاح صندوق النقد الدولي وذلك خلال قمة سيئول في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي في خطاب ألقاه لدى افتتاح اجتماع مجموعة العشرين المستمر حتى اليوم (السبت) في جيونغجو (جنوب شرق) أن «الوفاء بالالتزامات حول قضية تقاسم السلطات في صندوق النقد الدولي سيعزز صدقية اجتماعات مجموعة العشرين».

ويتعين على الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي التوصل سريعا إلى اتفاق حول قضيتين هامتين في تنظيم المؤسسة.

ويتعلق الأمر بمراجعة الحصص التي يجري البحث فيها منذ أكثر من سنة ويجب أن تحدد مساهمة كل واحدة من الدول الأعضاء الـ 187 وبالتالي حصتها في حق التصويت.

وتتمثل القضية الأخرى التي تعتبر أكثر إلحاحا، في توزيع جديد للمقاعد في أعلى هيئة لاتخاذ القرارات في صندوق النقد الدولي أي مجلس الإدارة حيث تعترض الولايات المتحدة ودول ناشئة على التمثيل المفرط للدول الأوروبية فيه.

وأعلن لي ميونغ باك لوزراء مالية مجموعة العشرين وحكام مصارفهم المركزية «اطلب منكم التوصل إلى اتفاق حول هذه القضايا الصعبة خلال اجتماع جيونغجو لما فيه مصلحة الاقتصاد العالمي».


اليابان والأسواق الناشئة ترفض خطة أميركية بمجموعة العشرين

كيونججي - رويترز

قال وزير المالية الياباني أمس (الجمعة) في قمة مجموعة العشرين إن اليابان وبعض البلدان النامية تعارض خططا لتحديد أهداف رقمية لميزان المعاملات الجارية للدول.

وقال يوشيهيكو نودا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع وزراء مالية المجموعة في كوريا الجنوبية «قلنا أننا نتشكك في ما إذا كان يجب تحديد أهداف رقمية صارمة لكن عند فحص التقدم في تصحيح الاختلالات ربما تكون هذه فكرة طيبة».

وبدأ وزراء مالية المجموعة أمس اجتماعات تستمر يومين بمناقشة مقترح أميركي لتحديد مستوى مستهدف يعادل أربعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لا يتجاوزه فائض ميزان المعاملات الجارية.

العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً